البطاقات الملونة في الدوري الكروي ليست مجرد أرقام!!
ناصر النجار
جاء توقف الدوري الكروي الممتاز لفترة طويلة كمناسبة جيدة لإعادة دراسة أوضاع الفرق ومستوى أدائها وجاهزيتها، والعمل على تصحيح مجمل الأخطاء التي وقعت على الصعيدين الفردي والجماعي.
ومن خلال المراجعة لأرقام الدوري نجد أن الفرق تلقت 114 بطاقة صفراء وسبع بطاقات حمراء، عدا العقوبات الانضباطية التي فرضتها لجنة الأخلاق والانضباط.
أكثر الفرق تعرضاً للعقوبات والبطاقات الملوّنة كان فريق أهلي حلب، حيث نال 18 إنذاراً وبطاقتين حمراوين وعقوبات عديدة بسبب الشتم الجماهيري، وعقوبات فردية طالت لاعبيه محمد كامل كواية ومحمد ريحانية.
الإنذارات والمخالفات نالها 13 لاعباً من الفريق، وهذا رقم مخيف جداً لفريق يريد المنافسة على لقب الدوري، لأنه يشير بما لا يدعو للشك إلى حالة غير انضباطية تعمّ كامل أفراد الفريق، وكما نعرف فإن غياب الحالة الانضباطية يساهم بشكل رئيسي في تحقيق نتائج سلبية، لأن الفريق سيتعرّض لنقص في لاعبيه بشكل دائم وسيتعرّض لمفاجآت غير متوقعة أثناء المباريات ما دام اللاعبون معرضين لهذه البطاقات بشكل مستمر، وقد يرتكبُ بعضهم أخطاء جسيمة في المباريات المهمّة ليست في وقتها لأنها قد تسهم بخسارة الفريق أو هدر النقاط!.
من هذا المبدأ، إذا أراد فريق أهلي حلب أن ينافس على الصدارة، وهو أهل لها، فعليه معالجة الحالة الانضباطية في الفريق لأنها أحد العوامل المهمّة في إيصال الفريق إلى ما يتمناه من النتائج والبطولات والإنجازات.
فريق الوحدة أيضاً لا يبتعد كثيراً عن أهلي حلب، فسجله مملوء بالبطاقات والعقوبات الفردية والجماعية، ولا بدّ من دراسة هذه الحالة قبل أن تستفحل أكثر لأن مضارها ليس لها حصر على الفريق على صعيد السمعة والمستوى والنتائج.
بقية الفرق تلقت بطاقات متفرقة بشكل معقول ومقبول دون إفراط، مع الإشارة إلى أن الكثير من البطاقات التي رفعها الحكام كانت مجانية دون أي مبرّر لها، وقد يكون سببها تدني الثقافة عند بعض اللاعبين الذين تعرّضوا لهذه البطاقات المجانية لسوء التصرف وعدم الحكمة.
الفريقان اللذان حققا شعار اللعب النظيف في المراحل السابقة تشرين أولاً، وقد نال لاعبوه أربع بطاقات صفراء في خمس مباريات، والجزيرة الذي نال العدد نفسه إنما في أربع مباريات.
هذه الحالات تحتاج فعلاً إلى مراجعة شاملة من كلّ إدارات الأندية لدراسة أسبابها ومعالجتها بشكل جذريّ.