كوساتشيوف: موسكو مستعدّة لتعويض الحبوب الأوكرانية بالكامل
موسكو – واشنطن – تقارير:
لم يكن في حسبان الدول الغربية أن روسيا سوف تحوّل العمل الإرهابي الجبان الذي أريد منه على وجه الحقيقة دفع موسكو إلى تعليق صفقة الحبوب للقول إنها تسبّبت في أزمة غذاء في العالم وتأليب الرأي العام العالمي عليها إلى فرصة، حيث لم يستمرّ الفرح الغربي كثيراً بانسحاب روسيا من الصفقة، فبمجرّد أن وجّه الغرب أصبع الاتهام إليها، قامت بسحب هذه الذريعة عبر إعلانها رسمياً أنها مستعدّة لوضع جزء كبير من محصولها الضخم من الحبوب تحت تصرّف الدول الفقيرة، وأنها مستعدّة لتقديم جزء منه مجاناً لدول العالم الثالث.
فقد أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيوف، استعداد بلاده لاستبدال الحبوب الأوكرانية بشكل كامل في السوق العالمية.
وقال كوساتشيوف: “إن روسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار الحصاد الضخم في البلاد، مستعدّة لاستبدال الحبوب الأوكرانية بالكامل في السوق العالمية”.
وأصبح معروفاً اليوم أن روسيا علّقت مشاركتها في “صفقة الحبوب” وذلك بعد الهجوم على سيفاستوبول.
ووفقاً لنائب رئيس مجلس الاتحاد، “خارج اتفاقيات اسطنبول، تم بالفعل إرسال حوالي 10.5 ملايين طن من حبوبنا إلى دول آسيا وإفريقيا”.
وأضاف في هذا الجانب: “يمكننا توفير الحبوب والأسمدة بأكثر من ذلك بكثير، وبعضها مجاني، ولكن دول الغرب – العقوبات ضد روسيا – تعمل حقاً، فقط ضد الأشخاص الجائعين في العالم”.
إلى ذلك، قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إن النظام في كييف يتحمّل المسؤولية عن تقويض تنفيذ صفقة نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وأوضحت زاخاروفا في قناتها على “تلغرام”، اليوم الأحد، أن “تقويض صفقة الحبوب تم من زيلينسكي وإرهابييه، بقيادة متخصصين بريطانيين، من أجل إضافة ابتزاز آخر إلى جانب الابتزاز النووي”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: “إن نظام كييف لا يكتفي بالمال والسلاح، فهو بحاجة إلى المزيد من الوفيات”، مشيرة إلى أن “نظام كييف يرتكز على هذا العرش الجهنمي: المال والسلاح والموت”.
وذكّرت زاخاروفا بأن روسيا اقترحت منذ فترة طويلة نقل كميات من الأسمدة الروسية مجاناً إلى البلدان الفقيرة.
كذلك أشارت إلى أن روسيا مستعدّة لتقديم ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب مجاناً للبلدان الفقيرة.
وقالت: إن “نظام كييف، بسبب جشعه المتأصّل فيه، يبخل بإعطاء أي شيء للآخرين”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عبّر أمس السبت، عن أسفه من قرار روسيا الانسحاب من “صفقة الحبوب”، داعياً إياها للعودة إلى المشاركة فيها.
وجاء في بيان صدر عن بلينكن: “ندعو الحكومة الروسية لاستئناف المشاركة في المبادرة والعمل وفق الاتفاقية”.
وأضاف: “تأسف الولايات المتحدة من تعليق روسيا مشاركتها في أعمال مبادرة الحبوب بوساطة الأمم المتحدة في البحر الأسود”.
كذلك دعا الطرفين إلى التمسك بمبادئ صفقة الحبوب، مشيراً إلى أنها سمحت بتوزيع أكثر من 9 ملايين طن من الغذاء في جميع أنحاء العالم، وتخفيض أسعار الغذاء. واتهم بلينكن روسيا في الوقت ذاته بأنها “تستخدم الغذاء كأسلحة”.
من جانبه أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أن موسكو علقت مشاركتها في صفقة الغذاء بسبب الأعمال الطائشة للسلطات الأوكرانية.
وجاء في بيان صدر عنه، أمس السبت: “ردّ فعل واشنطن على الهجوم الإرهابي على ميناء سيفاستوبول شائن حقاً. لم نرَ أي إدانة للأفعال الطائشة لنظام كييف… مرة أخرى حوّلوا كل شيء إلى اتهامات كاذبة لبلدنا في تفاقم مشكلة الغذاء العالمية”.
وأشار السفير إلى أنه لا يمكن لروسيا مواصلة المشاركة في الصفقة في ظروف الهجمات والاستفزازات المنظمة ضد السفن العسكرية والتجارية الروسية. وتابع: “ليس من العدل إدانة روسيا بسبب تعليق تنفيذ الصفقة. حدث هذا بسبب التصرفات الطائشة للسلطات الأوكرانية”.
وشدّد السفير الروسي على أن نصف كل السفن الحاملة للحبوب كانت تبحر في إطار “صفقة الحبوب” إلى الدول المتطوّرة وليس إلى الدول التي تحتاج إلى الحبوب، مذكّراً بأن الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان حصلت على 3% من هذه الإمدادات.