أخبارصحيفة البعث

مسيرات حاشدة بيوم مقارعة الاستكبار العالمي.. رئيسي: الشعب الإيراني لن يكون أسيراً لأحد

طهران – تقارير:

انطلقت في طهران وجميع المدن الإيرانية اليوم مسيرات بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، وذلك بمشاركة طلابية واسعة وفئات مختلفة من أبناء الشعب الإيراني.

وندّد المشاركون في المسيرات بمخططات الاستكبار العالمي، مؤكدين على ولائهم والتفافهم حول القيادة الإيرانية وتمسكهم بمبادئ الشهادة والشهداء.

وفي كلمة له أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنّ الولايات المتحدة الأمريكية صنعت الجماعات الإرهابية، ودعمت المجموعات الانفصالية وارتكبت جرائم عديدة في العالم، مشيراً إلى أنّ الشعب الإيراني سيبقى صامداً في وجه المخططات والمؤامرات الأمريكية التي تحاك ضده، ولن يكون أسيرا لأحد.

وأضاف رئيسي: إنّ قائمة جرائم التاريخ الكبرى تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية لما ارتكبته وترتكبه من انتهاكات للإنسانية، ولا سيّما عبر الدخول في حروب كانت الأكثر تكلفة في العالم، وخاصةً في العراق وأفغانستان وفيتنام، كما أنها تدعم تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين، وإنني أقول للرئيس الأمريكي: إنّ إيران تحررت قبل 43 عاماً وهي مصرة على أن تبقى حرة.

ولفت رئيسي إلى أنّ الأمريكيين يريدون تصفير الصادرات النفطية وعزل إيران، لكنهم فشلوا وبقيت إيران حاضرة في كل معادلة بالمنطقة، مضيفاً: إن الأمريكيين يدعون أنهم حماة الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما في الحقيقة هم يدعمون الإرهاب والعنصرية والتطرف، فقد نفذوا أكثر من 62 عملية انقلاب في مختلف دول العالم وقتلوا الملايين بسبب القنبلة الذرية، كما أنهم يحاولون نهب ثروات الشعوب من أجل تحقيق مصالحهم.

وقال رئيسي: “كل من يقف إلى جانب الأعمال الفوضوية في إيران فليعلم أنه يدعم أمريكا ومخططاتها المشؤومة، وكل من يساهم ولو إسهاماً بسيطاً في الفوضى وزعزعة الاستقرار وأعمال الشغب فإنه يقف ضد الثورة الإسلامية وطريقها والعكس هو الصحيح، فالعدو يريد استهداف الأمن والاستقرار، وثقتنا بأنفسنا ووحدتنا وتكاتفنا”.

وشدّد رئيسي على أنّ أعداء إيران فشلوا في استهداف أمنها واستقرارها لأنها تمشي على الطريق الصحيح رغم كل محاولات التخريب الممنهجة ضدها، فقد أصبحت من البلدان المتقدمة صناعياً وعلمياً وتقنياً، وهي لا تزال تسير على طريق التقدم والازدهار والعلم، كما أن لأبنائها اليد العليا في الصناعات الفضائية والسيبرانية في المنطقة، مضيفاً “قطار إيران العلمي لن يتوقف ولن يتباطأ”.

وأشار رئيسي إلى أنّ الشهيد قاسم سليماني أصبح مثالاً عظيماً لمكافحة الإرهاب والفساد، وأضاف: “نحن أقوياء بفضل دماء الشهداء وتوصيات المرشد الأعلى لإيران والقيادة العليا وبحضور الشعب في كل ساحات البلاد”، مشدداً على أن اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار أصبح رمزاً في تقويم إيران.

وفي هذا الإطار دعا الرئيس الإيراني أبناء الشعب الإيراني إلى حث الخطى في كسب المعرفة والعلم وتشجيع من يعمل في هذا الاتجاه للحفاظ على مبادئ وأهداف الثورة الإسلامية، وخاصة أن العدو يسعى عبثا لمنعنا من الوقوف والتقدم في المجالات الطبية والعلمية والصناعية.

