منتخبنا الأولمبي في غرب آسيا بين الطموح والواقع العسير
ناصر النجار
يخوض منتخبنا الأولمبي لكرة القدم بدءاً من غد منافسات بطولة غرب آسيا التي تستضيفها السعودية، المواجهة الأولى ستكون مع البحرين والثانية مع الدولة المضيفة في السادس من الشهر الحالي.
من حسن حظ منتخبنا أنه سيفتتح البطولة بلقاء المنتخب الأسهل نظرياً قبل أن يواجه المضيف، لكنه في كلا الحالتين سيواجه منتخبين مجهولين، لأنه سيقابلهما دون أن يلعبا مسبقاً فتغيب عنه ما في جعبتهما من أورق، فالظهور الأول للبحرين سيكون مع منتخبنا كذلك الظهور الأول للسعودية سيكون مع منتخبنا، وهذا ما تكسبه الدول المستضيفة عندما ترتب جدول المباريات كما تقتضي مصلحة منتخبها الذي يلعب مع الآخرين بأوراق مغلقة وقد تكشفت له كل أوراق المنتخبات الأخرى.
منتخبنا استقدم أفضل لاعبينا مع ثلاثة محترفين، وأقام ثلاثة معسكرات داخلية في دمشق، قبل أن ينطلق إلى معسكر خارجي بدبي لعب فيه مباراة واحدة مع فريق رويال أف سي من الدرجة الثانية في الإمارات فاز بها منتخبنا 3/0 وأشرك الهولندي مارك فوتة كل لاعبينا في شوطي المباراة.
المراقبون امتدحوا خط الوسط كثيراً، لكنهم عتبوا على مهاجمينا الذين يهدرون الفرصة تلو الأخرى لدرجة أن أحد الخبراء قال: المنتخب يسجل من عشر فرص متاحة هدفاً واحداً!
أما خط الدفاع فهو أسوأ الخطوط بشهادة كل المراقبين، وعلى ما يبدو أنها علّة كرتنا وهي مرض موروث من الأجيال السابقة لأن كل المدربين المتعاقبين لم يوفقوا بتنظيم هذا الخط ونذكر أنه زمن نزار محروس كانت أسباب خساراتنا للمباريات ضعف الحارس والدفاع على حد سواء.
إذا عدنا للأصل فإن المنتخبات هي نتاج عمل الأندية، وهذا الأمر يضعنا أمام هزالة فرقنا المحلية في تهيئة اللاعبين حسب مراكزهم وتأهيلهم للمهام الموكلة إليهم.
ونحن ندرك أن هذا الأمر مفقود ومعدوم في كرتنا، لأن مدربي الدرجة الممتازة يلهثون وراء النقاط والبقاء، والقليل منهم يبحث عن المنافسة، لذلك لا يجدون الوقت الكافي لبناء خط دفاع متميز أو صناعة مهاجم هداف.
أما الفئات العمرية فهي من منسيات الأندية وقلما تجد نادياً يهتم بالفرق الصغيرة فيضع لها مدربين اختصاصين أو مدربين مطورين، فأغلب المدربين في أنديتنا غير مؤهلين للأسف لتنمية كرة القدم وصقل موهبة الصغار.
إذا كان الجيل الحالي بلغ سن اليأس الكروي ومن الصعب تصحيح أخطائه الكروية فمن المنطق أن نبحث عن البراعم لتتجاوز أخطاء كرة القدم وأمراضها وعللها وهذا يحتاج إلى مجموعة شابة من المدربين مؤهلة لهذه المهام.