عيد الوحدة الوطنية الروسية في دار الأوبرا
ملده شويكاني
“منذ العصور الغابرة وأنت أبيّة”، إحدى الجمل التي وردت في قصيدة تمجّد تاريخ روسيا العريق، في الاحتفال بعيد الوحدة الوطنية الروسية، الذي أقيم في دار الأوبرا بالتعاون ما بين المركز الثقافي الروسي في دمشق ووزارتي الثقافة والتربية وفرق فنون اليوبيل السورية. وقد اعتمد الحفل على الموسيقا التسجيلية والغناء المباشر، إضافة إلى الرقصات الشعبية والتراثية، وأظهر دور الأغنية الروسية بتعزيز قيم الانتماء والتمسّك بالوطن، إضافة إلى الغناء الديني، بمشاركة عدد من الطلاب السوريين الذين يتعلمون اللغة الروسية، وبمشاركة بعض الأطفال الروس.
وكان للخلفية السينمائية دور كبير بالحفل من خلال فيلم توثيقي يعرض معالم روسيا الطبيعية والحضارية وأماكنها الأثرية وطرازها المعماري، مظهراً أيضاً التطور بكل مجالات الحياة، وركز في مواضع على ملامح من الثقافة الموسيقية، وخاصة آلة الأكورديون التي تعدّ من الآلات الأساسية في الموسيقا الروسية المنوّعة. كما اتخذت مقدمة الحفل دور السارد باللغة الروسية ومن ثم الترجمة إلى اللغة العربية من خلال فواصل بين الفقرات، تحدثت في بعضها عن الوحدة والوطن المفردتين الأعظم في تاريخ روسيا التي تعرّضت لحروب وسنوات صعبة، وعن إيمان الشعب الروسي بالانتصار. أما الفقرات فتنوعت بين الغناء الفردي والثنائي والجماعي المختلف من حيث النمط الغنائي واللحني، إضافة إلى عدد من الرقصات التي لا تخلو من التقاطعات الإنسانية.
“ماشا والدب”
بدأت بالعرض المستمد من العمل الكرتوني الشهير “ماشا والدب” بمشاركة الخلفية السينمائية، أداء الطفلة ريتا معروف من السلمية بتقديم لوحات بمشاركة الراقصين والراقصات، إحداها تحفز على ممارسة التمرينات الرياضية، وأخرى تدعو إلى استبدال الهاتف المحمول بالقراءة، مستحضرة قول “خير جليس في الأنام كتاب”، كما قدمت لوحة عن الأب رمز العطاء.
رقصات شعبية ووطنية
ثم قدّمت رقصة العيد بمشاركة أربع فتيات على وقع الموسيقا الهادئة والتركيز على حركات القسم العلوي من الجسد وهن يحملن الكرات البيضاء إيماءة إلى الأمنيات الجميلة في هذا العيد، الذي يتبادل به الأشخاص الهدايا التذكارية.
أما فرقة كاسا فقدمت رقصة الماتروسكا، فتمايلت الراقصات بأثوابهن الزهرية والخضراء وهن يمسكن طرف وشاح الرأس، وتميزت بخطوات الراقصات على رؤوس أصابعهن. ثم تابعت فرقة زبابا الرقص من التراث الشعبي الروسي مشكلة ثنائيات وثلاثيات في مواضع.
الغناء الديني كان حاضراً بغناء مايا عساف أغنية الصلاة “كانت صلاتهم تقوي عزيمتهم ويقينهم بأن النصر آت من السماء”. ومن الأغنيات الوطنية “آه روسيا” التي أدّتها زينب أحمد ومحاسن سليمان وسليمة العلي، على وقع الموسيقا الهادئة وضربات الدرامز الرنانة، كما قدّمت جوليا حسن أغنية “مقصف المدرسة”.
المستقبل المشرق
واختُتم الحفل بأغنية جماعية تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل “إننا جسر يعبْر بنا من الماضي الأصيل إلى المستقبل المشرق، ونحن ننمي هذا الجسر بالأمل والمحبة، شبابنا يبني هذا الجسر، ولا ينسى الماضي العريق، مسرعاً نحو المستقبل المشرق”.
عيد وطني بامتياز
وفي حديث وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح مع الإعلاميين أوضحت أن الأصدقاء الروس يحتفلون في كلّ عام بعيد الوحدة الوطنية في روسيا، ورغم أن هذا العيد يتصف بطابع ديني إلا أنه عيد وطني بامتياز، كونه حرّر موسكو من الغزاة عام 1612.
وتابعت عن الاحتفالية التي قام بها طلاب من مدارسنا في الصفوف النموذجية التي تدرّس بها اللغة الروسية، من السويداء وجبلة والسلمية، وقد اختار معظم مدرّبيهم وأساتذتهم نماذج من الأغنيات الشعبية والرقصات، إضافة إلى الأغنيات الوطنية التي تمجّد هذه المناسبة الوطنية، وتعزز الانتماء إلى الوطن. كما أشارت إلى جمالية المشاركة بالاحتفال مع الشعب الروسي الصديق، وأشادت بالجهود المبذولة بتعلّم اللغة الروسية في صفوف مدارسنا.
توطيد الصداقة
السيد نيكولاي سيرخوف مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق تحدث عن أهمية هذه المناسبة التي تعود إلى عام 1612 حينما انتصرت موسكو على الغزاة، وقرّر كل المسؤولين عن مكونات الشعب الروسي أن يتوحدوا من أجل بناء الجيش الجديد، والدفاع عن الوطن وتحرير العاصمة موسكو، متمنياً أن يتوحدوا في الوقت الراهن، وفي جانب آخر بتوطيد الصداقة الروسية– السورية أكثر.