الأصول المدهشة لـ 11 خرافة مشتركة بين ثقافات ومجتمعات مختلفة .. على الدوام هناك قصة واقعية أو متخيلة!!
“البعث الأسبوعية” – لينا عدرا
لكل ثقافة خرافاتها الخاصة، لكن بعض الثقافات كانت على تواصل مع بعضها البعض لفترة طويلة حتى أن معتقداتها قد اختلطت، ما أدى إلى تعاملها مع بعض الأشياء بنفس الطرق المضحكة. وهذا هو الحال، على الأخص، في بعض المجتمعات الآسيوية، حيث يعتقد الناس أن كنس الأرض بعد غروب الشمس يجلب الحظ السيئ، وأن من السيئ أن تترك عيدان تناول الطعام واقفة في وعاء من الأرز.
مع ذلك، لا تزال الخرافات متأصلة في المجتمعات الحديثة لدرجة أن الجميع، من الناس العاديين إلى العلماء، يخضعون لها، أو، على الأقل، يشعرون بعدم الارتياح قليلاً لعدم القيام بذلك. وإلا.. لماذا لا نسير تحت السلالم؟ ولماذا بعد إبداء التفاؤل ندق على الخشب؟ ولماذا يقول غير المتدينين “يرحمكم الله”؟ ولماذا نتشاءم لدى مرور القط الأسود أمامنا؟
- القط الأسود الذي يعبر طريقك
تتفق العديد من الثقافات على أن القطط السوداء هي نذير قوي، ولكن هل تدل على الخير أم الشر؟
كان قدماء المصريين يحترمون جميع القطط، سوداء وغير ذلك، وهناك بدأ الاعتقاد بأن قطاً أسود يعبر طريقك يجلب الحظ السعيد. وقد تم تسجيل هذه “السمعة” الإيجابية مرة أخرى في وقت لاحق، في أوائل القرن السابع عشر، في إنجلترا، حيث كان الملك تشارلز الأول يحتفظ بقطة سوداء كحيوان أليف. وعندما توفي القط، قيل إنه أعرب عن أسفه لأن حظه قد ذهب. وقد تعززت الحقيقة المفترضة لهذه الخرافة عندما تم القبض على الملك في اليوم التالي، ووجهت إليه تهمة الخيانة العظمى.
خلال العصور الوسطى، كان الناس في أجزاء أخرى كثيرة من أوروبا يؤمنون باعتقاد معاكس تماماً. لقد اعتقدوا أن القطط السوداء رفيقة السحرة، أو حتى هي السحرة أنفسهم متنكرين. وكان القط الأسود الذي يمر أمامك أو يعبر طريقك مؤشراً على سوء حظك، وعلامة على أن الشيطان كان يراقبك. ويبدو أن ذلك كان اعتقاداً سائداً عند أوائل المغامرين الأوروبيين الذين رحلوا إلى أمريكا، ولربما يفسر الارتباط القوي بين القطط السوداء والسحر الموجود في أمريكا حتى يومنا هذا.
كانت القطط السوداء مرادفة للعديد من الخرافات المخيفة. وقد ارتبطت فقط بالسحر والتنجيم، في الثقافة الغربية على وجه الخصوص، منذ القرن الثالث عشر. ورغم أنه عُرف عن السحرة احترام الطبيعة، والتقدير العميق للنباتات والحيوانات إلا أن أي عاطفة تجاه القطط السود بدأ يُنظر إليها على أنها “شيطانية”
- عقد أو تصليب الأصابع
تُستخدم هذه الإشارة بشكل أساسي لغرضين: درء الأرواح الشريرة أو جلب الحظ السعيد. في العصور القديمة، كان الناس يعقدون أصابعهم مع بعضها البعض، معتقدين أن ذلك من شأنه أن يستحضر الأرواح الطيبة ويلبي رغباتهم.
ويقال أيضاً أن المسيحيين الأوائل استخدموا هذه الإشارة حماية لهم من غضب الله عند كسر إحدى الوصايا العشر: (“لَا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ”). لقد كانت المسيحية محظورة في تلك الأزمنة. لذلك كان على المؤمنين بها كديانة جديدة أن يكذبوا بشأن اتباعها، فكانوا ببساطة يعقدون أصابعهم، معتقدين حقاً أن ذلك يمكن أن يساعدهم على الفوز بالمغفرة، واليوم، يقوم البعض منا بعقد أصابعهم نفسها خلف ظهورهم.
