ظهور باهت لمنتخبنا الكروي أمام الجزائر.. والأولمبي أضاع الفرصة
ناصر النجار
المتابعون لمباراة منتخبنا الأول مع الجزائر باللاعبين المحترفين أيقنوا أن كرتنا في وادٍ والعالم القريب منا في وادٍ آخر، والمنطق اليوم يقول لا مجال للمقارنة مع الآخرين، لأننا نلعب رياضة تشبه كرة القدم!.
ولا ندري ما حال منتخب لا يستطيع الخروج من منطقته في الشوط الأول ولا مرة، ولم يشكّل أي حالة هجومية على المنتخب الجزائري (المحلي)، فهل سنكون متفائلين أم متشائمين؟.
وعلينا عدم التغنّي بأي نتيجة يمكن أن نحققها طفرة لأنها ليست قاعدة، ويجب ألا تنسينا موقعنا على الخريطة الكروية.
بالفعل أمتعنا الجزائريون بأدائهم، وأحزننا المستوى الذي وصلت إليه كرتنا وكانت في المباراة سراباً!.
أما المنتخب الأولمبي الذي سيلعب الثلاثاء مع منتخب عُمان على المركزين الثالث والرابع في بطولة غرب آسيا، فقد أضاع فرصة التأهل إلى النهائي بسوء إعداد المنتخب النفسي، والكثير من المؤشرات الفنية في المباراة أعطتنا فكرة أن لاعبينا لا يملكون الثقافة الكروية الصحيحة وهم بحاجة إلى عمل كثير، وللأسف هذه حال كرتنا في الأندية كلها التي ما زالت تعتمد على المواهب الفطرية دون أن يكون لها القدرة على صقل الخامات وتنمية موهبتها وصناعة لاعب محترف على مستوى عالٍ.
ومن الدروس التي شاهدناها في المباراة الأولمبية الغرور والتعالي من أحد اللاعبين الذين سدّدوا إحدى ركلات الترجيح بطريقة ليس مكانها هذه المباراة، وما وصل إليه اللاعب من هذه الثقة الزائدة بالنفس، ليس إلا من خلال كلمات المديح والثناء التي انهالت عليه من محبيه على مواقع الفيس وأفهمته أنه اللاعب الفذ!!.
الملاحظة الثانية من المباراة فنية وبدنية معاً، وسجلناها من خلال التفاوت بالأداء بين شوطي المباراة، حيث كان منتخبنا في الشوط الأول مسيطراً ويلعب كرة سهلة وجميلة وأضاع الكثير من الفرص، بينما هبط مستواه في شوط المباراة الثاني وبات القطريون أفضل.
الملاحظة الثالثة تتعلّق بالتركيز الذهني، فهدف التعادل الذي سُجّل علينا جاء من حالة شرود، فلم يستطع المنتخب الحفاظ على تقدّمه أكثر من دقيقة واحدة، وهذه الحالة تكرّرت للمرة الثانية في هذه البطولة.
قد نميلُ قليلاً إلى كلام المدرّب الهولندي مارك فوته الذي اعترف بكلّ الأخطاء وقال: لكن علينا ألا ننسى أن هذه المباراة هي الثالثة التي يلعبها المنتخب منذ تشكيله، وهذه رسالة مضمونها التأني والصبر على المنتخب، وليس لنا إلا الصبر!.