انتخابات التجديد تفرز مرشحين جددا لكرسي الرئاسة
تقرير إخباري:
مع انتهاء عمليات الاقتراع في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وفشل الحزب الجمهوري في السيطرة الكاسحة على الكونغرس رغم تحقيقه مكاسب ملموسة في الانتخابات، كما كانت تشير التوقعات قبل التصويت، تتوجّه الأنظار إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد سنتين من الآن، التي ستشهد تنافساً كبيراً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وحتى داخل كل حزب على حدة.
وأخذت التصريحات بخصوص انتخابات الرئاسة منحى متصاعداً بين وعيد وتهديد، فقد قال الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن: إنه سيعمل على عدم عودة سلفه الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بينما أشارت تقارير صحفية إلى أن ترامب الذي يعدّ رأس الحربة بين مرشحي الحزب الجمهوري، وقبل انطلاق الانتخابات، كان يحاول أن يعرف خطط الجمهوريين بشأن عزل بايدن في حالة فوزهم في الانتخابات.
في الأثناء، يواجه كل من بايدن وترامب معضلة أساسية، وهي أن أعضاء حزبيهما غير مقتنعين بترشّحهما للرئاسة، ورغم أن بايدن أشار مجدّداً إلى أن “لديه النية” للترشّح لولاية ثانية عام 2024، وقال: إنه سيؤكد ذلك “مطلع العام المقبل”، إلا أن صحيفة “بوليتيكو” الأميركية ذكرت أن الأغلبية الساحقة من سكان كاليفورنيا لا تريد أن يسعى بايدن إلى فترة ولاية أخرى وترى في الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم 55 عاماً منافساً رئيسياً لخلافته، وفقاً لاستطلاع جديد.
وأوضحت الصحيفة، أن بايدن طالما كان على أرضية سياسية هشة، حيث أبلغ الديمقراطيون عن إحباطهم من رئيسهم وطالبوا ببديل.
كذلك أكد استطلاع جديد أجراه معهد بيركلي للدراسات الحكومية على الناخبين في كاليفورنيا، أن 61 بالمائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة من 9 إلى 15 آب، يعتقدون أن بايدن يجب ألا يترشح في عام 2024، بما في ذلك حوالي نصف الناخبين الديمقراطيين ومعظم المستقلين.
ويتخوّف الديمقراطيون من سلسلة من الزلات التي وقع فيها بايدن “الذي يبلغ الثمانين من عمره” واستغلها الخصوم للادّعاء بأن قدراته المعرفية والعقلية في حالة تدهور.
وفي المقابل يواجه ترامب عدة عقبات، حيث أشار استطلاع رأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة “إيه بي سي نيوز” في وقت سابق، إلى أن نحو 47% من الأشخاص ذوي الميول الجمهورية يؤيّدون ترشح ترامب، بينما قال 46%: إنهم يؤيّدون ترشح شخص آخر غيره، وهي نتائج متقاربة تكشف أن الجمهوريين لم يحسموا قرارهم فيما يخص مرشحهم إلى الرئاسة.
كذلك ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أنّ كلا الجانبين الرئيسيين لإمبراطورية الإعلام “نيوز كورب” التي يرأسها روبرت مردوخ، قناة “فوكس نيوز” التلفزيونية وصحيفة “نيويورك بوست” المطبوعة، قد انحرفتا بعيداً عن ترامب، وتميلان نحو رون دي سانتيس، بعد فوزه وإعادة انتخابه حاكماً لولاية فلوريدا، على اعتبار أنّه “الأمل العظيم التالي للحزب الجمهوري”.
وأشارت، إلى أنّ صحيفة “ذا بوست” كتبت انتقاداتٍ “لاذعة إلى حدّ ما” لترامب، في حين أظهرت المديح والاستحسان للفوز المهيمن لدي سانتوس على غلاف عددها معلنةً أنّه “مستقبل” الحزب الجمهوري.
كذلك، أطلقت صحيفة “ذا بوست” على دي سانتوس لقب “النجم الشاب للحزب الجمهوري الذي سارع إلى النصر”، بينما وجّه الكاتب جون بودهوريتز نقداً شديداً للرئيس السابق في مقالة افتتاحية أعلن فيها أن ترامب أجرى “تخريباً” في الحزب.
من جهته، حذَّر ترامب المرشحين الجمهوريين المحتملين، مثل دي سانتيس، من الترشح ضده في عام 2024، وأطلق تصاريح ضده في تجمّع حاشد في بنسلفانيا، لكن العديد من مؤيّدي ترامب انقلبوا عليه بعد الانتقادات، حسب “فوكس نيوز”، قائلين: إنّ دي سانتيس من بين الجمهوريين الأكثر نجاحاً وشعبية في البلاد.
وعلى الرغم من أنّ حاكم فلوريدا لم يؤكد أو ينفِ عزمه الترشح للانتخابات، لكنه أصبح يشكّل تهديداً كبيراً لترامب والديمقراطيين بصفة عامة، بعدما أظهرت استطلاعات رأي سابقة في بعض الولايات تجاوزه شعبية الرئيس السابق.
وفي النهاية، يبدو أن إعادة انتخاب اثنين من الديمقراطيين توفيا في الشهر الماضي في الانتخابات الأخيرة، وهما أنتوني ديلوكا عن ولاية بنسلفانيا، وباربرا باركر عن ولاية تينيسي، قد يبدو للبعض عادياً، ولكنه يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن الأمريكيين لم يعودوا يثقوا بساستهم الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأن ثقتهم بالأموات أصبحت أكبر.
إبراهيم ياسين مرهج