اختتام الجلسات الحوارية حول الاستئناس الحزبي في اللاذقية.. تجربة رائدة تحتاج إلى معالجة الثغرات
اللاذقية – مروان حويجة – آلاء حبيب:
اختتم فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم الجلسات الحوارية حول الاستئناس الحزبي، وخصّصت الجلسة لمناقشة إيجابيات وسلبيات الاستئناس في مجال شعبتي القرداحة والحفّة، واستهدفت عدداً من الرفاق الناجحين والراسبين والمستبعدين.
وأبدى الرفاق المشاركون في الحوار ملاحظاتهم وآراءهم حول الاستئناس كتجربةٍ ديمقراطية نوعية من حيث الغاية الإيجابية التي جاءت لأجلها في إطارها العام، وبين تطبيقها وما اعترى هذا التطبيق من ثغراتٍ وسلبيات تستوجب المعالجة والتصويب.
وقدّم مدير الجلسة الرفيق الدكتور عصام درويش رئيس مكتب الإعداد و الثقافة و الإعلام الحزبي الفرعي عرضاً موجزاً وسريعاً حول أهمية هذه الجلسات في تعزيز ثقافة الحوار للوصول إلى رؤى وأفكار ترتقي بعملية الاستئناس.
الرفاق المشاركون في الحوار لامسوا في مداخلاتهم جميع جوانب الاستئناس بإيجابياته وسلبياته، معتبرين أنّ الاستئناس تجربة رائدة لأنها لأول مرة تتم فيها مشاركة واسعة للجهاز الحزبي بدءاً من الرفيق العضو العامل، ما أعطى للقواعد دوراً في تحديد خياراتها، وعند نقد عملية الاستئناس تباينت الآراء، في حين وجد بعض الرفاق المتحاورين أن التطبيق على مستوى القواعد اتسم بالوعي الكافي لدى الرفاق البعثيين لإيصال رفاق يلبّون جزءاً من الطموحات في حالة بعثية لافتة جسّدتها القواعد في محاولة انتقاء الأفضل، ومنها على مستوى شعبة الحزب بالقرداحة -حسب مداخلات- وصولاً إلى توازن في التمثيل، وبالمقابل تحدّث البعض عن الافتقار إلى التنظيم في بعض المناطق، وأنه من الواجب اختيار المرشح الذي ينسجم سلوكه مع سلوك الحزب وتوجّهاته، لأن الاستئناس يعتمد على عدة مراحل، وألا يكون الاستئناس ملزماً للقيادة، وتم الحديث عن تصغير دائرة الاستئناس، كما أنّ بعض المستأنسين لا يلتزمون بالقرارات المنسجمة مع الحزب، وضرورة استبعاد المرشح الذي أمضى دورتين في عضوية المجالس، وضرورة إعطاء الصلاحية لأمناء وقيادات الفرق والشعب الحزبية بعقد لقاءاتٍ تشاوريةٍ بين المرشحين، وإتمام القائمة من الرفاق البعثيين ممن لا يحقّ لهم الترشّح في حال عدم وجود أعضاء بعثيين يكملون القائمة.
وجرى التساؤل عن أحد الشروط المتضمّنة أن يكون للرفيق المرشح مهام قيادية أو إدارية، وأنه من الممكن وجود أشخاص أكفاء لم يكن لهم الفرصة في إثبات أنفسهم، ورأى البعض أنه ليس من باب المصادفة أن يكون للمكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية عدة أسماء من التّجار على الرغم من أنّ أسماءهم غير معروفة في العمل السياسي أو حتى الاجتماعي، ونوّهوا بضرورة وجود آلية البحث في السيرة الذاتية للمرشح، وتطرّقت المداخلات إلى تكرار الأخطاء في كل عملية انتخابية دون إيجاد حلول لتلك المشكلات، وضرورة تأكيد حضور الرفاق العاملين لعملية الاستئناس الحزبي.
واستهجنوا دخول المصلحة الشخصية بقوة وتجاهل المصلحة العامة، وتمّ طرح فكرة اعتماد انتخابات حرة نزيهة تكون مرجعيتها وبوصلتها جهة نزيهة ومحايدة وقادرة على مراقبة الانتخابات، وضرورة عدم التدخل المباشر باختيار أعضاء معيّنين للاستئناس.
وبرأي البعض ظهرت الطبقية في بعض الحالات حيث تمّ استبعاد من يحمل الشهادة الإعدادية أو البكالوريا على الرغم من مشاركتهم بالحزب وفعاليتهم، وتمّ التركيز على أنّه يجب أن يكون الولاء للمؤسسات وليس للأشخاص، وقد لوحظت الفئوية بخصوص المدرسين الذين استبعدوا من المكتب التنفيذي لمصلحة فئة المهندسين، وضرورة تمثيل العنصر النسائي والشبابي حتى لو لم يكونوا من الناجحين.
وطرح الرفاق عدداً من العقبات كصدور التعليمات قبل الانتخابات واللغط الذي سبّبه ذلك، والمحسوبية، والأمراض الاجتماعية.
وتمّ تأكيد ضرورة نشر ثقافة الاستئناس الحزبي وإعداد كوادر تتخذ قرارها بعيداً عن المصلحة والعائلية والعصبية، ووجود معايير صارمة أكثر، وأنه كان من الممكن الاكتفاء بالنتائج الأولية للاستئناس دون الخوض في مرحلة الاستئناس الثانية، والتشدّد في محاسبة المتسبّبين بالخروق والمحسوبيات ووجوب تشديد العقوبات.
الرفيقة المهندسة فيحاء طريفي عضو اللجنة المركزية للحزب أشارت إلى أهمية اللقاءات الحوارية التي تأتي في ضوء ما حصل في انتخابات الإدارة المحلية للتعرّف على السلبيات والإيجابيات بغية تطوير العملية الديمقراطية، وتلافي السلبيات.
وأكد الرفيق المهندس هيثم إسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب أنه أُعطي لكل رفيق عضو عامل مثبّتة عضويته وموجود في جغرافيته الحقّ في أن يشارك في اتخاذ القرار، ولا سيّما في الوحدات الإدارية المختلفة، وعلى اختلاف المستويات، ونتيجة للآليات التي طبّقت في الاستئناس تمّ وقوع بعض الغبن لبعض الرفاق، وعلّق الرفيق إسماعيل على بعض الطروح بأننا ملتزمون بقانون الإدارة المحلية ونحن أول من يلتزم بالقوانين، وأنه كان من الصعوبة المواءمة بين الفئة (أ) والفئة (ب) والكادر، ويجب أن يكون للرفيق البعثي تفكير لكل الوطن، وأضاف إننا “مؤتمنون على هذا العمل وقد يكون هناك ضعف في بعض القضايا بسبب عدم القراءة الصحيحة”.
وأكد الرفيق إسماعيل أهمية الحوار في حزبنا العظيم ووجوب استثماره بشكل إيجابي وموضوعي وعلمي بعيداً عن المصالح الشخصية، مشيراً إلى أنّ أغلبية الرفاق المرشحين يستحقون الوصول إلى ما يصبون إليه في هذه الاستحقاقات لأنهم على قدر المسؤولية البعثية والوطنية والوظيفية في آن معاً، مبيّناً أنّ الجلسات الحوارية التي تمّت كانت ناجحة بامتياز.