مبدعو طرطوس… المسرح ابن الشارع والسينما في إجازة…!؟ والتشكيل يرثى له والموسيقا تبحث عن الدعم…
البعث الأسبوعية – مكتب طرطوس
لطالما كان مشهد طرطوس الإبداعي متنوعاً وغزيراً يتنقل بين شغف الحضور ونوعية المنتج والخروج عن المألوف والنمطي إلى الإبداعي غير التقليدي.
وقد استطاعت هذه المحافظة الصغيرة أن تنتج أعمالاً لافتة وتقدم أسماء مهمة تركت بصمات لا تمحى في عالم المسرح كالراحل سعد الله ونوس، وفي القصة والرواية حيدر حيدر، وفي الأدب والشعر الراحلان نديم محمد وحامد حسن، وفي التشكيل غسان جديد ومحمد هدلا والراحل مجيب داود، وفي الموسيقا والغناء “الأروادي” صفوان بهلوان والراحل محمود الحاج الذي ظلمته الأيام، وهناك الكثير من الأسماء التي لمعت وحققت حضوراً جماهيرياً كاسحاً وأنتجت أعمالاً كان لها وقعها وصداها المدوي الذي تخطا المحلية إلى العربية والعالمية.
ولابد من الإشارة إلى أن طرطوس كانت أول من أشهر نادٍ للسينما خارج حدود العاصمة في ثمانينيات القرن المنصرم قدم أحدث وأقوى العروض السينمائية واستقطب كبار المثقفين والأدباء والكتاب والسينمائيين والمهتمين والمتابعين من كل الأعمار ونجح حينها في تكوين طقس سينمائي لازال حاضراً في ذاكرة الكثير من معاصريه.
مانود قوله في ملفنا الأسبوعي التوقف عند الغنى الثقافي والإبداعي لمحافظة طرطوس الذي قدم صورة طيبة عن شخصياته بعيداً عن الصخب والضجيج الفارغ رغم الصعوبات والظروف والتحديات وألبس المحافظة جلباب الثقافة حتى بات يطلق عليها بجدارة محافظة الثقافة والمثقفين وحملة الشهادات.
وهذا بطبيعة الحال يحتم تقديم الدعم وتذليل العراقيل والمطبات التي تعيق عجلة إبداعهم وعطائهم الإنساني الكبير.
ترى كيف تبدو الصورة…؟
أبو الفنون…
لم يكن عبثاً أبداً من وصف المسرح بأبي الفنون ولا من قال أعطني مسرحاً أعطيك شعباً…
لكن ماذا عن المسرح في محافظة شهدت عبر تاريخها الغض ولادة الكثير من الفرق والمبادرات المسرحية الشابة التي قدمت أعمالاً مهمة في سبعينيات القرن الماضي “الطاعون يعسكر في المدينة” على سبيل المثال، وإقامة عشرات الورش المسرحية التدريبية للهواة الشباب.
غادة عيسى مديرة مسرح طرطوس القومي أكدت أن خطة المسرح السنوية تضمنت عروضاً مسرحية وفنية وورشات عمل تنفذ بالتنسيق مع الفنانين والمسرحيين، إضافة إلى المهرجانات المدرجة من قبل وزارة الثقافة، ومنح أكثر من ٣٥ موافقة نص مسرحي العام الماضي عرض معظمها على خشبة المسرح القومي والمركز الثقافي والجمعيات المختلفة وقدمنا لها خشبة المسرح القومي والمسارح الأخرى وباقي المستلزمات.
توجهات لمسرح الطفل…
وبينت “عيسى” أن دائرة الاهتمام تتجه اليوم لمسرح الطفل فكانت عروض الأطفال تقام في الحدائق والكورنيش البحري ضمن مهرجان حدائق الفن 2021/2022 بدورته الثانية ولاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً على حد تعبيرها.
وبالنسبة للأنماط المسرحية الأخرى لا ترى مديرة المسرح القومي أنها تتراجع بل على العكس هناك محاولات مختلفة ومميزة من فنانين، وتجارب شخصية مستمرة، وحالياً تقام بروفات للمخرج رضوان جاموس مدرجة ضمن فعاليات يوم الثقافة السوري، وهناك نصوص ومسرحيات تقدمها الجمعيات التي تهتم بمواضيع اجتماعية نشأت بعد الحرب تستفيد من نصوص تفاعلية تطرح المشكلة مع حلها كالتنمر مثلاً.
