لافروف: العلاقات بين موسكو وبكين تشكّل أساساً لنظام عالمي متعدّد الأقطاب
موسكو – تقارير:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الدول الغربية تستخدم أساليب غير نزيهة في علاقاتها مع روسيا والصين في محاولة منها للحفاظ على هيمنتها.
ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله في كلمة للمشاركين في المؤتمر الدولي حول (دور الدبلوماسية العامة في تكوين واستعادة وتنمية العلاقات الروسية الصينية) الذي يتزامن مع الذكرى الـ65 لتأسيس جمعية الصداقة الروسية الصينية اليوم: إن “الغرب الجماعي يحاول الحفاظ على هيمنته بشكل متشنّج، ويستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة للهندسة الجيوسياسية فيما يتعلق بروسيا والصين اللتين يعدّهما خصميه الرئيسيين”.
وشدّد لافروف على أن الصلة بين موسكو وبكين هي أحد العوامل الرئيسية في إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتشكيل نظام عالمي متعدّد الأقطاب وأكثر عدلاً.
وأوضح لافروف أن موسكو وبكين في ظل هذه الظروف تقومان بتنسيق وثيق بينهما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن الدعم القوي لهذه الجهود من شعبي البلدين هو عامل مهم في تحسين التعاون الثنائي الواسع النطاق.
من جهة ثانية، وفي أزمة دبلوماسية جديدة بين روسيا والدول الأوروبية، استدعت وزارة الخارجية الروسية اليوم سفير هولندا في موسكو هيلليس بيشور بلويه إلى مقرّها، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، على محاولات تجنيد الملحق العسكري للسفارة الروسية في لاهاي، من ممثل المخابرات البريطانية.
وأفادت الخارجية الروسية في بيان اليوم بأنه تم التأكيد أن مثل هذه الأعمال الاستفزازية غير مقبولة، وتتعارض مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، وتعيق السير الطبيعي لعمل البعثات الخارجية الروسية، مشيرة إلى أن هذه الاستفزازات من أجهزة المخابرات الأجنبية التي تشعر وكأنها في وطنها على الأراضي الهولندية باتت تتكرّر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ولفت البيان إلى أن “السلطات ووكالات إنفاذ القانون في هولندا لا تقوم بردع مثل هذه الأعمال غير القانونية فحسب، بل تشارك أيضاً فيها، كما أن أعمال الأجهزة الخاصة لا تتعرّض للمساءلة والعقاب، بل تترافق بقصص وحملات إعلامية استفزازية، ويتم نشر البيانات الشخصية لموظفي البعثات الخارجية الروسية وأفراد عائلاتهم، والذين دون استثناء تقريباً، بما في ذلك السفير، يتم اتهامهم بلا أساس بأنشطة تجسسية”.
ودعا البيان السلطات الهولندية إلى الامتناع عن مثل هذه الأعمال غير الودية، التي تؤدّي إلى مزيد من التدهور في العلاقات الثنائية، مشدّداً على أنه “يجب على لاهاي أن تتخذ تدابير شاملة لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، بما في ذلك من ممثلي تلك البلدان التي تسمّيها هولندا حلفاء لها”.
إلى ذلك، اعتبر السفير المتجوّل بوزارة الخارجية الروسية نيكولاي كورتشونوف، أن حديث واشنطن حول عمل مجلس القطب الشمالي دون روسيا “لا أساس له من الصحة”.
ونقلت قناة (آر تي) الروسية عن كورتشونوف وهو رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي قوله: إن “جميع قرارات مجلس القطب الشمالي تتخذ من جميع الدول الأعضاء، حيث يطبّق مبدأ الإجماع، وإذا كانت إحدى الدول ضد قرار من القرارات فإنه لا يمرّر”، لافتاً إلى أن حديث مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليت حول قدرة المجلس الذي تحظى روسيا بعضويته على مواصلة تنفيذ الأغلبية العظمى من مشاريعه دون مشاركة موسكو “ينمّ عن درجة غير كافية من الدراسة للوثائق القانونية للمجلس”.
يُشار إلى أنه تم تأسيس مجلس القطب الشمالي عام 1996 بمبادرة من كندا، بهدف التعاون في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة للمناطق القطبية، ويضم 7 دول لها أراضٍ في القطب الشمالي، هي روسيا والولايات المتحدة والدنمارك وأيسلندا والنرويج وفنلندا والسويد.