هل سلك اتحاد كرة القدم الطريق الخطأ بإقامة الدوري وقت المونديال؟
ناصر النجار
لا ندري إن كان من الحكمة أن يُستأنفَ الدوري الكروي الممتاز بعد عودة منتخبنا الوطني من جولته الإماراتية أثناء انشغال العالم كلّه بالمونديال المرتقب، خاصة وأن الخوف على فشله واردٌ من المعارضين لإقامته في بلد صغير مثل قطر.
بعيداً عن هذه المسألة فإن جماهيرنا ستتابع المنتخبات العريقة والكبيرة، ولن تجد الوقت المناسب لمتابعة فرقها بالدوري، إلا إذا وضع اتحاد كرة القدم جدول المباريات في العاشرة من صباح الجمعة أو السبت، وبهذه الحالة نكون قد ابتدعنا شيئاً جديداً في دوريات كرة القدم.
من جهة أخرى فإن إقامة مباريات الدوري مع مباريات المونديال في وقت واحد يضعنا أمام مقارنة ظالمة، كما حدث عندما شاهدنا وجه الشبه بين منتخبنا ومنتخب الجزائر بلاعبيه المحليين، وقد ظهر لاعبونا بمظهر غير لائق أمام عمالقة يمتهنون كرة القدم الجميلة قولاً وفعلاً.
اتحاد كرة القدم ولجنة المسابقات من المفترض أن يكونا منتبهين لحيثيات هذا القرار وتوقيته الخاطئ، وسبق أن تمّ تأجيل الدوري لأسباب أقلّ أهمية من الحفاظ على قدسيته في السنوات السابقة، فهل نستمر بالتأجيل لمصلحة مزاج كرة القدم ولفائدة الأندية، أم إننا سنصمّ أذاننا عن المصلحة الكروية؟.
العوائق من إقامة الدوري كثيرة منها: ستخسر الأندية أغلب جماهيرها، وستخسر الريوع التي ستأتيها من المباريات، وستخسر أيضاً تركيز اللاعبين الذهني الذي سيكون تركيزه منصبّاً أكبر وأعلى على مباريات المونديال.
أيضاً سيكتشف الجمهور حقيقة أنديتنا وفرقنا ولاعبينا وكرتنا، وهذه الحقيقة لندعها مخبأة خلف المونديال، لأن التأجيل أفضل بكثير من تنفيذ روزنامة اخترقت عدة مرات هذا الموسم.
عملياً المراحل التي ستُقام أثناء المونديال أربع، ويمكن تدبرها أثناء الموسم عبر ضغط مرحلة أو أكثر، وهي فكرة أصوب، خاصة وأن كلّ لاعبينا محترفون وقادرون على أداء مباراتين في الأسبوع، وإن لم يكونوا كذلك فهم عالة على الاحتراف وحرام عليهم المال الذي يقبضونه تحت مسمّى الاحتراف.
هناك أفكار أجمل من إقامة الدوري مترافقاً مع المونديال، الفكرة الأولى استمرار المنتخب الوطني بالمعسكر، إنما في دمشق، ولأن كلّ لاعبينا من الدوري المحلي فيمكن لمدرّبنا أن يحلّل لهم مباريات كأس العالم، وأن ينفذ هذه التحليلات بتمارين صباحية، مع العلم أن منتخبنا مقبل على لقاءين مع عُمان آخر الشهر القادم، أي أن الدوري سيتوقف أيضاً، والكلام نفسه يمكن أن يطبق على المنتخب الأولمبي، والكلام نفسه يمكن أن تنفذه لجنة الحكام عبر دورات نظرية تحلّل فيها أخطاء حكام كأس العالم وتمارين يومية لتصحيح هذه الأخطاء.
هنالك الكثير من الأفكار الصالحة للتطبيق في شهر المونديال، ونخشى أن يكون اتحاد كرة القدم سلك الطريق الخطأ!.