إن المطلوب من المسرح أن يقدم المعرفة الممزوجة بالمتعة ليحقق الحضور والمتابعة.
تقاليد معرفية
المخرج المسرحي المعروف رضوان جاموس قال أننا عندما نتحدث عن المسرح في سورية عموماً وطرطوس خصوصاً فنحن نلامس حالة ثقافية متطورة، ونتحدث عن تقاليد معرفية إبداعية لإنتاج الأنشطة الفنية والثقافية المنوعة، فالحالة الثقافية هي نتاج تراكمي ومعرفي متواصل، ولأن الفن نشاط إنساني معرفي فإن الاستثمار فيه هو ماينتج الحالة الثقافية التي ترتقي بالفن والذائقة الفنية، وترسي تقاليد العمل الفني، فما يتم فعله على مسرح طرطوس القومي وغيره من المسارح من إطلاق مهرجان الهواة، وورشات العمل التدريبية التخصصية، ومواصلة تقديم الأعمال المسرحية على مدار موسم المسرح يؤكد هذا الأمر، حيث تم بالفعل إنجاز الكثير من الأعمال التي ترقى إلى مستوى عالٍ من الفن والرقي هذا العام “مسرح، موسيقا، فنون شعبية، لوحات تعبيرية، غناء وورشات عمل لتدريب الهواة”.
جمهور منوع
ويرى الممثل المسرحي الشاب عبد الله كلاّب أن جمهور المسرح لم يكن يوماً حكراً على فئة معينة كما يمكن أن يتوهم البعض، فكما يقول المسرحي جورج خباز: “المسرح هو المكان الحر للاجتماع بين البشر” وهذا يسبب راحة للمشاهد والممثل معاً للتنوع الكبير الذي يحمله، فالمسرح ابن الشارع وابن الجمهور الذي يحضره ويرتاده، وعندما نتحدث عن جمهور المسرح فنحن نتحدث عن جمهور لطيف وجميل ومحب للفنون نصل من خلاله لفئة عاشقة للحياة والموسيقى والفن والاحتفالات، ويؤكد “عبد الله” أن المطلوب من الجميع اليوم الإيمان بالمسرح بشكل أكبر وبطاقات الشباب لتغيير الصورة النمطية، وكذلك إيمان الناس بحضور المسرح فعندما يذهب المشاهد ويستمتع سيكرر التجربة وستتغير أفكاره المسبقة والسلبية.
وختم المسرحي الشاب: أرى أن وظيفة المسرح اليوم وفي هذه الفترة هي وظيفة ترفيهية أكثر من كونه وظيفة تحمل رسالات محددة فالجمهور مل الرسالات وبعض الأنماط المسرحية السوداوية والمطلوب تحقيق رغبة المتعة عند الجمهور لكسب وده فالمسرح ابن الواقع ويتطلب البسمة في هذه الفترة ضمن أفكار هادفة تحقق التطور العقلي ليصل لهدفه السامي.
صعوبات قائمة
وبحسب الكثير من المسرحيين فالمسرح لا ينفصل العمل فيه عن الواقع والمشكلات الاقتصادية المحيطة وانعكس ذلك بالدرجة الأولى على ممثليه فمعظمهم سافروا أو يعملون بالتلفزيون والدراما بالعاصمة، نتيجة المردود القليل والإمكانيات الضعيفة فحتى على مستوى الديكور نجد المسرح فقيراً وهناك صعوبة في تقديم العروض المتنقلة بين المحافظات وخلق حالة من التكامل بينها نتيجة الصعوبات المادية وقلة الدعم، فالمطلوب زيادة الأجور والمكافآت الممنوحة عن الأعمال المسرحية التي تنجز ولكافة العاملين والمشاركين، وكسب ود المسرح وجمهوره بالابتعاد عن النصوص التقليدية التي كان يتم إنتاجها سابقاً والتوجه لواقعية أكثر تكتب عن الوضع الراهن وتحاكي الهموم والآمال عبر رسم البسمة.
بريق الفن السابع بتراجع مستمر..!!
