نبض رياضي .. مؤتمرات التنظير والتنفيذ
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
باغت المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الجميع عندما قرر بشكل مفاجئ ومتأخر إقامة المؤتمرات السنوية لمختلف المفاصل بدءاً من الخامس من الشهر الجاري وحتى منتصف الشهر المقبل، حيث ستكون البداية بمؤتمرات الأندية واللجان الفنية والختام بمؤتمرات اتحادات الألعاب مروراً بالتنفيذيات.
الغريب في الأمر أن إقرار مواعيد المؤتمرات حمل وقع المفاجأة كونه متأخراً عن موعده التقليدي، ودون أية مقدمات توحي بأن المؤتمرات ستتحول إلى أمر واقع ولن تبقى مجرد أحداث في دفاتر وأجندات مختلف المفاصل.
وبعيداً عن الأسباب التي أدت لهذا التباطؤ غير المفهوم وضغط المواعيد بشكل قد يجعل تنظيم المؤتمرات محكوماً بمعوقات لوجستية، فإن الطموح أن تكون هذه التجمعات الرياضية فرصة للتقييم والتقويم لا أن تكون للتنظير والوعود غير القابلة للتنفيذ.
العارفون ببواطن الأمور أكدوا أن إمكانية خروج هذه المؤتمرات بنتائج نافعة مرتبط بالدرجة الأولى، بنظرة المكتب التنفيذي لها واعتبار مخرجاتها مادة أولية تحتاج لتطوير وتنفيذ لاحقاً لا أن يتعامل معها كنشاط روتيني لازم شكلياً.
وإذا كان المعنيون عن رياضتنا مطالبين بمثل هذا التعامل الإيجابي فإن أعضاء هذه المؤتمرات ملزمين بالخروج من بوتقة المطالب السطحية والشخصية والالتفات للأمور الجوهرية الواقعية البعيدة عن التنظير.
تجارب السنوات الماضية أظهرت أن بعض ما يطرح في المؤتمرات يصلح أن يكون خطة عمل إذا تم نقله بشكله الصحيح، لكن ما يحصل بعد المؤتمرات هو وضع المقترحات والتوصيات جانباً ونسيانها حتى يتم الحديث عنها في العام الذي يلي، وهنا لابد من توضيح أن مؤتمرات الأندية وخاصة الصغيرة عادة ما تكون مليئة بالمطالب المحقة منشآتياً ومالياً واستثمارياً لكن هذه المطالب تواجه بالوعود غير الصادقة، وفي هذا السياق ينتظر أن تحمل اجتماعات الأندية الكبيرة مكاشفات حول عمل بعض الإدارات التي تحتاج لترميم وتجديد.
لن نكون متشائمين مما سيحصل في الاجتماعات لكن الواقع يوحي بأننا أمام سيناريو مكرر لما جرى مراراً وتكراراً، لكن باب التفاؤل يبقى مفتوحاً أن نرى خرقاً في الفكرة النمطية عن المؤتمرات يجعلها تعود لوظيفتها الحقيقية بعيداً عن الاستعراضات غير المنتجة.