على خطا سلفه.. تكرار المكرر في “مجلس حلب”
حلب – معن الغادري
على خطا المجلس السابق أنهى مجلس محافظة حلب الحالي المنتخب، أولى اجتماعاته لدورته العادية بتكرار المكرر من المداخلات والمطالب، والتي ما زالت عصية على الحل، رغم كل الوعود التي سمعناها سابقاً والوعود التي يطلقها اليوم المعنيون بالشأن المعيشي على وجه التحديد.
وبالنظر إلى التشابه الحرفي لمداخلات أعضاء المجلس وإجابات المعنيين عليها، مع مداخلات أعضاء المجلس السابقين، والتي تمحورت حول أزمة الخبز وتحسين جودته وإيجاد الحل للتخفيف من الازدحام على أبواب الأفران، مروراً بأزمة النقل والمواصلات المستعصية، والنهوض بالواقع الخدمي، ومراقبة الأسواق وضبط الأسعار ومحاربة الغش والاحتكار، وإعادة النظر بملف الأمبيرات، وليس آخراً ما قيل عن ملف المحروقات وخفاياه، نجد أننا نرواح في المكان وندور في ذات الدائرة المغلقة، والتي يصعب فتح أية ثغرة فيها، إن لم يكن هناك تغيير حقيقي في سياسة العمل والخطط والبرامج والأهداف، وبما يسهم في تغيير الواقع الراهن، وتذليل الصعوبات الإدارية والمالية والرقابية التي كانت تعترض العمل، وخلافاً لذلك، ستبقى الأمور على حالها وربما أسوأ، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.
في رصد لآراء مواطنين من مختلف الشرائح، عقب انتهاء الاجتماع الدوري العادي للمجلس الجديد، كان هناك توافق حول العمل أولاً على ضرب مواقع الفساد الإداري والمالي في العمل المؤسساتي، كمدخل لحلحلة باقي الأمور الخدمية والمعيشية، ومن آراء البعض، مع تحفظهم على ذكر اسمهم، أن يعاد النظر كلياً في هيكلية العمل الإداري والفني في المديريات والمؤسسات، خاصة تلك التي لها صلة مباشرة مع احتياجات المواطن، ويثار من حولها الكثير من اللغط والجدل والشكوك حول الكثير من القضايا والملفات الشائكة ، وإسناد المهام إلى الخبرات والكفاءات، وأصحاب السمعة الطيبة، بعيداً عن العلاقات والولاءات الشخصية، والتي أوصلتنا إلى هذه الحالك المزرية، حسب قولهم.
أما الطرح الأكثر جرأة ممن راقبوا أداء الجلسة، فطالب المكتب التنفيذي أن يضع في سلم أولويات عمله، إعادة فتح التحقيق في العديد من ممارسات البعض غير المشروعة، والمخالفة للأنظمة والقوانين، والتي تسببت في خسارات كبيرة للمال العام، وسرقة قوت الشعب من الطحين والخبز والمحروقات، وغيرها من مقدرات وطاقات الوطن، ومن ثم الالتفات إلى الشق التنموي، وذلك عبر وضع خطط قابلة للتنفيذ في المدينة والريف، تسهم في دفع عملية التنمية وعجلة الانتاج.
رئيس مجلس المحافظة محمد حجازي أكد لنا أن الواقع الخدمي والمعيشي سيكون في سلم أولويات عمل مجلس المحافظة، مبيناً أن المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب بذل أقصى الجهود للنهوض بالعمل وتحقيق درجات ونسب إنجاز عالية، ونوه بأهمية العمل التشاركي والتنسيق مع كافة الجهات المعنية، وتوظيف ما هو متاح من إمكانات بشرية وعلمية ومالية لخدمة الوطن والمواطن.