لطالما شكل الفن السابع من خلال السينما وصالات العرض التي كانت تشكل أحد روافد الوعي الجمعي لأي مجتمع منذ بدايات القرن المنصرم كما أن “السينما الجماهيرية” تشكل حالة فريدة لإغناء الذائقة البصرية بكل ما هو ممتع وجميل بواسطة هذا الشريط السينمائي الذي يحمل في سلسلته الطويلة الكثير من اللقطات والمشاهد التي تحفر في الذاكرة الوجدانية الكثير من المواقف المعبرة والآراء التي قد تحدث فرقاً في هيكلية أي مجتمع إضافة لقدرته التأثيرية في مرحلة زمنية ما، وفي طرطوس كان يوجد فيها أربع صالات عرض شكلت سينما الكندي العمود الفقري لروادالسينما.
صالة واحدة…!!
كانت مفارقة تراجع صالات السينما إلى صالة واحدة تملكها وزارة الثقافة “الكندي” بعد أن كان لدينا أربعة صالات قبل أربعين عاماً…!؟
ويمكن القول أن صالات العرض السينمائية كانت أحد ضحايا ثورة الاتصالات والمعلوماتية، الأمر الذي أدى لتراجع ألقها وغياب جمهورها الذي استبدلها بشاشات صغيرة لا تتعدى حجم قبضة اليد “الموبايل” في محاولة يائسة لتعويض ما فقده، فيما تحولت الصالات إلى سوق جاذب للعقارات التجارية والمهنية وغيرها كما هو حال بعض الصالات التي كانت يوماً عنواناً بارزاً ودليلاً سياحياً، لتتحول هذه المواقع وما شهدته أيام العز إلى مجرد ذكرى أو شيء من الماضي بعدما عمد أصحابها تغيير خارطة المكان بما يدر لهم أرباحا طائلة ولهذا كلام آخر..!
ماذا عن دور مديرية الثقافة…؟
كمال بدران مدير ثقافة طرطوس أشار للتعاون مع صالة الكندي إلى جانب صالات المراكز الثقافية المتعددة الاستعمالات في تقديم العروض السينمائية دوريا بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما وغالبا ما تكون العروض الافتتاحية للأفلام المنتجة حديثا “أي العرض الأول” بحضور كادر العمل أغلب الأحيان…
ولفت “بدران” لوجود عروض متخصصة بمراحل عمرية للأطفال واليافعين.
طرطوس بلا أندية سينمائية..!؟
كان لافتا ومنذ عقود عدم الاهتمام بإحداث أندية سينمائية على شاكلة النادي السينمائي الطلابي أو غيره حيث تهتم هذه الأندية بعرض أفلام تعالج قضايا ومشاكل من شأنها جذب شرائح كبيرة من المجتمع…
وبحسب مهتمين فمرد ذلك يعود لعدم وجود مبنى خاص بجامعة طرطوس..!؟
ومهما يكن فإن الحديث يبقى طويلاً عن وجع السينما ومشاكلها وغياب الصالات ودور شركات الإنتاج وهمها وبحثها السريع عن مراكمة الثروة على حساب الجودة الفنية والنصية إضافة لبعض العوامل الأخرى.
للتشكيل وجعه
للفن التشكيلي أيضاً في مجتمعاتنا أهمية كبيرة كونه يعكس الحياة المحسوسة الملموسة بصيغة جمالية وفنية مميزة، ويساهم في خلق حالة راقية تدفع المجتمع إلى التطور والارتقاء إلى كل ما هو نبيل، وقد برز في محافظة طرطوس عدد كبير من الفنانين الذين جسدوا بأعمالهم واقع مجتمعاتنا وقدموا رسائل عدة أثرت بشكل كبير في حياة المجتمع وخلقت حالة فرح و جمال في زمن طغى عليه الحزن والسواد، فماذا عن واقع الفن التشكيلي في محافظة طرطوس، وما هي الصعوبات والمعاناة التي تقف عائقاً في طريق تقدمه وتطوره، وهل حقاً يوجد فن تشكيلي في المحافظة؟
يقول الفنان التشكيلي محمد هدلا : طبعاً لدينا فن تشكيلي في المحافظة، وهو عريق يعود إلى ستينيات القرن العشرين، حيث ظهرت مجموعة من الفنانين الذين درسوا الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة -جامعة دمشق- كما أن اتحاد الفنانين التشكيلين في المحافظة ضم العديد من الفنانين الأكاديميين وغير الأكاديميين، في مجال التصوير الزيتي والنحت، والديكور والإعلان…
واعتبر”هدلا” أن واقع الحركة التشكيلية في المحافظة يرثى له…!؟ خاصة أنه لايوجد اهتمام من قبل الجمهور بالفن التشكيلي، لضعف الثقافة الفنية لديه، كما أن اقتناء العمل الفني قليل جداً، إضافة إلى أن الأعمال الفنية باتت باهظة التكاليف، كل ذلك ينعكس سلباً على الحركة التشكيلية وعلى نموها وازدهارها، كما أنه لا يوجد أي تشجيع ولا اقتناء للأعمال الفنية التشكيلية لا من الجهات العامة ولا الخاصة..!؟
في حين أكدت التشكيلية سعاد محمد رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس على وجود الفن التشكيلي في المحافظة، لأنه لا يمكن الفصل بين الفن والإنسان فهما متلازمان، وعلى اعتباره “الفن التشكيلي” لغة بصرية، وأضافت: تقام المعارض في عدة أماكن سواء في صالة المعارض التابعة لمقر فرع الاتحاد أو المدينة القديمة أو صالة المعارض التابعة لمديرية التربية وغيرها عبر الفعاليات الثقافية والسياحية.
