أزمة مالية خانقة يعيشها الاتحاد الرياضي العام… ورؤساء اتحادات ألعاب يطالبون بحقوقهم!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
منذ فترة طويلة لم يتغير المشهد الذي تعيشه منظمة الاتحاد الرياضي العام، وكم من مرة سابقة تحدثنا عن الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها المنظمة خاصة منتخباتنا التي تتعذب و(تتمرمر) بين خطوط السفر وصالات الانتظار، لتصل إلى مقصدها بعد مشقة وآهات، وكم مرة تعطلت وسائل المواصلات وهي تقل منتخباتنا من مكان إلى مكان آخر، وكم مرة حّشر لاعبونا في أضيق الأماكن بحافلات صغيرة، كل ذلك يجري تحت بند التوفير والتقشف والإمكانيات المتاحة.
هذا التقشف طال الكثير من الألعاب (فردية أم جماعية) فكان الاعتذار عن المشاركات الخارجية بحجة عدم توفر المال من أجل هذه المشاركات، لكن في المقابل نجد بعض الاتحادات المحترفة تشارك بكافة البطولات الخارجية ويدفع لها مبالغ طائلة دون حسيب أو رقيب أو حتى محاسبة لها، عكس بقية الألعاب، بل أن الأمر زاد عن حده عند أحد الاتحادات (المدللة) فوصل الأمر لمنح كوادر المنتخب ولاعبيه مكافآت مالية كبيرة لمجرد الفوز في مباراة واحدة!
وهنا نتساءل: لماذا تعامل تلك الاتحادات (المدللة) بهذه الطريقة؟ وكيف يقبل أعضاء المكتب التنفيذي المسافرين مع تلك الاتحادات للسياحة والسفرأخذ بدل اغتراب بالعملة الصعبة، في حين نجد أن لاعبينا يقبضون مبالغ قليلة كتعويض سفر، وهذا يجعلنا نتساءل هل التقشف يشمل مسؤولي رياضتنا أم لا؟
تقشف طويل
الكثير من كوادر بعض الألعاب ومنها كرة الطاولة أبدوا استياءهم من القيادة الرياضية التي لم توافق على مشاركة منتخبنا الوطني بفئة الذكور سواء للناشئين أم للرجال في بعض البطولات الخارجية بحجة أنه لا يوجد ميزانية كافية للمشاركة، وتساءلت تلك الكوادر إذا كان الاتحاد الرياضي العام غير قادر على المشاركة بأبسط البطولات وأقلها تكلفة فالأحرى بأعضاء الاتحاد الرياضي الابتعاد عن الرياضة وتركها للقادرين على إدارتها؟
كوادر الريشة الطائرة أبدوا أيضاً امتعاضهم على الوضع العام الذي تعيشه اللعبة من عدم توفر التجهيزات الخاصة باللعبة، وعدم توفر المال لدعم اللعبة بسبب حالة التقشف التي تفرضها القيادة الرياضية الأمر الذي جعلها تقوم بإلغاء المعسكر الطويل لمنتخبنا الوطني للفئات العمرية الصغيرة الذي كان مقرر إقامته في ماليزيا بسبب التكلفة المادية للمعسكر.
غير مدروس
دون أدنى شك فإن توجه المكتب التنفيذي الذي لم يوافق على المشاركات الخارجية للكثير من الألعاب (مثل الملاكمة والبلياردو والكاراتيه وكرة الطائرة واليد وغيرها من الألعاب) بسبب التقشف المفروض على الألعاب أثر على الرياضة السورية بشكل عام، وهناك أمر آخر يتمثل بعدم وجود قيادات في اتحادات الألعاب تتحدى كافة الصعوبات وتتقبل المسؤولية وتحاول تأمين مشاركات للمنتخبات الوطنية أمام المكتب التنفيذي.
