هل عادت النازية إلى أوروبا؟
تقرير إخباري:
رغم سقوط الكثير من الجنود الروس في سبيل تحرير جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً من نير النازية المتطرّفة وأفكارها العنصرية، إلا أن بعض دول البلطيق “إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا” عادت اليوم لتنقلب على هذا التاريخ وتتصالح مع النازية الجديدة بشكل مثير للشك.
تفشّي النازية من جديد في هذه الدول تجلّى من خلال تدنيس النصب العسكرية السوفييتية، وكان آخرها تدنيس مقبرة عسكرية سوفييتية أخوية في لاتفيا، وتكسير لوحات تذكارية بالجرافة، ولم يقف الموضوع هنا بل فكّكت أحد النصب التذكارية لفلاديمير لينين في عاصمتها ريغا الذي أقامته فيما مضى تكريماً لتحرير العاصمة من الاحتلال النازي.
عدوى تفشّي الفكر المتطرّف النازي لاقت صدى له في جارتها البلطيقية استونيا عبر تفكيكها النصب التذكارية العسكرية السوفييتية من الساحات العامة لمدنها، تبعتها نارفا بتفكيكها النصب التذكاري لدبابة t-34 في آب المنصرم وتسليمه إلى متحفها العسكري، كما نقلت ستة آثار عسكرية سوفييتية أخرى ما تسبّب في احتجاجات من سكان المدينة الذين ثاروا على ما يبدو في وجه حكوماتهم التي ضربت بتضحيات الجنود الحمر عرض الحائط.
على الضفة الأخرى يرى متابعون سياسيون أن ما قدّمه الجيش الأحمر خلال حربه مع ألمانيا النازية في سبيل تحرير جمهورياته الاشتراكية من كل أشكال القمع والاضطهاد الذي تعرضت له لم يلقَ الوفاء والتقدير اللائق، بل انقلبت على منقذها وغدت من أنصار وممجّدي النازية الجديدة.
والغريب في السياق كله أن من يرغب باقتناء التحف والنصب والآثار كاتحاد الفنانين والمتاحف المحلية في تلك الدول لم يبدِ أيّ اهتمام بها، لذلك اضطرّت حكومات تلك الدول إلى اتخاذ قرار بتفكيك تلك النصب على اعتبار أنها لا قيمة فنية لها وفق ما برّر مسؤولو تلك المناطق فعلتهم هذه.
تصرّف الدول تلك التي يجمعها فيما مضى مع روسيا الاتحادية علم أحمر بمنجل ومطرقة وصفته موسكو بالتصرّف الهمجي والممجّد للنازية، حيت قامت الخارجية الروسية على الفور باستدعاء سفير لاتفيا وقدّمت احتجاجاً شديد اللهجة إلى رئيس البعثة الدبلوماسية للاتفيا فيما يتعلق بسياسة التخريب المستمرّة لبلده في تفكيك النصب التذكارية السوفييتية، وخاصة بعد التصريحات العلنية لسفير لاتفيا بأن بلاده تقوم بهدم النصب التذكارية العائدة للحقبة السوفييتية، ما عدّه المسؤول الروسي تمثيلاً لروح الفاشية الجديدة من دبلوماسي يعمل في روسيا وهذا غير مقبول أبداً.
بالمقابل أدان وفد روسيا الدائم في “يونسكو” أعمال التدنيس تلك، ودعا “يونسكو” التي تم إنشاؤها على رماد الحرب العالمية الثانية، وتدين بوجودها إلى الأبطال الذين سقطوا في الحرب ضد النازية، إلى رفض هذه التصرّفات، لأنه لا ينبغي لها أن تظل غبر مبالية بالمظاهر العدائية وأعمال التدنيس التي تطول نصب أبطال الحرب ضد النازية.
فهل ستدرك الجمهوريات المستقلة الاشتراكية “سابقاً” أيّ خطأ فادح ارتكبته بحق الجيش الأحمر الذي حرّرها من الغزو النازي سابقاً، أم ستقع بالفخ للمرة الثانية كما وقعت أثناء الغزو الألماني النازي للاتحاد السوفييتي سابقاً مرحّبة ومهللة به باعتباره المحرّر لها رغم عدم وجود احتلال روسي لها حالياً أم أنهم سيأخذون العبرة من الروسي مجدّداً بعد أن يقضي على النازية والفكر المتطرّف في أوكرانيا؟ وهل هناك بالفعل من يسعى إلى إعادة إحياء النازية لمحاربة روسيا بها؟.
ليندا تلي