- من سوء الحظ أن تفتح مظلة في الداخل
على الرغم من أن بعض المؤرخين يرجعون هذا الاعتقاد مبدئياً إلى العصور المصرية القديمة، إلا أن الخرافات التي أحاطت بمظلات الفراعنة كانت في الواقع مختلفة تماماً، وربما لا علاقة لها بالمعتقد الحديث، إذ يعتقد معظم المؤرخين أن التحذير من فتح المظلات بالداخل نشأ مؤخراً في إنجلترا الفيكتورية .
في الواقع، في القرن الثامن عشر، كانت المظلات مصنوعة من قضبان معدنية. كما أن آلية الفتح القاسية والخرقاء جعلتها أكثر خطورة داخل البيت. لذا فإن أي عملية فتح مفاجئة لها يمكن أن تصيب أي شخص من حولنا بجروح خطيرة.. وحتى لو لم يصب أحد، فإن مثل هذا الحادث كان يمكن أن يثير مشاجرة بسيطة داخل الأسرة، خاصة إذا كان هناك أطفال صغار قد يكونون في الممر.
في كتاب “الأصول غير العادية للأشياء اليومية” (1989)، كتب العالم والمؤلف تشارلز باناتي: “في لندن في القرن الثامن عشر، عندما بدأت المظلات المعدنية المقاومة للماء تتحول إلى مشهد شائع في الأيام الممطرة، كان يمكن للمظلة التي تفتح فجأة في غرفة صغيرة أن تصيب شخصاً بالغاً أو طفلاً بجروح خطيرة، أو تحطم شيئاً ملموساً. حتى وقوع حادث بسيط يمكن أن يثير كلمات غير سارة أو مشاجرة بسيطة، هم أنفسهم نوبات من سوء الحظ في الأسرة أو بين الأصدقاء، وهكذا نشأت هذه الخرافة كرادع لفتح مظلة في الداخل”. لذلك، ربما كان هذا سبباً رئيسياً في اعتبار مثل هذا الإجراء البسيط والمناسب اليوم خرافة غريبة.
- 4. المرآة المكسورة
في اليونان القديمة، كان من الشائع أن يستشير الناس “عرافي المرآة”، الذين يخبرونهم عن ثرواتهم ومصائرهم من خلال تحليل انعكاساتهم. وكما أوضح المؤرخ ميلتون غولدسميث في كتابه “الإشارات، الفأل والخرافات” (1918)، “تم تنفيذ العرافة من خلال غمس الزجاج في الماء، وكان يطلب من الشخص المريض أن ينظر إلى الزجاج، فإن بدت صورته مشوهة، فمن المحتمل أن يموت؛ وإذا كانت واضحة، فسوف يعيش.
في القرن الأول بعد الميلاد، أضاف الرومان تحذيراً إلى الخرافات. في ذلك الوقت، كان يعتقد أن صحة الناس تتغير في دورات تتألف كل منها من سبع سنوات. وبالتالي، فإن الصورة المشوهة الناتجة عن مرآة مكسورة تعني سبع سنوات من اعتلال الصحة والبؤس، بدلاً من الموت التام.
حقيقة، كان الإغريق القدماء يعتقدون أن انعكاس صورة المرء على سطح الماء يكشف عن روحه، لكن المرايا صنعت لأول مرة بعد ذلك بقليل من قبل الرومان، الذين اعتقدوا بدورهم أن الآلهة تتابع وتراقب أرواحهم من خلال هذه الأدوات. لهذا السبب تم اعتبار إتلاف المرايا أمراً غير محبذ تجاههم.
ومع ذلك، هناك أيضاً تفسيرات أكثر منطقية لهذه الخرافة. فقد بدأت في القرن السابع عشر أولى مصانع المرايا بالظهور في أوروبا، وكانت هذه القطع الزجاجية الفاخرة لا تزال باهظة الثمن، ولم يكن بمتلكها إلا الأغنياء جداً. وهذا هو السبب في أن كسرها كان يتسبب في نفقات إضافية، وكان من المعتقد أنه إشارة على سوء الحظ للغاية.
- المشي تحت السلّم
نشأت هذه الخرافة بالفعل منذ 5000 عام في مصر القديمة. ويشكل السلم المائل على الحائط مثلثاً، واعتبر المصريون هذا الشكل مقدساً (كما هو معروف، على سبيل المثال، من خلال أهراماتهم). وبالنسبة لهم، تمثل المثلثات ثالوث الآلهة، والمرور عبر المثلث يعني تدنيسهم.
