رياضةصحيفة البعث

شطط الملاعب والشغب الجماهيري مستمران.. والحلول مؤجلة!

حلب – محمود جنيد

ما زالت حادثة انسحاب فريق أهلي حلب من مباراة نهائي بطولة كأس السوبر لكرة السلة والتي جمعته بالوحدة، بما انطوت عليه من خلفيات وسيناريوهات، تتفاعل في الأجواء التي لفّها سديم الجدل واللغط وتراشق التهم، بينما تمرّ سحب الآراء والتصريحات الماطرة لتغذي ردود الأفعال وتزيدها اشتعالاً.

لن نعود إلى الوراء كثيراً ونغوص في الحديث الفني عن نهائي البطولة الودية التي عصفت بها النهاية، في وقت كان كلّ طرف يحمل مبرراته في جعبته: الأهلي طلب ضمانات لسلامة لاعبيه، أو تدبيراً موازياً باستئناف دون جمهور، أو استكمالاً من نقطة التوقف في اليوم التالي مع مدرجات فارغة، مع الردّ على ما وصفه البعض بالهروب من الهزيمة التي كانت وشيكة نظراً للتوفيق الوحداوي بالأداء والنتيحة، أو المسرحية ضعيفة الإخراج، نظراً لارتماء بطلها “هابو” على الخشبة بصورة مبالغ فيها جراء جسم رشق من مسافة بعيدة أصابه في غير وجهه الذي وضع عليه الضماد.

الردّ الأهلاوي كان بأن الاستهانة بما حدث وتحويره يعدّ عبثاً كبيراً، ولاسيما أنه يتعلق بأمن وسلامة اللاعبين والكادر، كمرحلة أولى كانت يمكن أن تنزلق فيها الأحداث لتصبح مواجهة مفتوحة على احتمالات الخطر بين جمهورين غاضبين على المدرجات، بينما أكد رئيس نادي أهلي حلب، رصين مرتيني، أنه كان بالإمكان سحب فتيل أزمة المباراة بكلّ بساطة من خلال تدخل أحد مسؤولي نادي الوحدة بعد خروج فريقه من الملعب، وتقديم الاعتذار عما بدر من الفئة الطائشة من جمهوره لتعود المياه إلى مجاريها، في حين أشار عضو الإدارة فراس مصري لـ “البعث” إلى أن الانسحاب لم يكن خياراً نهائياً، لكن عدم تقديم رئيس اتحاد السلة أي ضمانات لسلامة اللاعبين ساقت الأمور للانسحاب.

في الجانب الوحداوي، عبّر المدرّب عدي خباز عن رفضه للتصرف الأرعن، في وقت أشار إلى أن الانسحاب كان قراراً مبالغاً فيه، ولاسيما أن الجسم الذي رمي به بطل الحادثة عبد الوهاب الحموي جاء في كتفه وليس في وجهه.

الانسحابُ كان يمكن تداركه، وببساطة، لو كان هناك تدخل حكيم من مسؤول قادر على تحمّل مسؤولية قرار نراه معنوياً للجانب الطالب للضمانات التي تحفظ ماء وجهه أمام لاعبيه وجمهوره وكادره، لكن الجانب المسؤول أخذته أهوال طلب الضمانات وكأنه طلب تعجيزي مفخخ، أُريد منه ذريعة للتملص من خيبة واضحة الأركان الفنية في الملعب!.

الجميع يطالب بإيقاف المهازل التي تقودها نزعة التعصب العمياء بين جمهوري أهلي حلب والوحدة، لكن الحلول غائبة، والحالة تتكرّر، والنزاع والحقد يكبر، في وقت يطلب فيه رئيس اتحاد اللعبة المؤازرة من وزارة الداخلية ومن باب التشاركية والتعاون، للمساعدة في ضبط الجمهور، ولو بأضعف الإيمان، من خلال قيام عناصر الأمن وحفظ النظام بدور المراقبة بكاميرات الهواتف المحمولة، فهل هذا هو الحل؟ وهل تعجز منظمة رياضية عن تأمين منظومة مراقبة بالكاميرات للمباريات الحساسة، وسن القوانين والأنظمة الرادعة، للسلوكيات السلبية التي تجنح بالرياضة نحو هاوية الفتن والنعرات التعصبية المتفاقمة بسبب عدم توفر الحلول التي تعجز عنها منظمة رياضية بجلالة قدرها، ولا نجد من يتحمّل مسؤولياته بالتدخل المناسب في الوقت المناسب.

الموضوع ما زال فيه المزيد من التفاعل والجدل وردود الأفعال إذا لم تصدر قرارات ردعية حاسمة، والدليل هو ردّة فعل جمهور أهلي حلب على تصريحات رئيس اتحاد السلة حول مقترحات ستتمّ دراستها مع القيادة الرياضية حول منع ترحال الجمهور، وإقامة مباريات أهلي حلب والوحدة لجميع الفئات بدون جمهور للعبتي القدم والسلة، وهناك من تحدث عن الأثر المادي، وآخر عن معاقبة المجني عليه ومعاملته بمنزلة الجاني، أي أن الموضوع لن يتوقف هنا وستزيد طينته بلة، إذا لم تكن هناك قرارات مدروسة تلزم الجميع.