“شهية كييف المفتوحة” تجمّد الحزمة السادسة من المساعدات العسكرية الإيطالية
تقرير إخباري:
ربما يظن القارئ أن الأمر هنا متعلّق فقط بما برّرته الحكومة الإيطالية من أن إمداد كييف بالمساعدات العسكرية سيؤدّي بالفعل إلى فتح شهيّتها على الحرب بدلاً من الجنوح إلى السلام عبر المفاوضات، ولكن بالنظر إلى توجّهات الحكومة اليمينية الجديدة في إيطاليا برئاسة جورجيا ميلوني، فإن الأمر يصبح مفهوماً إلى حدّ ما، حيث يبدو أن الحكومة الإيطالية ستحاول التحلّل مما التزمت به الحكومة السابقة ولكن بشكل مهذّب من دون إثارة غضب حلفائها الغربيين، وبالتالي فإن عليها اختلاق الذرائع لتبرير مثل هذا التوجّه.
ومن ذلك ما ذكرته صحيفة “Il Messaggero” الإيطالية، نقلاً عن مصادر في الحكومة، من أن إيطاليا جمّدت إرسال حزمة المساعدات العسكرية السادسة التالية إلى أوكرانيا بسبب “شهية كييف المفتوحة”.
ووفق الصحيفة فإن العملية المتعلقة بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا توقفت مؤقتاً “فقط لأنها تحتاج أولاً إلى التنسيق مع الناتو والنظر بالتفصيل في الطلبات العسكرية الأوكرانية.. عندها فقط سوف نفهم ما تحتاج إليه كييف، وما هي الأسلحة التي يمكننا توفيرها”.
وهذا الحديث يشير أيضاً إلى أن إيطاليا لا تستطيع أن تستمرّ بتحميل ميزانيتها ما لا تحتمله فقط لأن النظام الأوكراني شهيّته مفتوحة على الحرب، بل يجب أن تدرس نوعية الأسلحة التي تحتاج إليها كييف والإمكانية الفعلية لإمدادها بها، فضلاً عن الشك في القنوات التي يتم عبرها صرف السلاح الإيطالي المقدّم لها، أهو في الميدان فعلاً، أم يذهب إلى السوق السوداء شأنه شأن الكثير من الأسلحة المورّدة إلى النظام الأوكراني.
ولفتت الصحيفة، إلى أن وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا طلب الأسبوع الماضي من نظيره الإيطالي أنتونيو تاجاني الحصول على أنظمة الدفاع الجوي SAMP-T، إلا أن وزارة الدفاع الإيطالية أوضحت، كما تقول الصحيفة، أن البلاد لديها عدد قليل جداً من أنظمة الدفاع الجوي هذه، وبالتالي يمكن تزويد كييف بأنظمة أخرى.
وتضيف الصحيفة: إن إيطاليا لم تكمل حزمتي الدعم الرابعة والخامسة، ولا يزال محتواهما المحدّد سرياً.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية أنه يمكن اعتماد مرسوم جديد بشأن المساعدة العسكرية لأوكرانيا في منتصف تشرين الثاني.
وبالتالي يبدو واضحاً أن الحكومة الإيطالية الحالية تدرس مجموعة من الأمور، من بينها مثلاً ضرورة عدم التورّط كثيراً في دعم النظام في كييف، وصولاً إلى استعداء روسيا، في الوقت الذي يستمرّ فيه النظام الأوكراني بأعماله الاستفزازية التي يبدو أنها تصعّد الموقف أكثر، وخاصة استفزازاته النووية لروسيا التي يمكن أن تغيّر المشهد في أوروبا كلها وليس فقط في أوكرانيا، كما أن شبهات الفساد التي تحوم حول صفقات توريد السلاح باتت واضحة بالقياس إلى مسألة تجارة السلاح الرائجة في أوكرانيا حالياً.
طلال ياسر الزعبي