شق هذا الاعتقاد طريقه عبر العصور. وبعد قرون، فسر أتباع يسوع هذه الحركة على ضوء موت السيد المسيح، ولأن السلّم قد استقر على الصليب، فقد أصبح رمزاً للشر والخيانة والموت، والمشي تحت السلم كان يعني استجلاب سوء الحظ. ف
كل “الحظ السيئ” فيما يتعلق بهذه الخرافة يختبئ في الشكل الثلاثي الذي يخلقه السلم بمفرده أو مع أي سطح آخر. ويعتقد العديد من الأخوة المسيحيين أن ذلك يمثل الثالوث الأقدس، وبما أن الرقم 3 مقدساً إلى حد ما، فإنه ينظر للسير في هذا المثلث على أنه كسر للثالوث الأقدس.
هناك تفسير آخر، وهو أن السلم في مثل هذا الوضع كان مرتبطاً بالمشنقة في الماضي. وفي إنجلترا في القرن السابع عشر، كان المجرمون يجبرون على السير تحت سلم في طريقهم إلى حبل المشنقة. ولكن نظراً لأنه لا شيء من هذا القبيل في عصرنا، فقد لا نحتاج إلى عناء تفكير بالأمر بعد الآن. ومع ذلك، إذا كنت تعتقد أن ذلك قد يجلب لك الحظ السيئ، فما عليك سوى البصق 3 مرات عبر درجات السلم، أو عقد أصبعيك حتى تجد كلباً. وهناك خيار آخر مضحك “لحل المشكلة” وهو التراجع عن الطريق الذي أتيت منه.
- الدق على الخشب
في العديد من الثقافات، يقوم الناس بضرب مفاصل أصابعهم أو لمس قطعة من الخشب لدرء سوء الحظ. وأحد التفسيرات الشائعة هو أن بعض الثقافات الوثنية كانت تعتقد أن الأرواح والآلهة تسكن في الأشجار. لذا فإن الطرق عليها كان نوعاً من النداء طلباً لحمايتها.
على الرغم من أن المؤرخين يقولون إن هذه قد تكون واحدة من أكثر العادات الخرافية انتشاراً في العالم، إلا أن أصلها موضع شك كبير. ويعزو البعض ذلك إلى الطقوس الدينية القديمة المتمثلة في لمس الصليب عند أداء اليمين”. بدلاً من ذلك، “ربما تكون قد بدأت بين فلاحي أوروبا الجهلة في عادة الضرب بصوت عالٍ لإبعاد الأرواح الشريرة”.
ومع ذلك، يعتقد بعض الباحثين أن كل ذلك يعود إلى لعبة أطفال من القرن التاسع عشر تسمى “تيجي تاتشوود”، وكانت نوعاً من ألعاب الركض التي كان اللاعبون فيها محصنين ضد الإمساك بهم عندما يلمسون قطعة من الخشب
- حكة اليد
حسناً، من الرائع دائماً تلقي أي مؤشر على وصول شيء من المال. وبينما كانت هذه الخرافة شائعة، في البداية، لدى الشعوب السكسونية في القرن الخامس، يفسر بعض الباحثين اليوم بأنها ببساطة قد تكون ناجمة عن أمراض مختلفة، مثل كثرة الإصابة بلسعة النحل.
على مر التاريخ، اندمجت بعض الخرافات معاً، بما في ذلك هذه الخرافة، لذلك لدينا اليوم الكثير من المؤمنين بها في جميع أنحاء العالم، حتى أن البعض يحاولون خدش الخشب بأيديهم لجلب المزيد من الحظ. مع ذلك، من الأفضل توخي الحذر واستشارة الأطباء في حالات حدوث أية حكة شديدة – أو على الأقل محاولة غسل يديك على الأقل. ولا تقلق، لابد وأن المال سيأتيك من مصادر الأخرى!!
- قول.. “يرحمك الله!”
يرتبط أحد التفسيرات الأكثر شيوعاً هنا بفكرة أنه في العصور القديمة، كان العطس علامة على إصابة شخص ما بالطاعون. وعلى الرغم من أن العطس لم يكن أحد أعراض هذا المرض الرهيب، إلا أن الناس ما زالوا يعتقدون أن هذه العبارة هي وسيلة لإظهار التعاطف، ويمكن أن تحمي الناس بطريقة ما.
والآن أنت تعرف لماذا يقول مسؤولو الصحة إن أفضل طريقتين لمنع انتشار الأنفلونزا هي العطس جانباً وغسل اليدين كثيراً، ففي معظم البلدان الإسلامية أو الأنغلوساكسونية، من الأدب الرد على عطسة شخص آخر بقول “بارك الله فيك”، أو “يرحمك الله!”. وعلى الرغم من أن تعويذات الحظ السعيد ترافقت مع العطس عبر ثقافات متباينة لآلاف السنين (كلها مرتبطة إلى حد كبير بالاعتقاد بأن العطس يطرد الأرواح الشريرة)، إلا أن عادات خاصة في أوروبا بدأت في القرن السادس بعد الميلاد بأمر صريح من البابا غريغوريوس الكبير.
