نيبينزيا: لن نسمح بمرور السفن في البحر الأسود دون تفتيش
موسكو – تقارير
خلاصة القول فيما يخصّ ملف صفقة الحبوب بالنسبة إلى الجانب الروسي، هو أن موسكو لن تسمح مطلقاً للغرب باستخدام بنود هذه الصفقة أو المرور من ثناياها لاستهدافها، سواء أكان ذلك عبر استخدام التسهيلات الواردة فيها لمهاجمة الأسطول الروسي في البحر الأسود، أم في محاولة تأليب الرأي العام في الدول الأفريقية على روسيا واتهامها بأنها تعرقل إمدادات الحبوب إلى القارة الفقيرة.
فقد أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن موسكو لن تسمح بمرور السفن عبر البحر الأسود دون أن يتم تفتيشها.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم: ننطلق من حقيقة أن مبادرة البحر الأسود المبرمة بين روسيا وتركيا وأوكرانيا كما أكدت الأمم المتحدة في الـ22 من تموز الماضي لا ينبغي تنفيذها دوننا، والقرارات والإجراءات المتخذة دون مشاركتنا لا تلزمنا بشيء.
وفيما يتعلق بالوقائع القائمة المتعلقة بإساءة استخدام الممر الإنساني في البحر الأسود، شدّد نيبينزيا على أن روسيا لا يمكنها السماح بمرور السفن دون تفتيشها، وستضطرّ إلى أخذ تدابير مستقلة للسيطرة على السفن التي سمح مركز التنسيق المشترك بإخراجها دون موافقتنا، مشيراً إلى أن بلاده ستفصّل قريباً النتائج والأساليب المتعلقة بتنفيذ اتفاق الحبوب.
بدوره، أعلن المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن صفقة الحبوب التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، أصبحت محفوفة بالمخاطر، وتكاد تكون غير ممكنة بسبب عدم القدرة على ضمان سلامة الملاحة.
ونقلت قناة آر تي الروسية عن بيسكوف قوله في تصريح اليوم: في الظروف التي تتحدّث فيها روسيا عن أنه من غير الممكن ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، فإن مثل هذه الصفقة تكاد تكون غير قابلة للتنفيذ، وهي تتخذ طابعاً مختلفاً أكثر خطورة وغير مضمونة، موضحاً أنه دون مشاركة روسيا من الصعب مواصلة تنفيذ اتفاق نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تواصل من خلال وزارة الخارجية والوزارات الأخرى الاتصالات مع تركيا والأمم المتحدة بشأن صفقة الحبوب.
وقرّرت موسكو مؤخراً تعليق مشاركتها في صفقة الحبوب، وذلك ردّاً على الهجوم الإرهابي الأوكراني على أسطول البحر الأسود الروسي، حيث أعلنت وزارة الدفاع السبت الماضي أن سفن الأسطول التي تعرّضت لهجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية تشارك في ضمان أمن “ممر الحبوب”.
من جهة أخرى، ردّ بيسكوف على موضوع إمكانية إعادة احتياطيات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي المجمّدة من الغرب بالقول: إن الأمل هو آخر ما يموت، واصفاً إجراءات الغرب بأنها سرقة دولية.
وقال بيسكوف: بالنظر إلى أننا نتحدّث عن سرقة دولية وانتهاك لكل شيء، ولكل القواعد والقوانين الدولية، فإننا بالطبع سنواصل الدفاع عن مصالحنا.
ووفقاً لتقدير وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، فإن الدول الغربية كجزء من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أوكرانيا، قامت بتجميد نحو نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، أي نحو 300 مليار دولار.
وفي سياق آخر، علّق بيسكوف على التقارير التي تزعم تورّط روسيا في اختراق الهاتف الشخصي لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس بالقول: هناك القليل من المنشورات في وسائل الإعلام البريطانية التي يمكن أن تؤخذ على محمل الجدّ، ويتعامل الكرملين مع المنشور حول التورّط المزعوم لروسيا في اختراق الهاتف الشخصي لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة كصحافة شعبية صفراء.
وزعمت وسائل الإعلام البريطانية في وقت سابق أن عملاء روسيين اخترقوا هاتف تراس الشخصي، عندما كانت وزيرة للخارجية، وأنه تم تسريب تفاصيل المفاوضات مع الحلفاء ومناقشات إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، أن بلاده ستساعد الدول الأفريقية فيما يتعلق بالوضع مع صفقة الحبوب، مشيراً إلى تفهم الشركاء للموقف الروسي.
وردّاً على سؤال لوكالة سبوتنيك عمّا إذا كانت روسيا ستساعد الدول الأفريقية قال بوغدانوف: “نحن على اتصال مع قيادات العديد من الدول ومثل هذه الاتصالات جارية وستستمر وسنقدّم المساعدة قدر الإمكان”.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: “أعتقد أنهم يفهمون كل شيء على أكمل وجه ولديهم المعلومات حول وضع الصفقة والتطوّرات بخصوصها”.
وكانت روسيا وأوكرانيا وتركيا وقعت في الـ22 من تموز الماضي على مبادرة بوساطة الأمم المتحدة لتوفير ممر بحري إنساني لسفن صادرات الأغذية والأسمدة من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.