عندما تغيب الأخلاق والقيم عن الرياضة تبتعد عن التطور
ناصر النجار
الأفكار التي تدور اليوم في عالم كرة القدم المحلية تسأل عن كيفية النهوض بكرتنا، خاصة وأن جمهورا كبيرا، عاشقا وولهانا، يتابع الكرة العالمية بكلّ مسابقاتها وفرقها، لدرجة أن البعض يحفظ أسماء لاعبي ليفربول وريال مدريد وبرشلونة واليونايتد وميلان وغيرهم أكثر من حفظه لأسماء لاعبي فرقنا المحلية، وهذا أمر طبيعي لأن هؤلاء اللاعبين وهذه الفرق سرقوا ألباب وعقول المتيمين بكرة القدم.
القصة ليست بالتمنّي ولا بالأحلام، ونجد أنه من الصعب أن نلحق بركب الدول المجاورة في العقد الحالي، أما الركب الإقليمي والعالمي فتلك أمنيات إن لم تكن مستحيلات! والسبب في هذا التشاؤم هو أننا لا نملك الثقافة الأخلاقية، قبل الثقافة الرياضية والكروية، وهذا يتضح لنا من مجمل العلاقات العامة وطريقة التفكير التي يتعامل بها الرياضيون مع بعضهم في كلّ شؤون كرة القدم.
العيبُ الأبرز أن كلّ من هم خارج المسؤولية الكروية يجب أن يكيدوا لمن هم داخل قبة الفيحاء، ونجد أن أساليب الكيد متقنة، هدفها إفشال الأعمال التي يقوم بها من كان على الكرسي، ليس لأن أعمالهم خاطئة، بل لأن الهدف أن يفشلوا وأن يستقيلوا ولو كان كلّ هذا الكيد والفشل على حساب كرتنا الوطنية.
قد تكون هناك قرارات خاطئة أو متسرعة، فالإنسان ليس معصوماً عن الخطأ، وهذه الأخطاء يجب تقويمها والتراجع عنها عبر القنوات الرسمية، لأن التراجع عن الخطأ فضيلة والاعتذار عن الخطأ من شيم الكبار. وعندما تصبح الأسرة الكروية أسرة، فعلاً لا قولاً، وعندما يتناصح الجميع في سبيل كرة القدم، وعندما يكون من هم خارج الاتحاد جاهزين لأي عمل يُطلب منهم لاستثمار خبرتهم في أي مفصل من مفاصل كرة القدم، وعندما نحقق هذه المعادلة الأخلاقية، يمكننا القول بأننا على بعد خمس سنوات أو أقل أو أكثر للوصول إلى كرة ترضي الأذواق وتحقق الطموح.
للأسف الشديد، كرتنا ما زالت خارج المنظومة الأخلاقية إلا القليل القليل، وللأسف أيضاً فإن من يعمل على هدم كرة القدم أكثر ممن يعمل على بنائها، وهذا الأمر لا يقتصر على الاتحاد فقط، بل نجده في كلّ الأندية، لأن الذين يعملون على بثّ الفتن ونصب المكائد أكثر ممن يعملون لمصلحة الأندية.
وإذا أضفنا إلى ناصبي المكائد والفتن أصحاب المنافع والمصالح، ندرك تماماً أن كرتنا ورياضتنا من الصعب أن تنهض، لأن الأخلاق والقيم والمثل غابت عنها!