“الأطلسي” يغامر باستقرار القارة الأوروبية
تقرير إخباري:
رغم كل الكوارث التي جرّها إصرار حلف شمال الأطلسي “ناتو” على التوسع شرقاً نحو حدود روسيا عبر أوكرانيا، والحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها دول الحلف عموماً نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا من جانب واحد على قطاعي النفط والغاز، وما ترتّب على كل ذلك من ارتفاع أسعار حوامل الطاقة والتضخّم في أسعار السلع والمواد، بالتزامن مع حلول فصل الشتاء في ظل نقص حاد في وقود التدفئة، الأمر الذي ينذر باضطراباتٍ واسعة في الدول الأوروبية، أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أنه لا يستطيع تحديد موعد انتهاء الأزمة في أوكرانيا، مشيراً إلى استمرار تقديم الدعم لنظام كييف.
وقال ستولتنبرغ وفقاً لوكالة نوفوستي: لن أخمّن إلى متى ستستمر هذه الحرب، لكننا على استعداد لدعم أوكرانيا طالما استمرّت.
وهذا يعني بالنتيجة أن قيادة الحلف لا تعير أيّ اهتمام للحالة الشعبية الداخلية في دوله، بل هي مصرّة على المغامرة بمستقبل هذه الشعوب ورفاهيّتها في سبيل هزيمة روسيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا التي لا يبدو إلى الآن أنها تسير بما تشتهيه سفن الأطلسي.
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال في وقت سابق: إنه لا يرى حتى الآن إشاراتٍ تدلّ على الاستعداد للتفاوض فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.
وتصريح الرئيس الألماني ربّما يؤكد من جهة ثانية فشل مساعيه في إقناع النظام الأوكراني باللجوء إلى التفاوض مع روسيا لحل الأزمة، وذلك طبعاً لأن القرار الأوكراني صار في واشنطن وليس في كييف، إذ إن أوكرانيا أصبحت مستعمرة أمريكية كما قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما الروسي.
وبالتالي فإن الممثل الأول للغرب الجماعي وهو أمين عام الناتو أعلن أن الأزمة في أوكرانيا مستمرة، وأن الحلف مستمر في تحريض نظام كييف على الأعمال العدائية ضدّ روسيا، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الدولة المتضرّرة أولاً من الحرب وهي ألمانيا عجزه عن إقناع الجانب الأوكراني بالتفاوض مع روسيا، الأمر الذي يؤكد من جهة ثانية أن من يقرّر الحرب والسلام في أوروبا هو “الأطلسي الأمريكي” وليس “الحكومات الديمقراطية” الأوروبية.
ميادة حسن