شح مازوت التدفئة يشعل سوق مدافىء الحطب في السلمية وفرع “محروقات” خارج التغطية!
يارا ونوس
تعود أزمة توفير مصادر التدفئة إلى الواجهة مجددا مع بدء الشتاء لتبدأ غالبية الأسر بالبحث عن بدائل خاصة مع تأخر استلام رسائل المازوت حيث يلجأ البعض لجمع ما تيسر من الحطب أو الأخشاب وأوراق القش المترامية على جنبات الشوارع والأزقة إضافة إلى بعض البلاستيك والأحذية القديمة لتشغيلها في شتائهم دون النظر لتداعياتها الصحية الخطيرة عندما يقرصهم البرد.
شح الكمية
في ظل هذا الواقع اشتكى العديد من أهالي سلمية عن تأخر استلام رسائل المحروقات، (50 لتر مازوت) ما اضطرهم للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار غالية الثمن حيث بلغ لتر المازوت أكثر من 6000 ليرة، كما بين الأهالي أن كميات المازوت المدعوم قليلة لا تكفي لأيام معدودات علما أنها كانت توزع في شهري آب وأيلول في سنوات سابقة وقد تصل إلى 200 لتر خلال الفصل بأكمله لكنها اليوم بالكاد بدأت وبكميات أقل، مؤكدين أن معظم الأسر لم تحصل بعد على مخصصاتها، حتى الذين لهم أفضلية على غيرهم كأسر الشهداء والجرحى، والجميع حمّل المسؤولية للجنة المحروقات متهمين إياهم بالاهمال وعدم عدالة التوزيع!.
تقاذف المسؤوليات
وفي معرض رده على هذه الاتهامات أكد كنان خضور رئيس لجنة المحروقات في الحي الغربي من سلمية أن مسؤولية التأخير في توزيع المخصصات لا تقع على عاتقهم بل تتحملها شركة تكامل، كما أن الأولوية اليوم تتجه نحو من لم يستلم مخصصاته العام الفائت، مشيراً إلى أن دور اللجنة في الحي يقتصر على متابعة الدور بالتعاون مع شعبة حماية المستهلك بعد أن يتم تخصيص الحي بكمية من المازوت تصل إلى 5000 لتر، فيما بيّن فادي قنوع رئيس شعبة حماية المستهلك في سلمية أن عمل الشعبة هو متابعة المحطات بشكل دوري وتفقدها، مشيراً إلى تنظيم عدة ضبوط حول التصرف بالاحتياطي ونقص الكيل وعدم وجود كاميرات، ولفت إلى أن دوريات الحماية تلاحق المتاجرين بالسوق السوداء ليتم إحالتهم للقضاء، وبيّن قنوع أنه تم معايرة وترصيص صهاريج مازوت التدفئة التابعة للمحطات والمعدة للتوزيع من قبل شعبة المقاييس وهناك متابعة يومية لعملية التعبئة وضمان وصول المادة لمستحقيها.
وبدوره حمّل حسين الخليف المعني بالمحافظة “تكامل” مسؤولية تأخر الرسائل لسادكوب، مشيراً إلى أن إرسال الرسالة يكون بحسب كمية المحروقات المخصصة للمحافظة.
خارج التغطية!
وللتأكد من نسب توزيع مادة مازوت التدفئة حاولنا الاتصال مع مدير فرع المحروقات بحماة لكنه لم يرد رغم تكرار الاتصالات، علماً انه تم التعريف عن الجهة المتصلة برسالة نصية!
وفي ظل هذا “الشح” لجأ العديد من الأسر لاستبدال مدافىء المازوت بالحطب نظراً لتوفره في السوق وليس لانخفاض سعره، حيث يتراوح سعر الطن منه بين 900 ألف إلى مليون ليرة وبحسبة بسيطة فإن الطن الواحد يستهلك خلال شهر فقط إن تم استهلاك 35 كغ يوميا، كما عمد آخرون لشراء قشور الفستق واللوز والمشمش وبقايا الزيتون علما أن سعر الطن الواحد من قشر اللوز يصل لأكثر من 2 مليون وهذا يبين أن هذه البدائل ستنحصر بفئة محددة فقط من الناس ميسوري الحال.
مصائب قوم
أحد تجار مدافئ المازوت بين تدني إقبال الناس على شرائها مشيراً إلى وجود إقبال واسع على شراء مدافئ الحطب التي قد يصل سعرها لنحو 90 ألفاً، أما مدافئ قشر اللوز فتقدر بنحو 600 ألف، وهذا ما دفع الأهالي لاستجرار الحطب بطريقة كبيرة في الآونة الأخيرة حيث كشف المهندس ياسر رستم رئيس شعبة الحراج في زراعة سلمية زيادة التعديات على الغابات وتعريتها من الأشجار خاصة أشجار الصنوبر و السنديان، مشيراً إلى تنظيم 34 ضبطاً خلال شهرين ومصادرة 40 طنا من الحطب، لافتاً إلى أن دوريات الحراج تقوم بالمراقبة بشكل دائم وتعمل وفق القوانين الصارمة المعممة مؤخرا والتي تنص على منع نقل الأحطاب من محافظة لأخرى ومنع اقتلاع شجرة إلا في حالة اليباس، كما تعمل الدوريات على توقيف أي منشرة تستخدم الحطب الحراجي كما يغرم كل من يخالف القوانين بدفع أسعار الأحطاب ليتم بعدها بيع المصادرات بالمزاد العلني ويقدم جزء منها لذوي الشهداء وقد اقترح رستم توزيع المصادرات إلى أسر الشهداء من قبل مستودعات سلمية للتخفيف عنهم مشقة السفر إلى محافظة حماه علما أن الكمية الموزعة لأسر الشهداء تصل إلى 500 كيلو من الحطب بسعر رمزي يبلغ 200 ليرة سورية.