وتقول “محمد” إن واقع الحركة التشكيلية في المحافظة جيد قياساً للظروف الراهنة فمازالت المعارض تواكب المناسبات الوطنية والاجتماعية والملتقيات الفنية والثقافية المختلفة…
وأشارت للصعوبات التي تعترض الحركة التشكيلية وانعكاس الوضع الاقتصادي عليها وقلة توافر الأدوات ولوازم إنجاز العمل ونوهت لأهمية تقدير العمل الفني وتفعيل ثقافة الاقتناء لدعم الفنان التشكيلي والفن بشكل عام.
وأشارت “محمد” للمعارض المختلفة التي تتم المشاركة بها ضمن فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي ومعرض الربيع في شهر أيار والمعرض السنوي ضمن أيام الفن التشكيلي الذي تطلقه وزارة الثقافة في شهر كانون الأول التي يشارك بها كبار الفنانين التشكيليين.
إلى جانب المعارض الفردية والملتقيات والأنشطة الثقافية والحوارية بكافة أشكالها، كما تتم المشاركة في المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين وبعض المعارض التي تقام تكريماً لعدد من الفنانين التشكيليين.
وفي طرطوس صالة وحيدة للعرض التجاري وعدد من المراسم الخاصة.
وتمنت “النقيبة” متابعة النهوض ودعم الحركة التشكيلية وصولاً بالفن والفنان التشكيلي لأرقى المستويات، واعتبرت أن كل فنان يناضل رغم كل الصعوبات ويعبر عن مكنوناته الداخلية ليجسد تفاصيل واقع الحياة اليومية بما فيها من أحاسيس ومشاعر، يستحق التحية والتقدير وللداعمين والمهتمين بالشأن الفني والثقافي من كافة شرائح المجتمع.
ماذا عن الموسيقا…؟
تعددت فرق طرطوس الموسيقية وتنوعت لتقديم الثقافة الموسيقية السورية بأجمل صورها وخلال الحرب الغاشمة على سورية طفت على السطح عدد من الفرق الموسيقية التي أثبتت حضورها ونجاحها وقدرتها على تقديم هوية موسيقية خاصة بها وسنتوقف في ملفنا عند أهم الفرق والتعرف على واقعها ونشأتها والظروف التي تواجه عملها.
مدير مجموعة “إيمار” للموسيقى سليم شحود بين أن أهم الأهداف التي تسعى إليها “إيمار” المساهمة في بناء العلاقات الإنسانية ونشر الفرح في المجتمع وبين المشاركين وذويهم ومع الجمهور، من خلال العروض الموسيقية الجماعية في الساحات العامة والأماكن السياحية والأثرية وفي الهواء الطلق والمراكز الثقافية ودار الأوبرا، ونعتقد أن مشروع الموسيقى للجميع الذي أطلق عام 2012 استطاع إيجاد ملتقى اجتماعي بذائقة فنية جمعية راقية، وأكد “شحود” أنه بعد مسيرة جهد وتصميم تمكنت “إيمار” من تحقيق إنجاز عالمي من خلال مشاركتها في مؤتمر الموسيقى العالمي الخامس في لندن العام الماضي ومنحي صفة سفير عالمي للموسيقى إضافة إلى ما تم إنجازه خلال مسيرة 15 عاماً من العمل وتدريب المئات من محبي الموسيقى وحصول العديد منهم على المراكز الأولى في المسابقات الموسيقية والغنائية على سوريا وعربيا، وطالب بدعم الطاقات والمواهب الشابة الموسيقية مادياً وإعلامياً، واستثمارها وطنيا وسياحيا واقتصاديا، وتقديمها بما يخدم الإنسان والمجتمع.
