المؤتمر الأول للهيئات النقابية في دار البعث ووزارة الإعلام.. د. عمران: الفضل للعمال في أي إنجاز
دمشق – علي بلال قاسم
شكل قرار الاتحاد العام لنقابات العمال المتعلق برفع سوية النهوض باللجان النقابية عبر منحها فرصة عقد المؤتمرات السنوية، أرضية مهمة لانطلاق مواسم النقاش والحوار القطاعي على مستوى المكاشفة والمصارحة بين إدارات المؤسسات والشركات ورصيدها الحيوي من العمال والموظفين، لاسيما أننا أمام أهم قاعدة بني على أساسها التنظيم النقابي وهي العمال في مواقع عملهم وساحات إنتاجهم.
وعلى هذه البنية الأساسية في مؤشرات الموارد البشرية كان انعقاد المؤتمر الأول للهيئات النقابية على مستوى دار البعث ووزارة الإعلام، في خطوة جامعة بين اللجنتين النقابيتين قامت على أساس الاختصاص وطبيعة العمل الواحدة، بشكل يحرك التفاعل ويساهم في مسير تحقيق متطلبات العمل النقابي القائم على المسارات المطلبية والإنتاجية.
وفي خصوصية استعراض رؤساء اللجان النقابية لتقارير الأداء ودروب الإنجاز وتلك الطروحات والقضايا العمالية، تحول المؤتمر الأول إلى منبر مهم للتعبير عن المطالب وتقديم الأفكار والمبادرات، ليصار – وفق ظافر السعد رئيس مكتب نقابة الطباعة – نقل المطالب للجهات الوصائية وعلى رأسها السلطة التنفيذية، في وقت من الضرورة بمكان تقييم أداء اللجنة وقدرتها على القيام بمسؤولياتها تجاه الواجب الوطني العمالي، الذي ينتظر قانون التحفيز الوظيفي وما ينبثق عنه من لجان فرعية فاعلة وناشطة – كما يضيف السعد – ليؤكد عبد السلام الباشا رئيس الاتحاد المهني لعمال الطباعة أن ثمة ملفات وأجندات عمل كثيرة يقوم بها التنظيم العمالي من قبيل إخراج تعديلات القانون الأساسي للعاملين في الدولة، ومتابعة الجهود في طريق تثبيت العاملين، ومتابعة إنجاز نظام الحوافز، بالتوازي مع قضايا عمالية ليست بالجديدة كالوجبة الغذائية والصحة والسلامة المهنية، وهنا كان للحضور العمالي مواجع ومطالب وشكاوي متعددة كضرورة منح بطاقات الصراف الآلي للعاملين في وزارة الإعلام ومعالجة إشكالية تعديل الفئات الوظيفية والتواصل مع الحكومة لحل معضلات التأمين الصحي للعاملين، حيث أبدى الكثيرون امتعاضهم من عدم تشميل أمراض العين والأسنان من المعالجة على البطاقة الصحية.
وإذا كان لعناوين من مستوى تأمين السكن الوظيفي ودراسة ضعف الرواتب وتوفير المحروقات لوسائط النقل ومنح السلف المالية حضوراً مهماً، فقد شكلت المداخلة التي قدمها الدكتور عبد اللطيف عمران مدير عام دار البعث – في سياق الحرص المباشر والشخصي على حضور المؤتمر والإنصات للعمال – تحت عنوان الشفافية بعيداً عن الغ زل والمديح، حالة ارتياح لدى أوساط المؤتمر.
في سياق الإفادة التي تناولها الدكتور عمران كان التركيز على أن أي إنجاز إنتاجي واستثماري وعلى مستوى الموارد والعائدات كان الفضل فيه للعمال الذين يشكلون ثلث العدد الذي فاق، من قبل، نحو 1500 عامل، حيث ينال الكثير منهم حوافز وإضافات بما يزيد عن 80 ألفا خلال يومين، في أحيان كثيرة، كما يحقق المحررون حوافز مهمة وجديرة جاءت من تعدد وسائل ومنصات الإعلام، ليضيف بأن قيمة الأصول الاستثمارية بلغت الـ 200 مليار ليرة، بعدما توسعت المساحات المشغولة والمستثمرة من 26 دونما إلى 50 دونم، بدعم وتمويل ذاتي، علماً أن لدى الدار مشروع لإسكان العاملين بمساحة 18 دونم تضم 500 شقة سكنية.
الدكتور عمران تطرق إلى جملة التحديات التي تواجه العمل في سوق المطبوعات، والذي وصف الكثيرين من الناشطين فيه بالسماسرة والمافيوية، وهذا ما تم التصدي له بمكاشفات تمتلك الدار الكثير من الوثائق للمواجهة فيه. ومع ذلك، الدار بما تملك من أرصدة آلات وكفاءات وخبرات عمالية واستثمارات واعدة تستطيع خلق جبهات عمل واعدة، شكلت ما يشبه النموذج الذي يمكن لكل مفاصل الدولة أن تقتدي بها من حيث المبادرات التي تخدم العمل وترفع من سوية الأداء.
من جانبه قدم أحمد طاغلي نائب المدير العام إجابات وتوضيحات على تساؤلات العمال واستفساراتهم، حيث عرض للكثير من الحالات والتجارب عن القرب من العمال وتلقي الشكاوى، مستنداً في الكثير من الحلول على المرونة ونظام التحفيز ضمن الإمكانيات، ولاسيما مع وجود لجنة لدراسة الضمان الصحي وتفعيل الوجبة الغذائية بمفعول رجعي، وتوفير عقود طباعة بأسعار منافسة، وهذا ما كانت اللجنة النقابية ظهيره بالتعاون بين العمال والإدارة.
وتخلل المؤتمر الذي حضره الرفيق عادل رمضان، أمين الشعبة المركزية للحزب، عرض تقريري اللجنتين النقابيتين في دار البعث ووزارة الإعلام، وشهد نقاشات وحوارات ومبادرات كان التفاعل وتأكيد المتابعة والاستجابة حاضراً بقوة عند المعنيين من إدارة وقيادات نقابية.