مضاعفة الإنتاج ؟!
بشير فرزان
صدق الأجداد عندما قالوا (الفلاح المكفي ملك مخفي) التي لخصوا من خلالها ألاف النظريات الاقتصادية الباحثة عن اقتصاد زراعي أكثر استقراراً واكتفاءً ,وجسدوا عبرها إستراتيجية ,عملهم الزراعي, لتحقيق الاكتفاء الذاتي, بالاعتماد على سواعدهم المنتجة ,وسعيهم الدؤوب ,لاستثمار كل شبر من أرضهم المروية ,بعرق جباههم ,والمسيجة بضربات معاولهم, ليخرجوا الخيرات الوفيرة ,التي كانت تغذي حياتهم , كما تغذي الشرايين القلب, ولكن مع تبدل الأحوال واختلاف الظروف, ولانقصد هنا الحرب التي كانت عاملاً أو سبباً أضافياً ,في تأزم الواقع الزراعي, بل هجرة الأراضي الزراعية التي جعلت الكثير من القرى و المناطق ذات الصفة الزراعية تنتظر شحنات الخضار القادمة من الأسواق والمحملة بجشع التجار والسماسرة وهذا مايطرح عشرات التساؤلات التي يجب أن يتشارك الجميع في الإجابة عليها والبحث في أسبابها .
ولاشك أن الواقع المعيشي للمواطن الفلاح والعامل وغيره من شرائح المجتمع السوري يفرض حالة من الاستنفار والعمل الاستثنائي على الجبهة الزراعية بحيث تحشد كامل الطاقات في مسار مضاعفة الإنتاج بشتى الطرق والوسائل المدرجة ضمن إستراتيجية عمل تقوم على قاعدة زيادة الإنتاج وتنفيذها كإستراتيجية عمل إنتاجي جماعي قادرة على زج الجميع في معركة الإنتاج الزراعي وتجاوزالتحديات بمختلف أشكالها ضمن نهج الاقتصاد المنزلي بزراعاته البسيطة وبمايمثله من عودة إلى نهج الأجداد في تأمين احتياجات الأسرة بخبرات وجهود بسيطة تضمن استثمار كل شبر من الأرض ليكون من مولدات الإنتاج التي تضيف لبنة جديدة إلى مقومات الصمود في ظل حالة الفقر و العوز التي اجتاحت معظم الأسر السورية بحيث يتحول المجتمع من استهلاكي إلى إنتاجي يسعى ويعمل لتأمين الاحتياجات المنزلية بتكاليف أقل,وبشكل يسهم في تخفيف الضغط عن الأسواق وتحقيق اكتفاء ذاتي على صعيد الأسرة .
ولاشك أن تطبيق هذه الإستراتيجية سيؤدي إلى فتح آفاق عمل جديدة وسيحدث فرقاً في الثقافة الشعبية التي تهوى الوظيفة العامة وتغريها طريقة العمل فيه من حيث الراحة والأمان الوظيفي وأشياء أخرى تدور في فلك الكسب غير المشروع و خاصة مع تعرض الأفكار المطروحة كالمشروعات الصغيرة لعلة تأكل العائد الاقتصادي الذي يساوي الصفر أو أقل من ذلك حسب المحصلات النهائية لمشاريع الكثير من الناس الذين قطفوا ثمار هذا التوجه ولذلك يجب إعادة النظر بوضع الكثير من المشاريع ذات الصفة الزراعية لوضعها من جديد على سكة العمل الصحيح وبشكل يعيد الجميع إلى المربع الأول في الإنتاج والاكتفاء الذاتي.