بدء الجلسات الحوارية التقييمية للاستئناس الحزبي بفرع طرطوس
طرطوس – وائل علي – لؤي تفاحة – محمد محمود- دارين حسن:
انطلقت اليوم في طرطوس حوارات الرفاق البعثيين المشاركين في عملية الاستئناس الحزبي البالغ عددهم 140 رفيقاً ورفيقة، تم توزيعهم ضمن ثلاث شرائح من الرفاق الفائزين بالاستئناس، والراسبين، والمستبعدين من الاستئناس على مدى ثلاثة أيام بمعدل أربعين رفيقاً ورفيقة لكل شريحة، وذلك بحضور الرفاق إبراهيم مرجان رئيس مكتب التنظيم الفرعي وسمير خضر رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب.
وشهد اليوم الأول نقاشات موضوعية للوصول إلى قواسم مشتركة، وفي تصريح خاص لـ”البعث”، بيّن الرفيق سمير خضر أن عقد الجلسات الحوارية تم بتوجيه من القيادة المركزية لتقييم عملية الاستئناس الحزبي التي أجريت خلال انتخابات الإدارة المحلية للوقوف على إيجابيات هذه التجربة لتثبيتها وتلافي السلبيات، وهذه ثقة من رفاقنا بالقيادة للرفاق الذين نجحوا أو رسبوا أو استبعدوا لأخذ آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم على هذه التجربة الديمقراطية في حياة الحزب، وأشار “خضر” إلى أنّ استبياناً سيوزّع في نهاية الجلسة على الرفاق المتحاورين يتضمّن عدة أسئلة لتطوير هذه العملية وبعض التساؤلات للإجابة عليها من خلال مشاركة الرفاق المتحاورين بعملية الاستئناس حول تدخل المال السياسي أو وجود تكتلات انتخابية، أو هل تدخلت قيادات الشعب أو الفروع بهذه العملية، وما إذا كان دورها إيجابياً أم سلبياً.
وأشاد الرفيق إبراهيم مرجان بأهمّية الجلسات الحوارية واهتمام القيادة بمختلف مستوياتها بتعزيز العملية الديمقراطية في العمل، وخاصةً في اختيار كوادر سواء إلى المواقع الحزبية أم النقابية أو المنظمات أو على مستوى الإدارة المحلية ومجالس الشعب، مضيفاً: إنّ “الكل يعلم من خلال السنوات الماضية مدى حرص قيادة الحزب على تطوير هذه العملية التي أتت بعد انقطاع سنوات، سواء بسبب ظروف الحرب أم لأسباب أخرى، وبالتالي كانت كأي تجربةٍ لها وجه إيجابي وسيكون بالتأكيد لها أوجه سلبية، وإنّ الغاية الأساسية من إجراء هذه الحوارات وخاصةً مع الرفاق الذين شاركوا بهذه الاستحقاقات من ناجحين أو ناجحين ومستبعدين أو راسبين، هي الاستماع إلى رفاقنا والاستفادة من طروحهم وأفكارهم ورؤاهم لتلافي الثغرات في المستقبل سواء لجهة شروط الترشيح أو المعايير المعتمدة لاختيار الكوادر المناسبة لكل مستوى من المستويات للوصول إلى صيغٍ مشتركة مع رفاقنا لتطوير عملية الاستئناس الحزبي التي ستصبح المعيار الأساسي لكل الاستحقاقات اللاحقة”.
وأشار الرفيق مرجان إلى أنّ الغاية الأساسية بعد الجلسات الحوارية هي إيجاد حالة من الوعي لدى مختلف الكوادر والقواعد لخلق ثقافة انتخابية حقيقية بعيدة عن المحسوبيات والأمراض الاجتماعية والغايات الشخصية، بحيث يكون العمود الفقري لتلك الثقافة هو اختيار الكفاءات والمؤهّلين لكي يكونوا في هذه المواقع.