وأكد رئيسي أنّ الاستكبار هو الغرور والغطرسة وحب الذات، وأن النظام السلطوي الحاكم في الولايات المتحدة هو رمز للاستكبار وهو ما يتطلب من الشعب الإيراني وخاصة الطلاب والتلاميذ ومسؤولي التوعية كشف مخططات دول الاستكبار والتصدي لها.

إلى ذلك أعرب المشاركون في هتافاتهم واللافتات التي حملوها عن دعمهم للشرطة الإيرانية وقيادتها، معتبرين أن عناصر هذه القوة يشكلون الركن الأساس لأمن البلاد وسلامته.

كذلك أطلق المشاركون هتافات تندد بالولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، معربين عن استنكارهم وتنديدهم بجرائم أمريكا ضد الشعب الإيراني.

وأقيمت مسيرات مماثلة في شتى أرجاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقت واحد، وذلك بأكثر من 900 مدينة وناحية في البلاد.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ عقد اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي بخصوص أحداث الشغب والفوضى الأخيرة في إيران يعتبر مثالاً واضحاً على إساءة استخدام الإدارة الأمريكية للهيئات والمنظمات الدولية بما يخدم مصالحها.

وقالت الوزارة في بيان اليوم: إنّ الولايات المتحدة انتهجت في هذا الاجتماع طريقاً غير حضاري وغير ديمقراطي، وخلافاً للإجراء المعتاد لم تسمح إلا لعدد قليل من حلفائها بإلقاء الخطاب، علماً أنّ الاجتماع لم يلق إقبالاً جيداً من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وحضره سفيراً الولايات المتحدة الأمريكية وألبانيا فقط على مستوى السفير.

وأوضح البيان أنّ منع الممثل الأمريكي في هذا الاجتماع قراءة بيان ممثلي الدول الأعضاء التسعة عشر في مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة دعماً للجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهر أن الإدارة الأمريكية حتى في الأمم المتحدة تستخدم ديكتاتورية إعلامية ضد الحكومات المستقلة.

وأشار البيان إلى أنّ هذا الاجتماع أثبت مرة أخرى أنّ استغلال الآليات الدولية من قبل الولايات المتحدة وخاصة مجلس الأمن لا يزال مستمراً، حيث يتم استخدام مفاهيم سامية مثل حقوق الإنسان كأدوات ومعايير مزدوجة من أجل ممارسة الضغط السياسي ضد الحكومات المستقلة.

كذلك أعرب البيان عن أسف طهران لأن الإدارة الأمريكية مسّت بالركيزة الأساسية لإنشاء ونشاط منظمة الأمم المتحدة، وهي التعدّدية والتعاون الدولي، واستخدمت بشكل مفرط الآليات الموجودة لمصالحها السياسية وطموحاتها التوسعية ومواجهة الدول المستقلة.

وقال البيان: رغم أنّ الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها غير المشروعة في عقد هذا الاجتماع المعادي لإيران، فإنّ إيران تعتبر تنظيم الولايات المتحدة له تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة وانتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، ومخالفة لمبادئ القانون الدولي.

وشدّد البيان على أنّ إيران ترفض استغلال أمريكا للأمم المتحدة والمفهوم السامي لحقوق الإنسان، وتدين بشدة جهودها المستمرة لإحداث حالة من عدم الاستقرار في إيران.

وجدّد البيان إدانة إيران بشدة التدخلات الأجنبية والحملات الإعلامية الخبيثة التي تستخدم في سبيل التحريض على العنف والتشجيع على أعمال الشغب، كما أعرب عن قلقها للتأثير السلبي لهذه الأعمال التي تروج للعنف والاغتيال والإرهاب على السلم والأمن الدوليين.