خطوة باتجاه تطوير القطاع التأميني.. طرح منتجات تأمينية صغيرة وتخفيض التكاليف
البعث – فاتن شنان
يعتبر تطوير القطاع التأميني، بما يتناسب مع الواقع الاقتصادي الحالي، مطلباً أساسياً مجتمعياً يلبي متطلباته التأمينية المتزايدة من جهة، ولاسيما مع الظروف الناتجة عن الأزمة، ويضمن استمرار وبقاء شركات التأمين داخل السوق التأمينية من جهة ثانية، الأمر الذي دعا هيئة الإشراف على التأمين إلى تطبيق حلول بديلة عن استقطاب خبرات أجنبية لم تعد متاحة حالياً، وذلك عبر تحفيز كافة مكوّنات القطاع التأميني بإقامة دورات تدريبية وورشات عمل تقدّم خلالها ما لديها من خبرات وأفكار إبداعية عملت على تطويرها كلّ شركة على حده بغية التنافس وتقديم الأفضل.
مواكبة الحاجة
مديرُ عام هيئة الإشراف الدكتور رافد محمد، رأى أن تشارك الأفكار والرؤى بين الشركات خلال الفعاليات التدريبية المنفذة من قبل كافة مكونات القطاع من شركات واتحاد، من شأنه تطوير سوق التأمين وتبادل الخبرات لتحفيز الشركات على إطلاق منتجات تأمينية جديدة، وتحقيق طموح قطاع التأمين بطرح منتجات تواكب الحاجة الفعلية للمجتمع بتكاليف منخفضة، فمثلاً بيّن محمد أن الاستمرار بالتأمين الصحي بشكله الحالي سيؤدي إلى أن يكون هناك ارتفاع كبير جداً بأقساط التأمين لتواكب الارتفاع الحاصل في كلفة الخدمات الطبية، ولذلك لا بدّ من إيجاد توليفة تلبي الحاجة المطلوبة بكلفة منخفضة من خلال إيجاد منتجات تأمينية صغيرة جزئية للأكثر احتياجاً، فعوضاً عن أن تكون الخدمة شاملة داخل المشفى وخارجه ومعاينة الطبيب والصيادلة، يمكن طرح منتج لداخل المشفى فقط أو داخل المشفى بالإضافة لأمراض مزمنة، وبالتالي تقديم خدمة بأقساط منخفضة تناسب الوضع الاقتصادي.
منتجات محدودة
كما تحفز هذه الفعاليات التي تقيمها الهيئة، تنشيط منتجات موجودة ولكنها محدودة وبأخطار عالية، كتأمين الفنادق كونه موجوداً بشكل جزئي ودون الطموح المأمول، وكذلك تأمين “توقف الأعمال” وهو من المنتجات المظلومة، بحسب محمد، ورغم أنه من الممكن بيعه وتسويقه كونه يحظى بفرص تسويقية كبيرة ولكنه من التأمينات ذات المخاطر العالية على شركات التأمين، لذلك من خلال تشارك الأفكار يمكن إيجاد آلية اكتتابية لهذا المنتج ضمن شروط تلبي حاجة الزبون من جهة وتحمي شركة التأمين كي لا تتعرّض لخسائر كبيرة.
تحفيز الخبرات
أولى الشركات التي ساهمت في هذا المسار هي الشركة السورية العربية للتأمين، إذ بيّن المدير العام باسل عبود أن تنفيذ أبحاث ومحاضرات من قبل كوادر الشركة يصقل الخبرات ويؤسّس لترجمة هذه الأبحاث في منتجات تأمينية جديدة، إذ تمّ طرح منتج تأميني صحي خاص بالشركة نتيجة لأبحاث قامت بها الشركة خلال الفترة الماضية، وسيليها طرح منتجين آخرين خلال مدة قريبة جداً. وبيّن عبود أن إجراء محاضرات وأبحاث تختزل مجمل خبرات كوادر الشركات لها أثر إيجابي لجهة تطوير القطاع من جهة، وتمتين العلاقة بين الشركة وكوادرها من جهة أخرى، الأمر الذي يساهم في الحدّ من تسرب الكوادر الكفوءة من شركات التأمين تجاه فرص أكثر إغراء، إذ ينال مقدمو الأبحاث مكافآت مادية وعينية تحفز الفكر الإبداعي لديهم.
نظرة واقعية
ووفقاً لــ عبود تشكّل النظرة الواقعية لوضع السوق التأمينية أولى أساسيات التطوير، دون وضع أحلام أكبر من الممكن تحقيقها أو التغني بالبدايات، فالوضع الاقتصادي اليوم يفرض نفسه إثر تغيّر شرائح الزبائن ومتطلباتها، وبما أن شركات التأمين هي شركات لا تملك خطوط إنتاج أو مواد أولية، لذلك من الأجدى تطوير العنصر البشري الذي يشكّل رأس مال الشركة للمحافظة على السوق الحالي وتطوير المنتجات بما يتناسب مع تغيّرات السوق، منوهاً بأن المنتجات التأمينية الصغيرة هي من أهم النقاط الأساسية وتسويقها بكلفة منخفضة عبر منافذ توزيعية منتشرة ومبتكرة كالتطبيقات الإلكترونية.