الرفيق محمد طوفان “ناجح ومستبعد” قال: وجدت خلال عملية الاستئناس بعض التجاوزات والأخطاء سواء من قيادة الفرع أم القيادة المركزية وما صدر عنها من قرارات خاطئة تم بموجبها استبعاد عدد من الناجحين، حيث شكّلت هذه التجاوزات خللاً تنظيمياً فادحاً انعكس سلباً على كرامتهم وسط بيئتهم الأهلية والمجتمعية، مشيراً إلى أنّ هذه التجربة ناجحة وجديرة بالقياس عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار معالجة بعض مظاهر الخلل من خلال وضع معايير محدّدة أكثر جدوىً وشفافيةً في الممارسة الديموقراطية.
الرفيق سنان درغام، ناجح ومستبعد، أمِلَ أن يصل صوت المعترضين الناجحين من خلال اللجنة المركزية للحزب الحاضرة لهذه الجلسات للقيادة المركزية، منوهاً بأنّ الاعتراض دائماً يأتي على نتائج الاستئناس الحزبي لأنه الآلية التي تأتي بها الشريحة الحزبية ضمن قطاع هذه الشعبة أو تلك، وبالتالي فإنّ ما بني على باطل فهو باطل، وهذا أساس مشكلة الاستئناس الحزبي المتعلقة بحصر الشريحة الناخبة على مستوى المدن تحديداً، وطالب أن يكون التمثيل لكل الشرائح بغض النظر عن بعض الميزات مثل الشهادات، لأن الانتخابات المحلية تشكل حالة جماهيرية وشعبية بحتة.
الرفيق يوسف غنوج، ناجح ومستبعد، قال في تصريح مماثل: إنّ الحزب لم يكن في هذه المرحلة صاحب القرار والدور كما كان في المرحلة السابقة، حيث شكا من قرار استبعاده -رغم أنه لا توجد عقوبة بحقه- ومع ذلك لم يؤخذ بنتائج الاستئناس الحزبي الأولي.
وبيّن الرفيق يونس حميدوش عضو مجلس المحافظة أنّ قرارات القيادة المركزية الصادرة كانت شديدة المركزية ما ضيّق حرية العمل على القيادات الأدنى، وبالتالي فإنّ قرار الاستئناس الحزبي انعكس على مجمل حياتنا الحزبية، وأن القيادة المركزية الحالية أوقفت الانتخابات بكل أشكالها، مع ذلك ابتدعت انتخاب ثلاثة أضعاف العدد المطلوب على مستوى الوحدة الإدارية، وبالتالي تهيئة المجال لمجيء أشخاص بغض النظر عن التسلسل المعتمد، مطالباً القيادة المركزية بالعودة إلى أسس المؤتمرات الحزبية وليس الاعتماد على الاجتهاد الكلي.
أحمد شمسين، مجلس محافظة، راسب، أشار إلى أنّ الاستئناس لم يكن متوافقاً مع التنوّع الجغرافي كما حصل في منطقة القدموس، وإلى عدم قدرة الجهاز الحزبي على الاطلاع على قرارات القيادة المركزية بسبب ضيق الوقت، ما فوّت الفرصة على الرفاق الراغبين بالترشح للاطلاع على الشروط.
منذر سليمان، ناجح ومستبعد، طالب بضرورة أن يراعي الاستئناس التمثيل الجغرافي كما حدث في بلدية القلوع، والتزام القيادات الأدنى بتعليمات القيادات الأعلى.
الرفاق ندى علي وعلي غانم وخير الدين السيد، أعضاء اللجنة المركزية للحزب، أكدوا أهمية اللقاءات الحوارية على مستوى الفروع لتقييم تجربة الاستئناس الحزبي، ومدى فاعليتها من خلال دراسة المعايير التي تم اعتمادها بهدف تطويرها والبناء على مخرجاتها، أو إعادة النظر بهذه المعايير وما رافقها من خلل لمعالجته، وتلافي الثغرات.
ولفت أعضاء اللجنة المركزية إلى أهمية خروج الحوار بتصورات ورؤى قادرة على تفعيل الحياة الديموقراطية في حياتنا الحزبية، وتعميم ثقافة الانتخاب والحوار لدى قواعدنا الحزبية.