الموهوبة شام بكور.. شعاع ملهم للرياضة السورية
حلب- محمود جنيد
استقبلتْ حلب بأطيافها الرسمية والشعبية والتربوية يوم أمس ابنتها شام بكور بطلة تحدي القراءة العربي، عائدة من الاستحقاق الذي شرّفت فيه الوطن ورفعت راياته عالياً.
ولأن القراءة هي رياضة العقل التي أجادتها شامنا أو ملاكنا الجميل، وكسبت تحدياً تفوقت فيه على 22 مليون طفل تصغرهم سناً على مستوى الوطن العربي، فقد أراد الرياضيون أن يكون لهم حصة في تكريمها، فجاؤوا بها إلى مقر إقامة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم قبل مباراته الودية الأولى مع منتخب محليي الجزائر، بغرض تكريمها على صنيعها المشرف، فانقلبت الآية بعيون السوريين الذين وجدوا بأن حضور شام التي أقرأت المنتخب أمنيات التوفيق، تكريماً له ونصراً بحدّ ذاته، شام كانت بعيون الرياضيين النموذج الحيّ للتحدي الذي يُحتذى، الموهبة التي يبحث عنها الجميع لتكون شعاع ذهبية أولمبية عالمية جديدة، ليس كطفرة بل ككنوز دفينة ينقّب عنها لتؤسّس قاعدة يُبنى عليها مستقبل مشرق للرياضة السورية في مختلف الألعاب، وتكون حالة عامة متجذرة تنبتُ منها فروع وثمار الإنجازات التي تشرّف الوطن على مرّ العصور المقبلة.
لا نغالي في تصوراتنا، فنحن شعب يحمل جينات وفطرة الإبداع، ومعادلة شام هنا بدأت من خلال مشرفة اكتشفت موهبة شام، وشجّعت الأم الفاضلة لتحتضن وتنمّي هذه الموهبة الفريدة، وتضافرت الجهود من الجهات المعنية لتنتج هذا الإنجاز الملهم، دون احتراف منحرف، أو استقدام مدرّبين أو مشرفين أجانب، أو الالتحاق بمعسكرات خارجية، ولجان ومؤتمرات وخطط خلبية وكوادر، طبعاً مع مراعاة الفوارق والتأكيد على الإسقاط المجازي.
كلّ قبلة طبعها رجال منتخب سورية الوطني الأول لكرة القدم على وجنتي شام، كانت تعبّر عن الامتنان لأنها علّمتهم كيف لفتاة صغيرة أن تبهج شعباً، لأنها حملت لهم في جعبتها مفردات ومحفزات وروائز الانتصار ليتدرّعوا بها.. لأنها منهم.
هم (المنتخب) خسروا بعدها مع محليي الجزائر، لكن عزاءهم بأنهم سبق وفازوا بلقاء شام، لعلّ وعسى أن يأتي اليوم وتنهض رياضتنا، كما فعلت شام من تحت ركام اليتم والمعاناة، وحلقت بنا دون أن تعلق ثوبها الملائكي الأبيض على شماعة الأزمة التي هزمتها بالقاضية الناعمة!.