صحيفة البعثمحليات

215 طالب ماجستير و60 دكتوراه بكلية الصيدلة.. بتكلفة تجاوزت الـ 3 مليارات

دمشق – لينا عدره

أكدت عميد كلية الصيدلة د. لما يوسف أن عدد طلاب الماجستير بلغ 215 طالباً، فيما وصل عدد طلاب الدكتوراه إلى 60، مشيرة في تصريح خاص لـ “البعث” إلى عدم رفدهم طاقم الهيئة التدريسية في الكلية رغم تكلفتهم المادية خلال السنوات الأربع والتي تصل إلى 60 مليون ليرة وسطياً لكلّ طالب، ليصل إجمالي التكلفة إلى أكثر من 3 مليارات و600 مليون ليرة تتحملها الجامعة!

وأشارت يوسف إلى معاناة الكلية من النقص الحاصل في عدد أعضاء الهيئة التدريسية لأسباب منها تقاعد بعض الأساتذة ووفاة البعض وسفر البعض الآخر، لافتة إلى أنه ورغم حرص الجامعة على تعويض هذا النقص المتوقع عن طريق الإيفاد والتجديد الدائم، إلا أن أعداد المعيدين الذين استنكفوا ولم يعودوا وصلت إلى آلاف الطلاب، مشددة على أن الهدف ليس التعويض العددي بل الجودة العالية، ولاسيما بعد أن كثُر الحديث مؤخراً عن جودة التعليم في الجامعات.

كما أشارت إلى أن الوزارة وضعت ضمن خطتها رؤية واضحة للجامعات الخاصة لتُمكِّنها من بناء قدرتها، من خلال الإيفاد الخارجي أو الداخلي نحو الجامعات الحكومية، وبناءً عليه تؤكد يوسف أنه يتوجّب على الجامعات الخاصة أن تتحمّل مسؤولية وعبء الطالب الموفد للجامعات الحكومية خاصةً وأن تكلفته المادية كبيرة من الممكن أن تجدّد فيها المخابر خاصةً مع النقص الكبير في الأجهزة والتي أصبحت بمعظمها قديمة جداً نتيجة الحصار، ما يدفع الطلاب للتوجه إلى هيئات بحثية أخرى كالطاقة الذرية والتقانة الحيوية، وأحياناً لكليات أخرى كالعلوم التي تمتلك مخبراً ممتازاً. منوهة بخطة الكلية المتضمنة إنشاء مخبر مركزي بأجهزة نوعية، يستفيد منه كلّ طلاب الدراسات ويكونوا تحت رقابتها.

وأكدت على مطالبة من يحصل على الدكتوراه تحت إشراف الجامعة والكلية، أن يخدم الكلية، أسوة بطالب الإيفاد الذي  يتوجّب عليه خدمة الدولة ضعف مدة الإيفاد، وأوضحت: ليس المقصود بذلك أن يخدمها ضعف المدة، وإنما على الأقل أن يخصّص يوماً واحداً، ويتعاقد مع الجامعة الخاصة التي يريدها، خاصةً وأن الكلية مقبلة على تطوير مناهج وخطة دراسية، منوهةً بأن واحدة من القواعد الأساسية للاعتمادية هي نسبة طالب لأستاذ، والتي تدنت اليوم بسبب نقص الأساتذة لتصبح أستاذاً لكلّ 35 طالباً في الجامعات الخاصة، بعد أن كانت أستاذ لكل 20 طالباً، بينما بلغت النسبة في كلية الصيدلة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى أستاذاً لـ168 طالباً بسبب النقص وسياسة القبول التي أدّت لضغط كبير على كليتي الطب والصيدلة، مشيرة إلى تسجيل أكبر دفعة لخريجي الصيدلة في تاريخ التعليم العالي في سورية العام الفائت إذ تجاوز عددهم الـ1500 طالب!

وفي سياقٍ متصل تشير يوسف إلى حاجة الكلية لكواشف ومعدات من الخارج، نظراً لطبيعة الكلية العلمية التطبيقية، ما جعل الطلاب تحت رحمة التّجار، رغم أن السعر يبدو مقبولاً على النت، إلا أن وصوله بلد المنشأ يتضاعف عشرات المرات، والطالب مضطر أن يلتزم بالميزانية التي خصّصتها الجامعة، علماً أن الأخيرة رفعت التمويل لطلاب الماجستير من 200 ألف إلى 500 ألف، والدكتوراه من مليون إلى 3 ملايين وهي غير كافية لاسيما إذا ما علمنا أن تكلفة أي مشروع دكتوراه تتراوح ما بين 20 إلى 25 مليوناً، ما يدفع الطالب للعمل ليتمكن من ردم الفجوة رغم كلّ المساعدات التي تقدمها الجامعة من خلال رفع التمويل أو الطلب من الأساتذة تشكيل استمارات بحثية وتشكيل وحدات وفرق بحثية، إضافة لصندوق البحث العلمي، ولكن تبقى هناك خدمات خارجية سيكون من الصعب دفعها كونها بالعملة الصعبة، معتبرة أن أي بحث يُنجَز في سورية هو أقرب للمعجزة الصغيرة، لأن الطلاب ومعهم أساتذتهم يجترحون معجزات بمحدودية القدرات المتاحة لديهم، لافتةً إلى نشرهم لـ55 مقالة في مجلات عالمية ثلثها تقريباً من الربع الأول والثاني، وهو ما يُحسب لطلاب الماجستير والدكتوراه في الكلية.

وأشارت يوسف إلى استعداد الكلية لمعالجة كلّ الحالات التي قد تشعر بأنها لم تنصف عبر تقديم الطلبات وتعبئة استمارة موجودة على صفحة الكلية، والتي بلغ عددها لغاية تاريخه 38 طلباً ستُوزع على الأقسام لتقوم إدارة الكلية بمناقشتها وإعطاء كلّ ذي حقٍّ حقه.