قراءة لانتخابات الإدارة المحلية في حلب.. انقسام في الآراء
حلب – معن الغادري
لم تبتعد انتخابات المجالس المحلية والوحدات الإدارية عن جولة الانتخابات السابقة، لجهة آليتها ونتائجها ومفرزاتها، والتي يراها البعض غير مكتملة الملامح، كونها لا تلبي متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، وبالتالي – كما يقول الكثيرون ممن تابعوا وراقبوا العملية الانتخابية – فمسألة التغيير لا تتعلق بالأشخاص والأسماء على أهمية هذه الجزئية، بل بالرغبة بإحداث تغيير حقيقي بالعقلية والسلوك والنهج والفكر في إدارة عمل المجالس المحلية والوحدات الإدارية، والتي تشكل عصب العمل ومحور وأساس النهوض المنشود على كافة المستويات الخدمية والاقتصادية والمجتمعية.
في حلب، انقسمت آراء الشارع حول الانتخابات والأسماء الفائزة بعضوية مجلسي المحافظة والمدينة، على وجه التحديد. وفي حين يرى البعض في دخول أسماء جديدة للمجلسين، من ذوي الشهادات الجامعية، فرصة للتجديد وتغيير سياسات العمل، يرى آخرون أن دخول البعض إلى المجلسين لا يبشر بالخير، بالنظر إلى افتقادهم إلى الحد الأدنى من معايير وشروط العمل في الشأن العام، وهناك من ربط فوزهم بعلاقاتهم الشخصية وملاءتهم المالية.
ما تقدم لا ينفي أبداً الأجواء التنافسية التي شهدتها الانتخابات، خاصة بين المستقلين، والاقبال الذي شهدته الانتخابات في بعض المراكز الانتخابية، إلا أن معظم أصوات الناخبين صبت في مصلحة قوائم الوحدة الوطنية، والتي اختارها الجهاز الحزبي عن طريق عمليات الاستئناس التي شهدت هي الأخرى تنافساً كبيراً بين المرشحين، ألا أنها – برأي البعض – لم تفرز الأفضل، نتيجة الحسابات الشخصية، والتكتلات والعلاقات الشخصية، والتي كانت الفيصل في نجاح البعض ورسوب البعض الآخر في هذا الامتحان.
وفي الواقع، أصوات كثيرة انتقدت ضمناً عملية الاستئناس، ولربما لأن الحظ لم يحالفهم، أو لأسباب أخرى حرصوا على عدم ذكرها. وبمعنى أكثر دقة، لم تخل عملية الاستئناس من تحالفات أبعدت العديد من الكفاءات، حسب قول العديد ممن شاركوا في العملية الانتخابية.
وفيما يؤجل البعض الحديث والحكم على نتائج الانتخابات لحين مرور بعض الوقت على عمل المجالس المحلية، ليتسنى لهم تقييم الأداء والعمل بشكل منطقي وعلمي، يجد كثيرون أن ما أفرزته الانتخابات يحمل الجهاز الحزبي مسؤولية كبيرة، إذ يقع على عاتقه مسؤولية نجاح أو فشل المجالس المنتخبة، وبالتالي من المفترض أن تكون خياراته دقيقة، ومستوفية لمعايير وشروط العمل المؤسساتي المتكامل، وهو ما أكده الرفيق سالم شلحاوي عضو قيادة فرع حلب للحزب، رئيس مكتب التنظيم، منوهاً بالدور المهم المنوط بالمكتبين التنفيذيين خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، لاستكمال مشروع البناء والاعمار.
وبين الرفيق شلحاوي أن عمليات الاستئناس سارت بصورة جيدة وسلسة، وضمن أجواء ديمقراطية شفافة وتنافسية، وأعطت الفرصة لكل من يرغب بالترشح من الرفاق البعثيين، وفق الشروط والمعايير التي وضعتها قيادة الحزب، مؤكداً أن الحزب لم يتدخل لا من بعيد أو قريب في انتخابات المستقلين، سواء في المرحلة الأولى للانتخابات أو في المرحلة الثانية عند انتخاب المكتبين التنفيذين لمجلسي المحافظة والمدينة.
ولفت الرفيق شلحاوي إلى أن انتخابات هذه الدورة شهدت إقبالاً كبيراً على الترشح، إذ تجاوز عدد المرشحين على مستوى المحافظة أكثر من 14 ألف مرشح، قبل منهم أكثر من 6 آلاف مرشح حققوا الشروط المطلوبة، ومنهم أكثر من 5 آلاف مرشح من الجهاز الحزبي، تم اختيار الأفضل والأكفأ ضمن قوائم الوحدة الوطنية والتي فازت بإجماع الناخبين.