بيسكوف: شهدنا ردّ فعل هستيرياً مسعوراً للروسوفوبيا حول حادثة الصاروخ الأوكراني
موسكو – تقارير:
أقل من 24 ساعة كانت كافية لتفصل العالم أجمع عن حرب عالمية ثالثة ربّما كان “الناتو” قد خطّط لها مسبقاً، ولكن المعطيات المتوفّرة حتى الآن تؤكّد أن الأمر لم يكن مطلوباً منه على وجه التحديد جرّ قدم الحلف الأطلسي إلى الانخراط مباشرة في هذه الحرب، لأنه موجود فعلياً من خلال إشرافه على جميع العمليات التي يقوم بها النازيون الأوكرانيون ضدّ الجيش الروسي ومدّهم بجميع أنواع الأسلحة، وربما كان مطلوباً أكثر جرّ بولندا من خلال الدعاية الكبيرة التي مارستها الصحف الغربية حول هذا الموضوع، ولكن الذي لم يكن في حسبان الجميع أن بولندا ذاتها ليست مستعدّة للدخول في هذه الحرب بشكل منفرد دون أن يقف الناتو خلفها مباشرة، وهذا ما لم يتحقّق من حيث النتيجة، وصولاً إلى حالة من تساقط أحجار الدومينو إلى الحرب تباعاً، بحيث تبقى الدول الغربية في منأى عن هذه الحرب.
فقد أكد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه لا علاقة لروسيا بالحادث الذي وقع في بولندا، وأنه ليس هناك أي علاقة أيضاً للضربات التي تنفذها روسيا بأوكرانيا بذلك.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله: “لم يكن هناك سبب للتصعيد، والبولنديون لديهم كل الوسائل الممكنة للإبلاغ الفوري أن الشظايا تعود لصاروخ إس-300 الأوكراني، وحينها سيفهم كل الخبراء أننا نتحدّث عن صاروخ ليس مرتبطاً بالقوات الروسية”، مبيّناً أننا شهدنا ردّ فعل هستيرياً آخر مسعوراً للروسوفوبيا لم يكن مستنداً إلى معطياتٍ حقيقية.
وأوضح بيسكوف أنه لا ينبغي التسرّع في التقييمات والتصريحات التي يمكن أن تصعّد الموقف ولاسيما في مثل هذه اللحظات الحاسمة، لافتاً إلى أن الموقف الأمريكي إزاء هذا الحادث كان أكثر اتزاناً وكان مخالفاً للمواقف الأخرى التي اتسمت بالهيستيريا مثل الموقف البولندي وموقف عدد آخر من الدول.
وكان رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف أكد في وقت سابق اليوم، أن التهم الموجّهة لروسيا بشأن الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية لا أساس لها، وتصرف الانتباه عن الجرائم التي ارتكبها نظام كييف.
ونقلت وكالة تاس عن كارتابولوف قوله اليوم: إن التقارير الصادرة عن بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول سقوط قذائف مزعومة روسية على أراضي بولندا هي استفزاز، مشدّداً على أنه يجب على الجميع أن يضعوا في اعتبارهم أن أنواعاً مختلفة من الاتهامات الموجّهة لروسيا تشتت الانتباه في المقام الأول عن الجرائم التي ارتكبها نظام كييف، ويتم ذلك كالمعتاد دون تقديم أي دليل.
وكان الرئيس البولندي أندريه دودا رجّح اليوم أن يكون مصدر الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية هو القوات الأوكرانية، وقال: لا شيء يشير إلى أنه كان هجوماً متعمّداً على بولندا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية نفت في وقت سابق إطلاق القوات الروسية أي صواريخ باتجاه منطقة الحدود الأوكرانية البولندية، ووصفت الحادث بأنه “استفزاز متعمّد”، بينما أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن حلف الناتو والشركاء في مجموعة السبع الكبار اليوم بأن الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف أن حطام الصاروخ الذي سقط فوق بلدة بولندية، هو من منظومة القوات الجوية الأوكرانية.
وقال كوناشينكوف في تصريح للصحفيين في موسكو اليوم: إن صور الحطام الذي عثر عليه في محيط بلدة برزيودوف حدّدها المتخصصون الروس في المجمع الصناعي العسكري بشكل لا لبس فيه على أنها أجزاء من صاروخ إس 300 تابع للقوات الجوية الأوكرانية.
ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية فإن جميع تصريحات وسائل الإعلام البولندية حول السقوط المزعوم لصواريخ روسية هي استفزاز متعمّد بغرض التصعيد.
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الروسية اليوم السفير البولندي في موسكو كرزيستوف كراجيفسكي على خلفية المزاعم البولندية بسقوط صاروخ روسي داخل أراضيها.
ونقلت روسيا اليوم عن المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قولها على قناتها في تليغرام: تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية.
وفي بيان للخارجية صدر في وقت سابق اليوم وصفت الوزارة ردّ الفعل العلني لعدد من دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” على حادثة الصاروخ بـ”المشين”، حيث نشرت وسائل الإعلام الأجنبية مزاعم كاذبة بأن روسيا تقف وراء سقوط صاروخ على بولندا دون الرغبة في فهم وإيضاح الوضع.
وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف أكد أن الدول الغربية تسعى لإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة من خلال تصعيدها للصراع مع روسيا.
ونقلت سبوتنيك عن ميدفيديف قوله عبر حسابه على تويتر اليوم: “تثبت قصة الضربة الصاروخية الأوكرانية على مزرعة بولندية شيئاً واحداً فقط، وهو أن الغرب من خلال حربه الهجينة مع روسيا يزيد من احتمالية اندلاع حرب عالمية”.