في عملية نوعية في سلفيت.. المقاومة تحطّم منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية
الأرض المحتلة – تقارير:
قُتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في عملية بطولية للمقاومة الفلسطينية اليوم في مستوطنة مقامة على أراضي مدينة سلفيت في الضفة الغربية المحتلة، وجاءت هذه العملية النوعية رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد ورود العديد من التحذيرات باستعداد المقاومة لتنفيذ العديد من العمليات ضد الاحتلال، واستُشهد منفّذ العملية الشهيد محمد مراد صوف بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الرصاص عليه إثر تنفيذه للعملية النوعية على عدة مراحل، وقامت قوات الاحتلال فيما بعد باقتحام منزل الشهيد صوف واعتدت على ساكنيه واحتجزتهم في المنزل وأخضعتهم للتحقيق الميداني.
ورحّبت فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية الطعن البطولية فيما تسمّى مستوطنة “أريئيل”، مؤكدةً أنها تبرهن قدرة الشعب الفلسطيني على استمرار ثورته ودفاعه عن المسجد الأقصى من الاقتحامات اليومية، وأضافت الفصائل: إنّ العدوان المتواصل على شعبنا واقتحام الأقصى اليومي سيُقابل بتوسيع ضربات المقاومة وتمدّدها لردع الاحتلال ووقفه عند حدّه.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق عز الدين: إنّ هذه العملية الفدائية داخل مغتصبة أريئيل تؤكّد مرة أخرى هشاشة هذا الاحتلال المجرم وتحطم منظومته الأمنية والعسكرية التي تفتك بأبناء الشعب الفلسطيني كل يوم.
وتابع عز الدين: هذه العملية البطولية اليوم هي ردّ شعبنا على مواقف وتهديدات قادة اليمين الصهيوني الذين يتبجّحون بفوزهم في انتخاباتهم المزعومة.
بدورها، أشادت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية، وشدّدت على أنّ “المقاومة بكل أشكالها مستمرة وستتصاعد، ولن يستطيع الاحتلال إخماد نارها المشتعلة في كل مكان”.
وفي تفاصيل العملية النوعية، استُشهد شاب برصاص قوات الاحتلال، بعد تنفيذه عمليتين بطوليتين في مستوطنة مقامة على أراضي مدينة سلفيت.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الشاب محمد صوف 19 عاماً نفّذ عملية بطولية على حاجز لقوات الاحتلال، عند مدخل المستوطنة أسفرت عن إصابة مستوطن، وتمكّن من الانسحاب لينفّذ عملية ثانية في محطة وقود بالمستوطنة ذاتها، أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار عليه، ما أدّى إلى استشهاده.
وردّاً على العملية البطولية، اقتحمت قوات الاحتلال، منزل عائلة الشهيد صوف في قرية حارس غرب سلفيت، واعتدت على ساكنيه واحتجزتهم في المنزل وأخضعتهم للتحقيق الميداني، واعتقلت اثنين من أقربائه أحدهما فتى، كما تجمّع عشرات المستوطنين الإسرائيليين عند مدخل قرية حارس، واعتدوا على منازل الفلسطينيين، تحت حماية جيش الاحتلال.
وأفادت مصادر محلية، أن القرية شهدت مواجهاتٍ عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان، وتم إغلاق مداخل القرية وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، بينما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها قدّمت العلاج الميداني لفلسطينية مسنّة، أصيبت نتيجة إلقاء الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع بجوار منزلها.
جاء ذلك في وقت هاجم فيه مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة قرب قرية بورين جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس: إن مجموعة من المستوطنين هاجمت مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصل بين حوارة وقلقيلية، الأمر الذي أدّى إلى تضرّر بعضها.
وحذر دغلس من تصاعد اعتداءات المستوطنين في ظلّ ما تشهده المنطقة من توتر وخاصة في محيط سلفيت.
من جهة ثانية، أصيب فلسطيني 17 عاماً بالرصاص الحي في ساقه الأيمن، كما تم اعتقال طفل 13 عاماً من بلدة بيت أمّر شمال الخليل، بعد قيام جيش الاحتلال بمهاجمة موكب جنائزي لمواطن من البلدة.
وأفادت مصادر إعلامية: إن الشاب أصيب برصاص من سلاح كاتم للصوت، في حين تم نقل الطفل إلى جهة غير معلومة بعد اعتقاله، مضيفةً: إن مواجهات اندلعت على مدخل البلدة الرئيسي بعد منع جيش الاحتلال مرور جنازة مواطن من المدخل باتجاه المقبرة، حيث هاجم الجنود موكب المشيّعين، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق تم علاجهم ميدانياً.
أما في جنوب الخليل، فقد أصيب طفل 12 عاماً برصاصة معدنية مغلّفة بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، واعتقل ثلاثة آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة سنجر.
وأفادت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، بأن الطفل أصيب بعيار معدني أسفل عينه اليمنى، وقد جرى إدخاله لمستشفى دورا الحكومي، بينما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع خلال اقتحامها المنطقة، بينما اعتقلت ثلاثة فلسطينيين وداهمت عدداً من المنازل والمحال التجارية وفتشتها.
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في مدينة البيرة، وبلدات عناتا في القدس، وإذنا في الخليل، وفرعون وعلار في طولكرم، وجبع وعانين في جنين، ومنطقة المرشحات قرب مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، واعتقلت 13 فلسطينياً، كما اعتقلت فتاتين من باحات المسجد الأقصى المبارك.
من جانبهم، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت زوارق بحرية الاحتلال الإسرائيلي، نيران أسلحتها الرشاشة والغاز السام تجاه مراكب الصيادين شمال القطاع، كما فتحت خراطيم المياه تجاه مراكبهم وأجبرتهم على مغادرة البحر.