اليوغا والعمل اليدوي في معرض “حكايتنا” لمجموعة إبرة وخيط
ملده شويكاني
“حكايتنا” الاسم الذي اختارته مجموعة “إبرة وخيط” لمعرضهن السنوي، وللوحة الجماعية التي تنجزها المجموعة في كلّ عام، فتوسطت اللوحة القماشية الكبيرة جدار صالة المعارض في المركز الثقافي العربي، أبو رمانة، والمؤلفة من مربعات تشبه أحجار الشطرنج من أقمشة عدة اعتمدت على تقنية الكولاج بإضافة الهيكل التشكيلي الذي رُسم على قماش آخر بأسلوب تعبيري، ثم أضيف إلى المربع بالحياكة بالإبرة والخيط، وقد عبّرت كلّ سيدة عن روحها وهواجسها من خلال مشاركتها، فتألقت اللوحة بالأزهار والورود والحيوانات الأليفة والأشجار، وبعضها استوحي من التراث، مثل رسم باب البيت الدمشقي، والمولوية، وأخرى جسّدت صوراً مختلفة لأحلام الطفولة، والملفت هو رسم الكوخ الذي يدلّ برمزيته على الانتماء والاحتماء.
وقد تميّز معرض “حكايتنا” بإشراف الفنانات جاكلين فرح ورزان الكيلاني وسلافة بغجاتي باللوحة القماشية وتقنية الكولاج، فرسمت رزان الكيلاني المولوية وأدخلت ليلى طبانة الحروفية إلى ملامح الحارة الشامية “شآم المجد، أنت المجد لم يغب”، كما جسدت رهام دالاتية لوحة الطبيعة بأسلوب جميل جداً بكولاج ألوان أقمشة متعددة للبحرة والبطات والأشجار والجبال والشمس، إضافة إلى لوحات عدة استمدت من طبيعة البيئة الجغرافية والمكان، كما تميّزت لوحة عيد الميلاد بألوانها الحمراء، ولم يغب الرجل إذ كان حاضراً من خلال لوحة جمعت بين أنواع وألوان مختلفة من ربطات العنق. وفي زوايا أخرى من المعرض انتثرت مشغولات صغيرة لحقائب ووسائد ومستلزمات صغيرة.
اليوغا والممارسة اليومية
وعلى هامش المعرض ألقت المدرّبة غدير بغجاتي محاضرة عن اليوغا بطريقة مبسطة بعيدة عن ارتباطها بالفلسفة، موضحة أنها نظام تفكير يغيّر بالقرارات ووجهات النظر، وتوقفت عند أهمية دخول اليوغا بالممارسات اليومية، ولاسيما للأشخاص الذين يمارسون العمل اليدوي، لأنها تساعد على تخفيف الآلام الناتجة عن العمل، وتقوية الهيكل العظمي والتخلص من الضغوطات النفسية، مؤكدة أن الاهتمام بالجسد يشبه الغذاء لأنه المركبة التي تمضي بنا في هذه الحياة.
اليوغا وتدريبات بسيطة
ونوّهت بغجاتي بوجود تدريبات بسيطة لليوغا يمكن لأي شخص أن يمارسها، بعيداً عن التدريبات العميقة والطويلة التي نراها بالتلفاز أو اليوتيوب، وربطت بين التطبيق العملي والنظري بممارسة تدريبات خلال الندوة شاركت بها الحاضرين مبتدئة بتدريبات العين ثم التنفس والرقبة والكتفين والمعاصم والأصابع والحوض والركبة.
وتابعت عن حرفة الحياكة كهواية وليست لاستهلاك الجسد، وذكرت أمثلة عن سيدات أصبن بآلام الأصابع والمعصم واليد ونجحن بتخفيف الألم من خلال اليوغا.
التنوع بالكولاج
الأستاذة رباب أحمد أشادت بنتاج مجموعة إبرة وخيط من خلال المعرض الذي حمل تطوراً واضحاً في استثمار الأقمشة، وبدمج أنواع عدة في تقنية الكولاج التي أضفت جمالية على المنتجات.
التعريف بالأقمشة التراثية
وتوقفت “البعث” مع إحدى المشرفات على المعرض ومن مؤسّسات مجموعة إبرة وخيط الفنانة رزان كيلاني، فتحدثت عن المعرض السنوي للمجموعة، الذي يحمل في كل عام فكرة جديدة، إذ تمّ التركيز على إنجاز لوحات من الأقمشة التراثية الصايا الأغباني البروكار حتى نعرّف الأجيال الجديدة على أقمشتنا السورية التراثية الأصيلة التي اشتُهرت بها سورية.
وفي كلّ عام ننجز لوحة جماعية تعبّر عن المرأة السورية وتحمل بصمة المعرض، وفي هذا المعرض حملت اللوحة اسم “حكايتنا” وأنجزت بمشاركة أربع عشرة سيدة من مجموعة إبرة وخيط، من خلال مربعات بطول وعرض اثنين وعشرين سم، تحكي قصصهن وترتبط بأحاسيسهن، وقد اختلفت الألوان والرسمات ضمن المربعات، المبنية على تقنية الكولاج وبإعادة التدوير بالإبرة والخيط.
وتابعت عن التنوع بالمعروضات وبمشاركة السيدات من محافظات عدة، وفي كلّ عام تنضمّ سيدات جديدات للمجموعة والتدريب يكون مجاناً، ويلقى المعرض إقبالاً من الزائرين لكن البيع قليل نسبياً.