انتخابات التجديد تكشف فشل إدارة بايدن
عائدة أسعد
جاءت إدارة بايدن إلى السلطة على متن موجة من الدعم الشعبي، وكان من المتوقع أن يترك بصمته في الحكم المحلي من خلال معالجة المشكلات المحلية في الولايات المتحدة بشكل فعّال، ولكن بدلاً من ذلك فشلت تلك الإدارة في إيجاد حلول مرضية لأي من التحديات الملحّة خلال العامين المنصرمين.
وهذا لا يعني أن الحزب الجمهوري يقدم حلولاً عملية، إنما عوضاً عن ذلك من المرجح أن يستخدم الجمهوريون المشكلات المحلية كرافعة سياسية ضد الديمقراطيين بدلاً من حلها فعلياً، وما أظهرته الانتخابات النصفية مرة أخرى هو الإساءة للحكم في السياسة الأمريكية، وكشفت أن الأهم هو مدى القدرة على معارضة الخصم وليس السياسات الفعلية!.
ومن الواضح أن معدلات قبول بايدن انخفضت إلى مستوى قياسي مع عقود من الخبرة في الحكومة بعد أن توقع الناس منه أن يُظهر قدرته على الحكم، وكانت هناك آمال معقودة على أن يكون بايدن قادراً على رأب الصدع السياسي والأيديولوجي والمعرفي في البلاد، لكن انتخابات التجديد النصفي أظهرت وجود عمليات جراحية كبرى لا تشمل جراحات الإسعافات الأولية.
ويبدو أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي في حالة من اليأس والارتباك، وليس الأمر لأنها لا تعرف ما يجب عليها فعله، بل لأنها فقط لا تعرف كيف تفعل ذلك، وهذا لا يساعد نظامها السياسي الذي في تصميمه غير قادر على اختيار السياسيين ذوي القدرات القيادية المطلوبة التي تلقى الإعجاب.
وبالنسبة لمعظم الأمريكيين، فإن ما يُسمّى بالعملية الديمقراطية في البلاد هي في الأساس منافسة لمعرفة ما إذا كانت الإدارة القادمة ستكون أكثر ضرراً على رفاهيتهم من السابقة، فهم يختارون بشكل أساسي من سلتين من الثمار التي لا تفتح الشهية، وعليه بات من الواضح أن حالة السياسة الأمريكية اليوم تحرك البلاد بعيداً عن التاريخ المجيد أكثر فأكثر.