الخامنئي: مرتكبو جريمة شيراز سينالون عقابهم
عواصم – تقارير:
تتوالى ردود الفعل الإيرانية والدولية المستنكرة للجريمة البشعة التي ارتكبها إرهابيٌ من تنظيم (داعش) بإطلاق النار أمس على المواطنين داخل مزار أحمد بن موسى الكاظم “شاهجراغ” في مدينة شيراز، ما أدى إلى ارتقاء 15 شخصاً بينهم نساء وأطفال وإصابة 27 شخصاً بجروح.
ففي إيران، أكّد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي أنّ مرتكبي الجريمة في مدينة شيراز سينالون عقابهم، لافتاً إلى أنّ الشعب الإيراني والمؤسسات المعنية سيتغلبون على مؤامرة الأعداء الشريرة.
وقال الخامنئي في بيان له اليوم: علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة أمام الأعداء، وكل من يريد الاستخفاف بحياة الناس وأمنهم ومقدساتهم، مشدّداً على ضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم بحزم.
من جانبه أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنّ أعداء إيران يحاولون عرقلة مسار التقدم والتنمية، إلا أنّ الشعب الإيراني لن يسمح لهم بتحقيق هذا الهدف.
وقال رئيسي في كلمةٍ له خلال افتتاح خمس محطات توليد للكهرباء في محافظة زنجان: “إنّ الهدف من وراء إثارة أعمال الشغب هو وضع عقبات أمام مسار التقدم العلمي”، مضيفاً: “نحن نعمل على توفير فرص العمل في البلاد، بينما العدو يسعى وراء سلب هذه الفرصة”.
وأوضح رئيسي أنّ إثارة أعمال العنف في البلاد توفر فرصة للجماعات الإرهابية كما حصل في الهجوم الإرهابي في مدينة شيراز واستهداف الأبرياء أمس.
وشدّد رئيسي على أن العمل والإنتاج والتقدم العلمي وباقي الأنشطة العلمية والاقتصادية والثقافية تستدعي ضمان الأمن والاستقرار في البلاد، داعياً الشعب الإيراني إلى التحلي باليقظة والحذر لمواجهة مؤامرات الأعداء الذين يسعون للحؤول دون تقدّم البلاد وتطوّرها.
وفي سياق متصل، توعّد قائد قوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في كلمة له اليوم بالردّ على الاعتداء الإرهابي في شيراز، وقال: “إنّ نار غضب وانتقام الشعب الإيراني الواعي ستلقن الأعداء درساً جزاء عملهم المخزي”.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكد وجود معلومات موثوقة بأنّ أعداء بلاده خططوا لمشروع متعدّد المراحل لزعزعة الأمن فيها.
وأشار عبد اللهيان إلى أنّ بلاده لن تسمح بأن تكون مصالحها وأمنها ألعوبة بأيدي الإرهابيين والأجانب، وإلى أنّ أعداء إيران يعملون على زعزعة أمنها من خلال التدخل في شؤونها الداخلية، بذريعة حقوق الإنسان.
ولفت عبد اللهيان إلى أنّ العمل الإرهابي الذي استهدف أمس مزار “شاهجراغ” في شيراز كشف بكل وضوح عن النيّات القبيحة لداعمي الاغتيالات والعنف في إيران.
وفي ردود الفعل الدولية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية إلى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي بضحايا الهجوم الإرهابي في شيراز: “من الصعب تصوّر جريمة أكثر بشاعة من قتل المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء داخل جدران مزار ديني”، مضيفاً: “لقد أصبحنا مقتنعين مرة أخرى بأن الإرهاب لا ينتهك القوانين فحسب بل ينتهك أيضاً معايير الأخلاق الإنسانية”، معرباً عن تعازيه لأسر ضحايا الهجوم الإرهابي.
وأعلن الرئيس بوتين استعداد بلاده لزيادة التعاون مع إيران في مجال مكافحة الإرهاب.
من جانبها، أدانت بكين الهجوم، مؤكدةً دعم إيران في مجال مكافحة الإرهاب.
كذلك، أعربت الخارجية اللبنانية عن تعازيها الحارة للحكومة والشعب والإيرانيين ولعائلات الضحايا، وأملت بالشفاء العاجل للجرحى.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم الإرهابيّ، مجدّدةً في بيان لها “موقف حكومة العراق الثابت من الإرهاب والعنف وآيديولوجيا التطرّف”، مضيفةً: “نُشاطِر حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألم الحزن في هذه الأوقات، ونقدّم التعازي الصادقة لعائلات الشهداء، وندعو لهم بالرحمة والرضوان، والشفاء العاجل للجرحى”.
من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان الهجوم، مشيراً إلى أنّ الأعمال التي تستهدف المواقع الدينية “مشينة”، ومطالباً “بمحاكمة مرتكبي الهجوم على مدنيين يمارسون حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية”.
وتقدّم الأمين العام بالتعازي الحارة لأسر الضحايا وشعب وحكومة إيران، وأعرب عن أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وفي سياق آخر، أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنّ الولايات المتحدة تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231) بشأن إيران، منذ تنصّلها وانسحابها من خطة العمل الشاملة للاتفاق النووي قبل أربع سنوات.
ونقلت وكالة تاس عن نيبينزيا قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس: إنّ “الوفود الممثلة للدول الغربية تظهر مرة أخرى نفاقاً صارخاً ومعايير مزدوجة، فهي تقدّم نفسها بوصفها مدافعاً أساسياً عن ميثاق الأمم المتحدة، وتطلق الدعوات لدعم مبادئ الميثاق في قرارات الجمعية العامة المختلفة، وتوجه أصابع الاتهام لأعضاء آخرين في المنظمة الدولية بانتهاك هذه القرارات، ولكن يتم ذلك فقط عندما يكون الأمر لمصلحتهم، وعندما لا يكون ينتهكون الميثاق علناً، ويدفعون الأمانة العامة للأمم المتحدة للقيام بما يفعلونه”.
وأضاف نيبينزيا: “بالنسبة للولايات المتحدة التي تقوم بشكل متواصل وعلى مدى أربع سنوات بانتهاك القرار (2231)، منذ انسحابها الأحادي من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، فإنها وصلت إلى مستوىً غير مسبوق في تجاهل الميثاق وقرارات مجلس الأمن، وممّا يؤسف له حقاً أن الأمانة العامة للأمم المتحدة لا تبذل مقاومة حقيقية إزاء هذه الضغوط السياسية الصارخة”.
كذلك أكد مندوب روسيا أنّ الأمانة العام للمنظمة الدولية لا تمتلك صلاحية التحقيق في الاستخدام المزعوم (لطائرات مسيرة إيرانية) في أوكرانيا نظراً لأن ذلك يتطلب موافقة وتكليف مجلس الأمن الدولي لها بذلك وهو ما لم يحدث.
وأوضح نيبينزيا أنّ الأمانة العامة تؤدّي مهام فنية ولا تمتلك التفويض والخبراء لإجراء التحقيقات، مشيراً إلى أنّ إطلاق أي تحقيق من هذا القبيل سيكون انتهاكاً للمادة 100 من ميثاق الأمم المتحدة، حيث لا يمكن للأمين العام وللأمانة العامة توجيه طلبات أو تلقي تعليمات من الدول أو من أي جهة من خارج هيئة الأمم المتحدة.