رياضةصحيفة البعث

رياضتنا تحن إلى الهواية وتشتكي مساوئ الاحتراف!

بات من الضروري التفكير والتساؤل بعد سنوات من الاحتراف ماذا كسبت رياضتنا، خاصة اللعبتين المحترفتين كرتي القدم والسلة في حين تعاني بقية الألعاب من غياب المفهوم الفعلي لنظام الاحتراف.

الكثير من الرياضيين باتوا يتساءلون ماذا كسبت رياضتنا من سياسة الاحتراف التي كانت بحقيقتها مضرة، لاسيما إذا ما علمنا أن الاحتراف بمفهوم أنديتنا وقياداتنا الرياضية هو التجارة واستثمار اللاعبين عبر استحضار اللاعب الجاهز براتب عالٍ، والنادي الذي يملك المال الكثير يستطيع إحضار أفضل اللاعبين وبالتالي ينال البطولات.

هذا الموضوع أصبح حقيقة على أرض الواقع خاصة في ظل التضخم المالي الذي تعيشه رياضتنا، فالكثير من الأندية التي تمتلك المال استقطبت النجوم الكبار بعقود خيالية وعلى أرض الواقع هي عقود وهمية، وهذا كان له انعكاسات على منتخباتنا الوطنية وتحديداً (بكرة القدم والسلة) فتلقينا خسارات ثقيلة أمام منتخبات كانت تحلم باللعب أمامنا وتتمنى الخروج بأقل الخسائر، لكن الوضع حالياً اختلف 180 درجة وباتت منتخباتنا وانديتنا لقمة سائغة أمام جميع من تواجهه.

وحتى بوجود اللاعبين (المجنسين) ومن الأصول السورية لم نستطع مواكبة التطور الذي تشهده الرياضة العربية والآسيوية والدولية، وهذه حالة لم تشهدها رياضتنا فيما مضى عندما كانت تعتمد نظام هواية، والأمثلة على ذلك كثيرة وعلى سبيل المثال منتخبنا الأول بكرة القدم كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم عام 1986 والحصول على ذهبية المتوسط 1987، وبطل آسيا للشباب، ووصل لكأس العالم بالشباب والناشئين، وكذلك الحال بالنسبة لكرة السلة التي شاركت بكأس العالم للشباب في كندا في تسعينيات القرن الماضي والكثير من الإشراقات الأخرى.

بقية الألعاب باتت تشتكي من عدم تطبيق نظام الاحتراف عليها أسوة بالقدم والسلة، وطالبت أن يشملها الاحتراف، حتى لو كان احترافاً جزئياً، لكنها في الواقع تريد التهرب من مسؤولية تطوير اللعبة عبر القواعد.

عماد درويش