المنتخب الوطني في معسكر الإمارات.. صفحة جديدة بمغامرة خطيرة
ناصر النجار
غادر منتخبنا الأول لكرة القدم بنسخته الجديدة إلى الإمارات العربية لإقامة معسكر خارجي يتضمن مباراتين وديتين مع منتخب الجزائر (اللاعبين المحليين) ومع منتخب بيلاروسيا، وقد تسنح له فرصة لإقامة مباراة ثالثة مع فنزويلا في العشرين من الشهر الحالي قرب نهاية المعسكر.
المنتخب سافر بنسخته الجديدة بعد أن أعلن المدرّب حسام السيد أنه سيعتمد على اللاعبين المحليين أكثر من المحترفين، لذلك دعوته اقتصرت من المحترفين على خمسة لاعبين هم: محمد الحلاق ومحمد مرمور وخالد كردغلي وثائر كروما وكامل حميشة، ولن نجد في هذا المعسكر لاعبين أمثال محمد عثمان وإياز عثمان والسوما والخريبين والمواس وغيرهم، ومن المتوقع أن ينضمّ للمنتخب أربعة لاعبين جدد من لاعبي المنتخب الأولمبي حال نهاية مشاركتهم في بطولة غرب آسيا التي تجري حالياً في السعودية.
قرارُ استبعاد نجوم المنتخب الوطني المحترفين ليس قراراً نهائياً، كما يبدو، لأن المنتخب لا يمكنه الاستغناء عن بعض اللاعبين المتميّزين الذين ما زالوا قادرين على العطاء، وما زالوا يشكّلون مراكز ثقل في المنتخب. وعملية التجديد بحدّ ذاتها سلاح ذو حدين، فهي ضرورية، خاصة وأن المنتخب اعتمد على أسماء معيّنة لم يستطع القائمون على المنتخب توليد حالة من الانسجام والتناغم بينها، فضلاً عن وجود مشكلات إدارية كانت إدارة المنتخب قاصرة عن معالجتها في وقتها، ومنها شارة الكابتن أو وجود أكثر من لاعب مغرور، أو عدم تعاون بعض اللاعبين مع بعض، لأن كلاً منهم يزعم أنه “راس!!!”، وإذا أضفنا إلى ذلك تعالي بعض اللاعبين عن المشاركة مع المنتخب في أيام الفيفا، مفضّلين مصلحتهم الشخصية وأنديتهم المحترفة على المنتخب.. كلّ ذلك ولّد حالة لدى إدارة المنتخب توّجها بعدم دعوة هؤلاء النجوم في الوقت الحالي والاعتماد على نجوم الدوري المحلي كخطوة أولى ستتبعها خطوات لاحقة.
الفكرة بشكل عام فكرة جيدة ولا بدّ من عملية التجديد، ولكنها خطوة أشبه بالمغامرة والمقامرة، لأن شكل المنتخب الجديد إذا لم يحقق النتائج المعقولة والأداء الجيد فسينقلب عليه الشارع الرياضي وسيبدأ أصحاب الأفكار الفيسبوكية بالهجوم على اتحاد كرة القدم والمدرّب واللاعبين.. وهكذا!! لذلك، ولكي تنجح هذه الخطة، علينا التحلي بالصبر ومراقبة مدى نجاح التجربة من عدمها، وعلينا مقاربة الأمور ومتابعة الحالات المشابهة في الدول الأخرى، وكيف نجحت مثل هذه التجارب أو لماذا فشلت.
بكلّ الأحوال، نحن مع التغيير على ألا يكون شاملاً فقط بل مدروساً وبالتدريج، فهناك لاعبون بالفعل أكل عليهم الزمن وشرب، وهناك لاعبون لا يمكن الاستغناء عنهم ولو بلغوا الأربعين عاماً. والفكرة التي تدعم التغيير هي دعم المنتخب الأولمبي وإيلاؤه كامل الاهتمام ليكون منتخباً بديلاً بلاعبيه وشكله وهيكليته، وهي فكرة سديدة ستكون أكثر من ناجحة إن عرفنا كيف نسير بها.