رحيل الفنان سهيل معتوق
أكسم طلاع
غادرنا أمس الفنان سهيل معتوق بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً لنا أثره الطيب وسيرة حافلة بالعطاء على مستوى تعليم الفن، وإنتاج اللوحة الفريدة التي تصوّر المدينة بحسّ صوفي عالٍ يعيش تفاصيل يؤلفها من ذاكرة المكان وروحه، ومستلهماً من معلولا ودمشق القديمة أنفاس البيوت وحميمية العمارة والعيش بين أهلها. فنان مليء بالسلام والوداعة والتفاصيل، لا يترك أثراً ولا مفردة صغيرة إلا ويبني منها قيمة جمالية ونفسية جديدة.
ولد سهيل معتوق في دمشق عام 1948 وانتسب إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1969 وتخرج باختصاص العمارة الداخلية أو هندسة الديكور عام 1973 وعمل معيداً في الجامعة، كما حصل على شهادة الدكتوراه من المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس، وقد ألّف عدداً من المقررات الجامعية في اختصاص العمارة الداخلية والترميم، إضافة إلى كتاب حول الأثاث، كما شغل منصب أستاذ مساعد في الجامعة العربية الدولية.
لتجربة الراحل فرادتها المميّزة في جوانب مختلفة، تبدأ من جانب هندسي بنائي معماري وتنتهي في منتج اللوحة العادية بتقنياتها المختلفة، وقد كان آخر هذه التجارب الرسم بالحبر الجاف بطريقة “مينوكرومية” دقيقة تصوّر مشاهد لبيوت متعانقة متشاركة في حبل الغسيل والقمر، هو الفنان العميق في تأليف عمارة تحمل في مضمونها الموسيقا والألفة.