باتروشيف: البحرية البريطانية متورّطة بتفجيرات خطَّي أنابيب السيل الشمالي
موسكو – نيويورك – تقارير
يبدو أن لندن مصرّة على تأدية الدور الذي أوكلته إليها واشنطن من خلف المحيط بأمانة تامة، وذلك أنها منذ ما قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لا تزال تضطلع بدور خبيث يتمثل باستفزاز روسيا بجميع الوسائل الممكنة، وذلك بداية من اتهامها موسكو بتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال ومروراً بحادثة طائرة ريان إير الإيرلندية، وليس انتهاء بتفجير خطي أنابيب السيل الشمالي واستهداف الأسطول الروسي في البحر الأسود، فهل تستطيع بريطانيا الاستمرار بمثل هذه الاستفزازات إلى ما لا نهاية وهي الذراع الطولى لواشنطن في القارة الأوروبية، بينما تقف الولايات المتحدة متفرّجة على الدول التي تحارب روسيا بالنيابة عنها؟.
ومن هنا أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن البحرية البريطانية متورّطة بالتفجيرات وأعمال التخريب التي طالت خطَّي أنابيب غاز “السيل الشمالي 1 و2”.
وتعليقاً على رسالة نصّية أرسلتها رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد التفجير، قال باتروشيف اليوم خلال اجتماع لأمناء مجالس الأمن في بلدان رابطة الدول المستقلة في موسكو: “لا يجوز بتاتاً تجاهل الرسالة التي أرسلتها تراس بعد دقيقة واحدة من تفجير خطوط أنابيب الغاز، وأبلغت فيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه تم القيام بكل ما يلزم”.
ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة هي المستفيد الرئيسي من هذه الهجمات الإرهابية ضد خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.
وكانت وسائل إعلام غربية ذكرت في وقت سابق أن تراس بعثت برسالة نصية إلى الوزير الأمريكي عبر الهاتف فور تفجير خط أنابيب الغاز السيل الشمالي كان نصّها “تم تنفيذ الأمر”.
إلى ذلك، أكد باتروشيف أن الهجوم على السفن التي تضمن تشغيل الممر الإنساني في إطار “صفقة الحبوب” في البحر الأسود هو هجوم إرهابي، مشدّداً على أنه لا يجوز اعتبار ذلك إلا كعمل إرهابي بحت.
من جهة أخرى، قال باتروشيف: إن “الأنغلوساكسون قرّروا بمساعدة أوكرانيا تفتيت العرق الروسي بهدف القضاء عليه بالكامل”، مضيفاً: “يعرف الغربيون حق المعرفة أن الروس والأوكرانيين كانوا دائماً شعباً واحداً تجمعه ثقافة موحّدة ومصير مشترك، لكن أوكرانيا أصبحت في الواقع المركز العالمي الرئيسي للتطرّف اليميني”.
وشدّد على أن بلاده تقاتل ضد نظام كييف العميل للغرب، وقال: “يتم استخدام الأوكرانيين العاديين ببساطة كورقة مساومة، وأداة لاحتواء روسيا”.
إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن النظام الحالي في كييف يقود أوكرانيا إلى الاختفاء بشكل تام.
ونقلت وكالة نوفوستي عن فولودين قوله اليوم: “منذ عام 2014 فقدت أوكرانيا 53.7 بالمئة من سكانها، ويتم اعتبار سكان هذه الدولة بمنزلة مادة مستهلكة بالنسبة لواشنطن وبروكسل اللتين ترغبان باستمرار الحرب حتى آخر أوكراني، هذه الحرب تودي بحياة المئات كل يوم، حيث يقود نظام كييف أوكرانيا إلى الاختفاء التام”.
وأشار فولودين إلى أن أوكرانيا فقدت سيادتها وأصبحت مستعمرة أمريكية بعد الانقلاب فيها عام 2014، معتبراً أن أوكرانيا خسرت طاقاتها الصناعية ويسودها الفساد الكامل، ولا تؤخذ مصالح المواطنين بعين الاعتبار.
ولفت إلى أنه خلال هذه الفترة فرّ أكثر من 10.5 ملايين شخص من أوكرانيا، ويعيش 11.2 مليون شخص آخرين من شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى مقاطعتي زابوروجيه وخيرسون بعد أن اختاروا الانضمام إلى روسيا.
في سياق متصل، أعلن النائب في مجلس الدوما الروسي عن القرم ميخائيل شيريميت أنه إذا ذهب رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى شبه جزيرة القرم الروسية فسيكون ذلك في سيارة نقل مجرمي الحرب فقط.
ونقلت وكالة نوفوستي عن شيريميت قوله: “إذا لم يكن لدى زيلينسكي وقت للهروب إلى الخارج فسيكون قادراً حقاً على القدوم إلى شبه جزيرة القرم، ولكن فقط في سيارة نقل مجرمي الحرب ومن نافذتها سيكون قادراً على رؤية شبه جزيرة القرم والبحر وجسر القرم”.
وأكد شيريميت أن القرم كانت دائماً وستظل جزءاً من روسيا الاتحادية، وسيتم قمع جميع محاولات العدوان عليها.
وكان زيلينسكي قال في مقابلة مع التلفزيون التشيكي ردّاً على سؤال حول ما سيفعله أولاً إذا فازت أوكرانيا في النزاع: إنه سيذهب إلى شبه جزيرة القرم لمشاهدة البحر.
وفي شأن آخر، أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن رفض الدول الغربية التحقيق في الانتهاكات الأمريكية لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية أظهر أن القانون لا يطبّق عليها.
ونقلت وكالة تاس عن بوليانسكي قوله: “هذه عقلية استعمارية معهودة اعتدنا عليها ولم نفاجأ بها”، مشيراً إلى أن روسيا ستطرح هذه القضية خلال مؤتمر مراجعة اتفاقية الأسلحة البيولوجية الذي سيعقد من الـ28 من تشرين الثاني، حتى الـ16 من كانون الأول في جنيف”.
ونصّ مشروع القرار الروسي على إنشاء لجنة مؤلفة من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي للتحقيق في أنشطة المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، وانتهاكات الولايات المتحدة وأوكرانيا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية.
وصوّتت روسيا والصين لمصلحة القرار، بينما صوّتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضده، في حين امتنعت بقية الدول عن التصويت.
وفي السياق ذاته، أكد نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة جين شوان أن أسئلة روسيا الاتحادية حول أنشطة المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا مشروعة ويجب التحقيق فيها.
وقال نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة جين شوان: “إن روسيا أرسلت مراراً وتكراراً إلى مجلس الأمن الدولي منذ آذار الماضي معلومات حول قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية في المجال البيولوجي على أراضي أوكرانيا”، مضيفاً: “نعتقد أن أي دليل على عدم الامتثال لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتكديس الأسلحة البيولوجية والسمية ينبغي أن يحظى بالاهتمام الكامل من المجتمع الدولي، ويستحق ردوداً وتوضيحات مناسبة من قبل الأطراف المعنية”.
وأشار شوان إلى أن الولايات المتحدة لم تقدّم إجابات عن شكاوى روسيا، ولذلك أرسلت الأخيرة شكواها إلى مجلس الأمن والتي يجب النظر فيها.