إضافة إلى أن أهم خطأ ارتكب بحق الرياضة وهو إقرار نظام الاحتراف غير مدروس، حيث طبق على لعبتين فقط ما أثر على توجه اللاعبين إلى تلك اللعبتين ولم يُعد اللاعبون وأهاليهم يهتمون ببقية الألعاب والتوجه لها وتم الانجراف نحوهما وهذا أثر على رفد قواعد بقية الألعاب بالعدد المناسب من الكوادر للاستمرار بها.
مقترحات خلبية
المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام وخلال جلسته العام الحالي أكد على مجموعة من المقترحات التي من شأنها تطوير الرياضة السورية وتحقيق المزيد من الإنجازات في الاستحقاقات المنتظرة، وأهمها البت السريع بواقع استثمارات الأندية وتعديل بعض بنود النظام المالي للأندية، حتى أن رئيس المنظمة وفي أكثر من مناسبة أكد أن متطلبات الأندية قد لا تكفيها ميزانية الاتحاد الرياضي، ويجب العمل على الاهتمام بالجانب الاستثماري ليساعد الأندية في ممارسة نشاطها إضافة للإعانة التي تقدمها الجهات المعنية والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، إضافة للعمل على صيانة المنشآت الرياضية في كافة المحافظات سيما وأن رئاسة مجلس الوزراء منحت الاتحاد الرياضي مبلغاً مالياً كبيراً للصيانة لكن على أرض الواقع لم نلحظ أي تغيير، بل بقيت الأمور على حالها في أغلب المنشآت والأندية التي ما زالت تعاني.
حبر على ورق
أهم بنود النظام الداخلي للاتحاد الرياضي العام تحت بند (اللجنة المالية والإدارية والاستثمارية) هو الاهتمام بالألعاب التي لا تعمل بنظام الاحتراف ودراستها بشكل دقيق وإيجاد الحافز المالي من أجل تنشيطها ودعمها وإصدار نظام رعاية لهذه الألعاب، وتأمين مستلزمات الأنشطة والمتطلبات والأدوات والتجهيزات اللازمة لمعظم الألعاب، والعمل على إيجاد آلية صرف تعويضات لمجالس إدارات اتحادات الألعاب حسب الإمكانيات والأنظمة لتسيير مهامهم، والعمل على إيجاد صيغة لمشروع ضمان صحي للاعبي المنتخبات الوطنية والرياضين المشاركين ضمن البعثات الخارجية، إعادة النظر بنظام الاحتراف وتعديلاته، متابعة دعم الأندية حسب أنشطتها ووفقا للخطط المقدمة مسبقاً من تلك الإدارات للمشاركات الرسمية والمركزية، والعمل على تخصيص اتحادات الألعاب بميزانيات مالية تقديرية لتقوم اتحادات الألعاب بلحظ خططها وأنشطتها وفق الميزانية المحددة.
وكل تلك البنود وغيرها ذهبت أدراج الرياح في ظل القيادة الرياضية الحالية، والدليل لم تستطع تأمين أبسط تلك القرارات، والمتتبع لواقع عمل المنظمة يجد أنها تقوم بصرف آلاف الليرات على حفل استقبال أو مهرجانات رياضية أخرى، وعند المشاركة بأي استحقاق خارجي نجدها تعتذر بحجة عدم توفر السيولة المالية، وأن ميزانية الاتحاد الرياضية الحالية خاوية.
وفي هذا السياق أبدى الكثيرون من رؤساء اتحادات الألعاب عن عدم رضاهم على الحال التي وصل إليها وضع منظمة الاتحاد الرياضي العام، وبعض هؤلاء أكد “للبعث الأسبوعية” أن الاتحاد الرياضي لم يصرف له ما دفعه للاعبين أو لمصاريف البطولات التي شارك بها خارجياً وأن له بذمة الاتحاد الرياضي مبلغاً مالياً كبيراً بالعملة الصعبة، وحتى الآن لم يقم المكتب المالي بالاتحاد الرياضي بتعويضه عما صرفه.