دفعة جديدة من المهجّرين السوريين تعود من لبنان عبر معابر ريفي دمشق وحمص
محافظات – سانا
عادت اليوم عشرات الأسر المهجّرة القاطنة بمخيمات اللجوء في لبنان عبر معبر الدبوسية بريف حمص ومعبري الزمراني وجديدة يابوس بريف دمشق إلى قراهم وبلداتهم الآمنة والمحرّرة من الإرهاب.
وذكر مراسل سانا في معبر الزمراني بمنطقة القلمون أنه تم تسجيل بيانات العائدين الشخصية وعناوين إقامتهم الدائمة في قراهم وبلداتهم من لجنة مشكّلة لمتابعة شؤونهم وأوضاعهم وتقديم المساعدات لهم من الجهات المعنية.
الدكتور محمد معتور رئيس مكتب الجاهزية في مديرية صحة ريف دمشق أكد في تصريح لمراسل سانا، الجاهزية التامة للخدمات المقدمة من عيادات متنقلة وسيارات الإسعاف السريع لاستقبال العائدين عبر معبر الزمراني، بالإضافة إلى وجود كادر طبي في يبرود لتقييم الحالات الصحية والتغذوية وتقديم اللقاحات للأطفال وإعطاء لقاح كورونا للراغبين وتقييم الترصد للأمراض الإنتانية وتقديم الأدوية ورصد الشكايات المرضية ومتابعتها، كما تم تقديم خدمات طبية للدفعة السابقة من العائدين وإعطاء اللقاحات لأكثر من 110 أطفال وتقديم الخدمات في جميع المراكز والمشافي التابعة لصحة ريف دمشق.
وأعرب معتز فضة العائد إلى منطقته ووطنه بعد غياب سنوات في تصريح لـ”سانا” عن ارتياحه وفرحه بالوصول إلى الوطن بعد كل هذه المعاناة، موجّهاً الشكر للجهات المعنية التي سهّلت عودتهم مصطحبين معهم جميع أمتعتهم وأغراضهم من مستلزمات إقامة وأدوات كهربائية ومنزلية مختلفة.
من جهتها، لفتت نجود سلامات إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المهجّرين السوريين يرغبون بالعودة إلى أرض الوطن، وبانتظار الترتيبات اللازمة لإتمام عودتهم بأسرع وقت ممكن من الأراضي اللبنانية، في حين بيّنت أنهم تواصلوا قبل عودتهم مع أقرانهم الذين عادوا في الدفعات السابقة والذين دعوهم إلى العودة، حيث الأمن والأمان والطمأنينة التي حققها الجيش، إضافة إلى الإجراءات الميسّرة التي تسهم بعودة المهجرين إلى مجتمعهم وحياتهم الطبيعية كما كانت قبل الحرب الإرهابية على سورية.
وأوضح قصي بدير أنه عائد مع ذويه لإتمام جميع الإجراءات للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري الذي طهّر معظم سورية من الإرهاب وحافظ على كرامة السوريين ورفع رؤوسهم عالياً.
ومن معبر جديدة يابوس بريف دمشق أيضاً، أكد عدد من المهجّرين العائدين من الأراضي اللبنانية إلى قراهم وبلداتهم أنهم سيبدؤون مزاولة أعمالهم الطبيعية والاعتيادية بعد انتهاء فترة التهجير القسري التي عاشوها بسبب التنظيمات الإرهابية وليأخذوا دورهم بالمساهمة في إصلاح وترميم ما خرّبه الإرهابيون، مؤكدين استعدادهم لطي صفحة الماضي من المأساة التي عاشوها وفتح صفحة جديدة عنوانها (البناء وإعادة الحياة) إلى قراهم وبلداتهم التي استطاعوا العودة إليها بعد تحريرها من رجس الإرهاب على يد الجيش العربي السوري.
وفي ريف حمص، عادت أيضاً دفعة من المهجّرين السوريين في لبنان عبر معبر الدبوسية الحدودي بريف المدينة وسط إجراءات ميسّرة وتجهيزاتٍ قدّمتها الجهات المعنية.
وذكر مدير معبر الدبوسية الحدودي فادي عيسى لمراسل سانا أنه تم تقديم التسهيلات للمواطنين السوريين العائدين الذين هجّروا من منازلهم وبلداتهم بسبب جرائم العصابات الإرهابية المسلحة وذلك من خلال إجراءات مبسطة.
من جانبه مدير صحة حمص الدكتور مسلم أتاسي أشار إلى أنه تم تشكيل فريق عمل من الكوادر الصحية في المديرية مجهّز بسيارة إسعاف وعيادة متنقلة، إضافة إلى فريق اللقاح لمنح العائدين اللقاح المضاد لفيروس كورونا واللقاح ضد شلل الأطفال لمن هم دون الخمس سنوات.
كذلك أشار منسق عودة المهجّرين في محافظة حمص المهندس جلال فاخوري في تصريح مماثل، إلى أن المحافظة اتخذت جميع الإجراءات اللوجيستية وأمّنت وسائل نقل للعائدين إلى مناطقهم بحيث تتم مرافقتهم حتى وصولهم لبيوتهم.
وذكر محمد خير سكري أحد العائدين من مخيمات اللجوء في لبنان أنه وبعد غربة عن مدينته حلب لأحد عشر عاماً يعود اليوم إليها بعد عودة الأمان والاستقرار ليخدم بلده ويشارك في إعادة إعماره، مشيراً إلى التسهيلات التي تقدّمها الجهات المعنية لعودة المهجّرين.
وبيّن ممدوح العلي الذي هُجّر من بلدته (آبل) في محافظة حمص أنه قرّر العودة إلى أرضه بعدما شاهد الجهود المبذولة من الدولة السورية في إعادة الخدمات إلى بلدته التي دمّرها الإرهاب وحرّرها الجيش العربي السوري، مشيراً إلى أن “الإنسان مهما ابتعد عن بيته وأرضه فسيعود إليها”، داعياً كل المهجّرين للعودة إلى قراهم ومدنهم.
بدورها، قالت هدى سليمان العشموطي من مدينة حمص: إنها كانت تحاول العودة إلى مدينتها منذ أربعة أعوام نظراً للظروف الصعبة التي كانت تعانيها في مخيم اللجوء بلبنان واليوم تمكّنت من العودة مع أطفالها وستعمل مباشرة على تسجيلهم في المدارس.
وعادت الأربعاء الماضي عشرات الأسر المهجّرة التي كانت قاطنة في مخيمات اللجوء بلبنان عبر معبري الدبوسية بريف حمص والزمراني بريف دمشق إلى قراهم وبلداتهم في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة المهجّرين إلى أرض الوطن.