رياضتنا تحتاج لدعم ورعاية وليس إلى رياضات جديدة
ناصر النجار
الأخبار المتداولة حول نشر لعبة البيسبول في المدارس، لا ندري ما جديتها، هل هي فكرة، أم هي خطوة قبل التنفيذ الفعلي والعمل على دعم هذه الرياضة المحدثة على رياضتنا؟.
نحن هنا لسنا بصدد استعراض ما يتمّ نشره هنا وهناك من تعليقات متباينة على هذه الفكرة، ولا نتبنى أياً منها، لكن نؤكد أن رياضتنا دخلها الكثير من الألعاب الرياضية في العامين الماضيين دون أن يكون لها أي جدوى أو فائدة، مع الشحّ والفقر الذي تعاني منه رياضتنا على الصعيد المالي على أقل تقدير، وكما هو معلوم فإن إدخال أي رياضة يتطلّب وجود عوامل كثيرة مساعدة لها.
وأمام هذه الفكرة الرياضية الجديدة، من المفترض أن يتمّ دعم الرياضات الأساسية العريقة والممارسة في بلدنا والتي تعجّ بالكوادر والخبرات والنجوم والمواهب، وبما أن الفكرة خرجت من المدارس فهناك الكثير من الرياضات التي يمكن أن نعتني بها دون أن نحتاج إلى مساحات وصالات وأموال طائلة، ومنها كرة الطاولة التي لا تحتاج أكثر من مدرّس مختص بهذه اللعبة وطاولة لن تعجز ميزانية وزارة التربية عن تأمينها، ومنها البلياردو والسنوكر.
وإذا أردنا الدخول في الألعاب الجماهيرية فإن كرة السلة لا تحتاج أكثر من سلة توضع على أي حائط، ويتمّ انتقاء الطلاب الموهوبين ضمن قياسات كرة السلة (البنية والطول) وتعليمهم فنون اللعبة، وهذا أمر سهل، وفي كلّ مدرسة هناك طابق أرضي، يمكن استعمال أحد غرفه كصالة تمارس فيها إحدى ألعاب القوة.
عندما نريد تطوير الرياضة علينا البحث عن الممكن، ووقتها يمكن القول إن هذه الخطوة شجاعة وتهدف إلى تنمية الرياضة بشكل عام والرياضة المدرسية بشكل خاص.
بعيداً عن هذا الموضوع فإن كلّ ما يحيط برياضتنا يشير إلى قصور عام في العملية المنهجية، وفي الخطط الاستراتيجية التي يمكن أن تُبنى عليها الرياضة، وأن تكون هدفاً يمكن البناء عليه وصولاً إلى التطور النوعي.
في الوقت الحالي لا نريد رياضات حديثة، وبدل أن نتبنّى هذه الرياضات علينا إحياء رياضات ماتت فعلاً وقولاً، كالغطس وكرة الماء والرماية والبلياردو والسنوكر وغيرها من الألعاب التي لم نعد نسمع باسمها إلا بالمناسبات وفي كلّ موسم مرة أو مرتين!!.