معايير الترشيح وتقييم الاستئناس في الجلسة الحوارية الثانية لفرع اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة – آلاء حبيب:
أشارت أغلبية نقاشات ومداخلات الرفاق في شعبتي جبلة الأولى والثانية لحزب البعث العربي الاشتراكي في جلستهم الحوارية التي انعقدت يوم السبت في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية، إلى أهمية الاستئناس الحزبي بوصفها تجربة مهمة في الحياة الحزبية والديمقراطية، كما أنّ معظم من قدّموا ملاحظات وتحفّظات على الاستئناس طالبوا بالحفاظ على هذه التجربة في الوقت ذاته، لأنّ الاستئناس حسب آرائهم تكريس للامركزية وتوسيع لدور قواعد الحزب في الاستحقاقات والانتخابات، مؤكدين أهمية الاستئناس بوقت كان التعيين مشكلة كبيرة بنظر البعض إلى أنّ الاستئناس أعطى الفرص لأشخاص لم يكونوا ليتمكنوا للوصول إلى نقطة نجاحهم وذلك بسبب التكتلات والأسماء وغيرها الكثير.
الرفيق عامر فحام رئيس مكتب التنظيم أشار إلى أن المجال متاح أمام الرفاق لتقييم الاستئناس في سلبياته وإيجابياته، بينما أشار الرفيق عصام درويش درويش رئيس مكتب الإعداد إلى دور هذه الجلسة في ترسيخ ثقافة الحوار حول قضايا الاستئناس لتطويره وتعزيز تجربته.
بعض الرفاق المتحاورون أكدوا الإفادة الحاصلة من عملية الاستئناس وما أفرزته من أشخاصٍ جديرين ومن أشخاصٍ لم يحالفهم الحظ، والأهم أنّه شكّل أرضية لتمكين الجهاز الحزبي من اختيار من يمثّله، كما حفّز المرشحين لخوض الاستئناس من خلال القواعد الحزبية، مشيرين إلى أنّ تدافع كوادر البعث للترشيح يعكس حالة من الوعي المتقدم، ودعوا إلى التركيز على الشهادات العليا وضرورة رفع المعايير لرفع سقف الآمال المنشودة، ونوهوا بضرورة اختيار القواعد لممثليها، وأن يتمتع من يمثّلهم بالجرأة والشفافية والكفاءة والفاعلية، كما أشاروا إلى أهمية إيضاح الأسباب والمعايير التي أدّت إلى استبعاد بعض الأسماء الناجحة.
إلى ذلك استحوذت حالات الخرق لقوائم الوحدة الوطنية، وعدم امتثال بعض الرفاق للالتزام وخروجهم عن التوجيهات على حيّز واسع من النقاشات، حيث طالبت بعض المداخلات بضرورة فرض عقوبة الطرد من صفوف الحزب لكل رفيق خالف وتجاوز واخترق التوجيهات والتعليمات الحزبية، إضافة إلى اتخاذ كل التدابير والإجراءات الرادعة بحقّ المخالفين.
وتمّ التركيز في الاجتماع على ضرورة اعتماد وتحديد الشروط الانتخابية وفهمها بشكل واضح قبل التقدّم للترشيحات، وبيّنت المداخلات أنّ وجود نسبة كبيرة من الأوراق الملغاة يؤكد وجود عدم الإدراك لقانون الإدارة المحلية.
ورأى بعض الرفاق أنّه لم يتم الترويج لعملية انتخابات الإدارة المحلية بالشكل الكافي من حيث المناطق ووحدات ومراكز الوحدات الإدارية لشرح التعليمات الانتخابية والمعلومات الأساسية حول الإدارة المحلية والتركيز على أهميتها كمشروع تنمية متوازن.
واستهجن بعض الرفاق الدور السلبي للمال السياسي في النتائج وما حدث من شرخ اجتماعي نتيجة لذلك، أو وجود التكتل الشخصي الانتهازي الذي يسيء للحزب وجماهيره، وأهمية أن تكون القائمة مفتوحة مثل انتخابات المجالس المحلية نظراً لأن إغلاق القوائم كان له سلبيات أبرزها آلية إلغاء الأصوات، كما تمّت مناقشة الخلط الحاصل بين قانون الإدارة المحلية وعملية الاستئناس الحزبي بعد إتمام انتخابات الإدارة المحلية، مطالبين بضرورة المواءمة بين تعليمات انتخابات الإدارة المحلية وتعليمات الاستئناس الحزبي.
كذلك تم التطرّق إلى موضوع تمثيل شعبة جبلة الأولى بعنصر نسائي، وتمّ التنويه حول تأخر صدور القرار وما تسبّب به من مشكلات وعراقيل، وضرورة تحديد الرفاق الملتزمين بالاجتماعات الحزبية وانتخابهم واعتمادهم.
وبيّن الرفيق المهندس هيثم إسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب أنّ “الاستئناس الحزبي تجربة حديثة، وأي تجربة سوف يكون لها نقاط سلبية، وهذا سبب وجودنا اليوم لتقييم هذه التجربة بوجود الفئات الثلاثة، الناجح وأُخذ كممثل للحزب في مجالس الإدارة المحلية، وناجح لم يؤخذ، ومن لم يحصل على أصوات، والذي من الممكن أن يكون كفؤاً أيضاً”، مشيراً إلى ضعف الثقافة الانتخابية، والمزايا لمن يملك صوتاً عن غيره، وعدم الاستقلالية بالرأي، وأنه يتم إدراك السبب الحقيقي، وأنهم غير بعيدين عن توصيف ما تمّ طرحه، وعن وجوب انتظار الفرص، وأن الحوار هذا يجب استثماره إيجابياً.
وبخصوص التعليمات أوضح أنها لم تأتِ مع قرار القيادة، فكان لقيادات الحزب موافقة لتأجيل هذه الشروط ريثما ينتهي الترشح لمجالس الإدارة المحلية، والسبب أنّ ثقافة الإدارة المحلية ثقافة غير ناضجة، وأنه يجب أن يعلم الرفاق البعثيون أن الإدارة المحلية تطوّرت، فكل وحدة إدارية أصبح لها قانون مالي ينظّم عملها، ويحق لهذا المجلس الاستثمار والبيع والتشاركية لتأمين موارد ذاتية.
وأكّد أنّ هذا الحوار بطروحه التي يُبنى عليها يجب أن يكون له أثر فعّال، وأن الإجابة على الاستبيان يثبت ما يملي عليه الضمير البعثي الذي سيساعد القيادة على اتخاذ القرار المناسب لتطوير هذه التجربة الديمقراطية في الحزب.
حضر الجلسة الحوارية الرفيق محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب وأعضاء قيادة فرع اللاذقية للحزب.