كان الوباء الرهيب ينتشر عبر إيطاليا في ذلك الوقت. وكان العَرض الأول هو العطس الشديد والمزمن، وسرعان ما يعقبه الموت. وحث البابا غريغوريوس الأصحاء على الدعاء للمرضى، وأمر باستبدال الاستجابات الفاترة للعطس مثل: “أتمنى لكم صحة جيدة” بعبارة “بارك الله فيكم” الأكثر إلحاحاً! وإذا عطس شخص وهو بمفرده، أوصى البابا أن يقولوا صلاة لأنفسهم على شكل “فليعينني!”، ولربما انتقلت فيما بعد إلى المسلمين لتصبح “يرحمنا ويرحمكم الله!” كناية عن الشعور باقتراب الموت من الجميع!!
- رش الملح
يعتبر انسكاب الملح أمراً لا يبعث على الحظ منذ آلاف السنين. وقبل حوالي 3500 قبل الميلاد، حاول السومريون القدماء أولاً إبطال الحظ السيئ للملح المسكوب عن طريق رمي رشة منه على أكتافهم اليسرى. وقد امتدت هذه الطقوس إلى المصريين والآشوريين وبعد ذلك الإغريق.
تعكس هذه الخرافة في نهاية المطاف مقدار تقدير الناس (وما زالوا يقدرون) للملح كبهارات للطعام، ويوضح أصل كلمة “راتب” مدى تقديرنا له. وكما أورد الكاتب الروماني بترونيوس، فإن الملح هو أصل كلمة “راتب”، وكان الجنود الرومان يقبضون رواتبهم على شكل مخصصات من حصص الملح (سالاريوم)، ولم يكن ذلك ينطوي على أي استخفاف بجهودهم.
والواقع، تشبه أصول ظاهرة رش الملح إلى حد ما كسر المرايا، فقد كان الملح باهظ الثمن في الماضي، وكان يمكن استخدامه في العديد من الأغراض المفيدة؛ لذلك كان إهداره مستهجناً.. لقد كان بهارات ثمينة وكان على المرء أن يتوخى الحيطة الشديدة باستخدامه.
- حدوة حصان على بابك
تعتبر حدوة الحصان بمثابة الحظ الساحر في مجموعة واسعة من الثقافات. ويعود الإيمان بقواها السحرية إلى الإغريق الذين اعتقدوا أن معدن الحديد لديه القدرة على درء الشر. ولم تكن حدوات الخيول مصنوعة من الحديد فحسب، بل اتخذت أيضاً شكل الهلال في القرن الرابع الميلادي، وكانت لدى اليونانيين رمزاً للخصوبة والحظ السعيد.
انتقل الإيمان بالقوى التعويضية لحدوات الخيول من الإغريق إلى الرومان، ومنهم إلى المسيحيين. في الجزر البريطانية في العصور الوسطى، عندما كان الخوف من السحر منتشراً، كان الناس يعلقون حدوات حصان مفتوحة على جوانب منازلهم وأبوابهم. ويعتقد الناس أن السحرة يخافون الخيول ويتجنبون أي ذكر لها.
- الرقم 13
الخوف من الرقم 13، المعروف باسم “تريسكايدكابوبيا”، له أصوله في الميثولوجيا الإسكندنافية. ففي حكاية معروفة، تمت دعوة 12 إلهاً لتناول العشاء في فالهالا، وهي قاعة احتفالات رائعة في أسكارد، مدينة الآلهة. اقتحم لوكي، إله الفتنة والشر، الحفلة، ليرفع عدد الحاضرين إلى 13. حاول الآلهة الآخرون طرد لوكي، وفي الصراع الذي تلا ذلك، قُتل الإله بالدر، المفضل بينهم.
امتد تجنب الشعوب الاسكندنافية لحفلات العشاء المكونة من 13 عضواً، وكراهية الرقم 13 نفسه، جنوباً إلى بقية أوروبا. وقد تعززت هذه الكراهية في العصر المسيحي الأول بقصة العشاء الأخير، حيث كان يهوذا، التلميذ الذي خان يسوع، الضيف الثالث عشر على المائدة.
لا يزال الكثير من الناس يتحاشون الرقم، لكن لا يوجد دليل إحصائي على أن 13 يجلب سوء الحظ.
أي من هذه الخرافات ما زلت تؤمن بها؟ وهل هناك أنواع أخرى شائعة جداً في سورية؟