ثقافةصحيفة البعث

وزيرة الثقافة تكرّم غنوم وبلبل والداية الفائزين بجائزة الدولة التقديرية

أمينة عباس

تقديراً لعطائهم الإبداعي والفكري والفني، كرّمت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح، ظهر اليوم الفائزين بجائزة الدولة التقديرية للعام 2022، وهم الكاتب المسرحي فرحان بلبل في مجال الآداب، والفنان التشكيلي د. محمد غنوم في مجال الفنون، ود. فايز الداية في مجال النقد والدراسات والترجمة.. وخاطبت مشوح الفائزين قائلةً: “أنتم أعلام في الأدب والفن والثقافة.. إن كُرّمتم اليوم فلعطائكم وليس لدينا الفضل في ذلك، بل الفضل لكم.. أنتم قامات كبيرة، ويحق لكم التكريم، فالتكريم حق، إن لم يكن فقط بالكلمة فبمبادرة، وجائزة الدولة التقديرية هي جائزة عظيمة لأنها تُمنَح للمبدعين بمرسوم جمهوري”، مبينة في تصريح للإعلاميين أن الجائزة مكرمة من السيد رئيس الجمهورية، بشار الأسد، تُمنَح للمبدعين السوريين، ونحن جميعاً فخورون بمبدعينا، والجائزة كما قال السيد الرئيس حين قلّد سيدة الثقافة د. نجاح العطار وسام أمية ذا الرصيعة “لا يُمنح الوسام لوسام، والوسام لا يكبر به صاحبه بل يكبر بحامله”، مبينة أننا نكبر بحاملي جائزة الدولة التقديرية وبمبدعينا في كل الفئات والمجالات الثقافية، متمنية لهم دوام العطاء والإبداع لأن الساحة متعطشة لإبداعاتهم، داعيةً الجميع ليقتدوا بهم ويقدموا ما لديهم لأن مجتمعنا بحاجة، والثقافة السوريّة مستمرة ومعطاءة وولاّدة، ويجب مهما كانت الظروف صعبة ألا نتقاعس في مجالاتنا الإبداعية.

التكريم الأغلى

وأكد الفنان غنوم في تصريح لـ “البعث” أن هذا التكريم هو الأغلى في حياته لأنه يأتي من الوطن وفي هذه الظروف الصعبة، وهو تكريم ليس له إنما لتجربته وهو الذي آمن بأن الخط العربي هو هويتنا البصرية الأساسية، مبيناً أنه وفي هذه المناسبة الغالية جداً على قلبه يتمنى أن يفي جزءاً بسيطاً مما قدمه الوطن له، موضحاً أن الجوائز هي شكر للجهود التي قدّمها المبدع، وهو اليوم يشعر أن المسؤولية أكبر من أي وقت مضى، وأن عليه أن يعمل أكثر لأن الوطن هو الذي صنعه، وما قدّمه هو جزء يسير مما قدّمه الوطن له، لذلك تمنى أن يُكتب له العمر والصحة ليتابع مسيرته مع الحرف العربي وأن تصل رسالته لأوسع مكان في العالم لأن الفن لغة عالمية، مؤكداً غنوم أن الجائزة بحد ذاتها دافع للشباب، وسورية مليئة بالمواهب والطاقات الإبداعية التي لا حدود لها، وأن مثل هذه الجائزة عندما تُمنح للمبدع ستكون حافزاً مهماً في مسيرة حياته.

الفرحة الأكبر

وعبّر د. الداية عن سعادته بمنحه هذه الجائزة التي كانت حصيلة مشوار طويل، والفرح الأكبر بالنسبة له أن هذه الممارسة الدائمة لتكريم المبدع السوري إنما تحيي باستمرار الجانب الفكري والثقافي والفني لدى الأجيال، وهي تكريم يؤكد على أن من عَمِل سيقطف ثمار هذا العمل، وهي حافز في الوقت ذاته ليعمل الجميع، موضحاً أننا بلد حضارة لا يمكن أن تنطفئ، والدليل أننا نكتب ونعمل ونتابع مستمرين في العمل، وبالتالي فإن من يرى سورية يراها في مبدعيها وفي إنتاجها وإعادة الإعمار القادمة للحجر والبشر، مشيراً إلى أن الجائزة هي حصاد للمبدعين ومستقبل قادم للأجيال القادمة، وأنها بالنسبة للمبدع الذي ما زال مستمراً في الكتابة دفعة إضافية ليتابع المسيرة هو وكل من يعمل لأن التكريم والجائزة ليست مناسبة فردية بل مناسبة جماعية، وهي جزاء جميل يحفز الشباب ليكونوا على الطريق.

تكريم الوطن

وبيّن الكاتب المسرحي فرحان بلبل أنه كُرّم في العديد من الدول العربية، لكن يبقى لهذا التكريم طعم آخر لأنه تكريم الوطن، وفيه كل معاني الحب والاحترام والتقدير، مشيراً إلى أن سورية لا تنسى مبدعيها لأنها بلد الأصول وهي ابنة التاريخ، مخاطباً الشباب قائلاً: “اعملوا بجهد.. لا يصل الإنسان إلى شيء إلا بعمله واجتهاده وإبداعه، وهذا التكريم بالنسبة لي لا يأتي عن عبث إنما من مسيرة طويلة عملتُ فيها دون أن أنتظر تكريماً، بل انطلاقاً من إيماني أن هذا ما يجب أن أفعله، فكانت النتيجة هذه الجائزة وهذا التكريم.