جيل موسيقي…
مدير المعهد العربي للموسيقا التابع لوزارة الثقافة ديمة عيسى بينت أن المعهد يهدف إلى إعداد موسيقيين قادرين على العزف على مختلف الآلات الموسيقية وتعليم الغناء الإفرادي والجماعي والنوتة الموسيقية، وإنشاء جيل يحمل رسالة موسيقية على أساس علمي سليم، وحماية التراث الموسيقي وتطويره، ويضم المعهد فرقاً موسيقية أهمها الاوركسترا التي قدمت خلال العامين الماضيين مقطوعات منوعة كلاسيكية غربية ومقطوعات آلية وغنائية عربية شاركت في حفل افتتاح وختام العديد من المناسبات. أما فرقة “كورال”حلم وحنين” فتعمل على نشر فن الغناء المتعدد الأصوات الموزع هارمونيا، مع التركيز على نشر فن بلادنا ومنطقتنا بشكل متجدد، حسب ما أفادت به مديرة الكورال د.نهى بشور مضيفة: أن أرشيفنا على مدى ١٥ سنة تضمن أكثر من ٢٨٠ أغنية، وشكل الكورال منذ تأسيسه نسيجا من كل شرائح المجتمع في المنطقة أو القادمين من المحافظات، واستطعنا تنمية حس المواطنة والانتماء لبلدهم ولعملهم الجماعي.
وقالت “بشور”: لدينا حفلاً سنوياً مكرّساً من بداية تأسيسنا نقيمه في شهر كانون الأول، ونقدمه في عدة محافظات.
وعندما بدأنا كانت المحافظة تفتقر لهذا النوع من الفنون، وطوّرنا عملنا لحين وصولنا لهذا المستوى.
وأكدت “بشور” وجود صعوبات مثل قلة الأكاديميين وعدم معرفة الناس بهذا النمط الغنائي مما دفع بكثير من المنتسبين للانسحاب، بينما البعض الآخر أغرتهم صعوبة التجربة، إضافة لفقر معظم المسارح للمعدات والتجهيزات، والصعوبات المادية التي تحد من طموحاتنا وعدم قدرتنا على تلبية العديد من الدعوات للمشاركة في المهرجانات العالمية.
أكبر الكورالات…
يعتبر كورال “أرجوان” الذي أسسه ويديره المايسترو بشر عيسى واحداً من أكبر الكورالات العربية وكورالات الشرق الأوسط بعدد أعضائه الذين يتجاوزون 250 عضواً مقسمين عمرياً إلى 3 كورالات، تعمل على نشر ثقافة الكورال والغناء الجماعي ضمن المشهد الثقافي والفني السوري، وتعريف الجمهور بالأعمال الموسيقية الكورالية عبر عصور الموسيقا المختلفة.
وبين “عيسى” أن أرجوان فرقة للغناء الجماعي البطل فيه هو المجموعة، إضافة إلى الدمج المجتمعي، وتحقيق ذلك من خلال انضمامه إلى الاتحاد العالمي للموسيقا الكورالية والأجندة الكورالية العالمية الموسيقية، إضافة إلى الجسور الثقافية والإنسانية التي أقامها بعد توقيع اتفاقيتي توأمة مع كورال “كوراييس” اليوناني، وأوركسترا “شباب فينيسيا” الإيطالية، ومشاركاته في المهرجانات الكورالية العالمية وتقديم التراث الغنائي السوري والعربي، وإثبات الحضور الفني والموسيقي السوري والموسيقا العربية من خلال الفوز بجوائز عالمية في اليونان وإيطاليا وبلغاريا والنمسا والصين.
وأكد المايسترو التأثير الاجتماعي لأرجوان الذي يتجلى من خلال الحضور الجماهيري الكثيف الذي خلق طقساً موسيقياً خاصاً بمدينة طرطوس عبر الاحتفال السنوي بيوم الموسيقا العالمي و مهرجان “موسيقا على الطريق” ما ترك بصمة خاصة.
واقترح إقامة مسارح تتسع لأعداد أكبر من المتفرجين، وصيانة المسارح القائمة وتحديث أجهزة الصوت والإضاءة، وأن تكون الرعاية أكبر من قبل المؤسسات الثقافية لنستطيع أن نجول بالأرجوان في جميع أرجاء الوطن.