“حماية المستهلك” تتفهم تلاعب الأفران بمخصصات الخبز.. وتدرس الحد من خسائرها!
دمشق – رامي سلوم
أقر مدير المواد والأمن الغذائي في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، إسماعيل الملا، بوجود تجاوزات في غالبية أفران الخبز التمويني، معتبراً أن واقع محدودية العمالة وزيادة النفقات التشغيلية جعل النسب المحددة للمخابز بناء على السعر الحالي لربطة الخبز خاسرة ولا تلبي تكاليف الإنتاج.
لكبح التجاوزات
وكشف الملا عن دراسة لتصحيح واقع الأفران، ومنحها هامشاً ملائماً من الربحية، للتمكن من كبح التجاوزات وتطبيق بنود المرسوم 8 بصورة عادلة، وذلك من خلال زيادة سعر ربطة الخبز، ولو بنسب بسيطة تسمح بتحقيق أرباح واقعية للأفران، موضحاً أن المخابز تلجأ إلى التلاعب بالوزن أو تهريب الدقيق التمويني في بعض الأحيان لتغطية خسائر الإنتاج، وعليه لابد من النظر بواقعية إلى متطلبات العملية الإنتاجية حرصاً على استمراريتها وردع تجاوزاتها.
واعتبر الملا أنه رغم عمليات الرقابة المشددة على المخابز إلا أنه من غير المتوقع قبول أصحابها باستمرار الخسائر، الأمر الذي يدفع بعضهم للتلاعب، مشيراً إلى وجود العديد من الوسائل غير المشروعة في عملية الإنتاج التي من شأنها رفع نسب الربحية بطريقة مخالفة ومن خلال التلاعب بالعملية الإنتاجية.
كشف أسرار..!
وبين الملا، على سبيل المثال، أن زيادة كمية الماء في العجنة، وتقليص مدة دخول الخبز إلى (بيت النار)، سيزيد من عدد الربطات الإضافية مع الحفاظ على وزن الربطة القانوني، وبالتالي حصول المخبز على كميات إضافية من الخبز بنفس المخصصات لبيعها في السوق السوداء. كما تلجأ بعض المخابز – وفقا للملا – إلى زيادة سماكة الرغيف ما يخفف عملية تبخر الماء من العجين داخل الفرن ويؤدي بدوره لوجود فائض في عدد الربطات لتسويقها خارج البطاقة الذكية، لافتاً إلى أن توفير نسب بسيطة من الوزن عن طريق التلاعب يسمح بتوفير ما يعادل نحو 600 ربطة خبز يومياً، بالإضافة لعشرات الحالات الأخرى التي تعتمد على خبرة العجان وقدرته على إنتاج الرغيف الجيد وتوفير مستلزمات الإنتاج، والتي تجد طريقها للسوق السوداء.
لا بد من سماعهم
ووفقا للملا فإن الضابطة التموينية رصدت تلاعبا في الوزن بما يعادل 10 إلى 30 غراما، وحولت أصحاب تلك الأفران إلى القضاء وفقا للمرسوم 8، مؤكداً التشدد في مكافحة الظاهرة، وعدم السماح بحالات التلاعب، غير أن الاستمرار في العملية الإنتاجية يتطلب النظر والاستماع إلى شكاوى وملاحظات أصحاب المخابز، وحل العقبات التي تواجه العملية الإنتاجية، مع وجود جملة من الحلول التي تتم دراستها للتوافق مع واقع العمل المتغير، معتبراً أن إنتاج رغيف الخبز يعتمد على نوع الطحين وكمية الماء ونوع الخميرة وجاهزية الفرن وبيت النار، وحداثة أجهزة التقطيع التي تختلف وفقاً لوزن العجين في العجانة، وبالتالي قد يختلف وزن قطعة العجين في المراحل الأولى للتقطيع عندما تكون العجنة في أولها مع المراحل الأخيرة لاختلاف الضغط.
آلات قديمة
وبالإضافة لما سبق، يؤكد الملا أن أدوات المخابز ليست بالجاهزية نفسها، فبعضها يستخدم آلات قديمة تزيد نسبة تهريب العجين فيها، وبالتالي يعمد أصحابها إلى التلاعب لتصحيح عدد الربطات المطلوبة من العجنة، الأمر الذي دفع الوزارة إلى إعادة النظر بالمرسوم 8 حرصاً على تدقيق العقوبات وفقاً لواقع عمل الفعاليات الاقتصادية وظروف الإنتاج، وبالتالي تطبيق العقوبات الرادعة بحق المتربحين من دون التأثير على استمرار عمل الفعاليات الملتزمة ومنها المخابز.
وأوضح الملا، أن التلاعب موجود إلا أنه من غير المتوقع التمكن من إنتاج سبعة أرغفة خبز في كل ربطة متطابقة مع وزن الربطة الأخرى تماماً، بفعل العديد من العوامل، مؤكداً أن الوزارة تتجاوب مع جميع الشكاوى، وتحرر الضبوط التموينية بحق المخالفين وفقاً للقانون.