عبد اللهيان: الشعب الإيراني لن يسمح إطلاقاً بالتلاعب بأمنه
طهران- تقارير
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الشعب الإيراني لن يسمح إطلاقاً بأن يتم التلاعب بأمنه ومصالحه من الدول الأجنبية والإرهابيين الذين يتلقون الدعم منها.
وقال عبد اللهيان في رسالة إلى نظيره الصربي (ايفيتسا داتشيج): إن إيران باعتبارها واحدة من الدول التي عانت الإرهاب والتطرّف لطالما كانت السباقة في مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي وقدّمت في هذا السياق الكثير من الشهداء بمن فيهم القائد الشهيد قاسم سليماني، مضيفاً: إن هناك أنظمة تدّعي مكافحة الإرهاب لكنها تحاول بشتى السياسات الشريرة ومنها التحريض على العنف والاغتيالات أن تثني إيران عن مواصلة المضي في مسار التقدم، وذلك بعد فشل سياسة الضغوط القصوى التي مارستها ضدها.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في نجاح التعاون بين إيران والدول المستقلة بما فيها صربيا في اتخاذ خطوات قيّمة لمكافحة ظاهرة الإرهاب البغيضة بشكل حقيقي والتصدي للسياسات المخادعة التي تنتهجها قوى الغطرسة العالمية.
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير أستراليا لدى طهران لإبلاغه احتجاجها على تصريحات مسؤولي بلاده التدخلية في شؤون إيران.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في تصريح له اليوم: إن رئيس وزراء أستراليا ومسؤوليها اتخذوا نهجاً خاطئاً حول التطوّرات الداخلية في إيران وتعاملوا مع معلومات كاذبة يمكنها أن تسيء للعلاقات بين البلدين.
وأضاف كنعاني: نحن مستعدون لتقديم الرواية الصحيحة للحكومة الأسترالية بعيداً عن الصخب الإعلامي حول التطوّرات في إيران، مشيراً إلى أن الاحترام المتبادل والاعتماد على الحقائق هو أفضل طريقة لمنع الارتباك في الدبلوماسية، ولافتاً إلى أن استراليا بسجلها المعقد في حقوق الإنسان ومنع إجراء تحقيق مهني في انتهاكاتها تفتقر لأدنى شرعية أخلاقية لإعطاء المواعظ حول حقوق الإنسان، مؤكداً أن إيواء الجماعات الإرهابية والانفصالية والصمت حيال الهجوم الإرهابي الوحشي على مرقد شاهجراغ في شيراز من الحكومة الأسترالية علامة على ازدواجية المعايير تجاه حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أنه تم اعتقال عناصر من المخابرات الفرنسية وعناصر مرتبطة بتنظيم “داعش” الإرهابي، خلال أعمال الشغب الأخيرة في البلاد.
وقال وحيدي خلال اجتماع للحكومة الإيرانية اليوم: إن أعداء إيران حاولوا من خلال هذه الأعمال زعزعة الأمن والاستقرار ووقف الحركة العلمية للبلاد، إلا أن هذه الخطط باءت بالفشل، وإن القوى الأمنية الإيرانية وقفت في وجه تحقيق هذه الأغراض الخبيثة، مشيراً إلى أنه تم اعتقال عناصر من جنسيات متعدّدة خلال أحداث الشغب التي شهدتها إيران، بينهم عناصر من الاستخبارات الفرنسية وإرهابيون كان لهم دور كبير في هذه الأعمال.
كذلك أعلنت استخبارات الحرس الثوري الإيراني اليوم القبض على جاسوس يعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلي في محافظة كرمان جنوب شرق إيران.
وأوضحت في بيان أن الجاسوس اعترف بأنه رأى على الإنترنت إعلاناً لوظيفة تابعة للموساد الإسرائيلي، وأرسل طلباً عبر البريد الإلكتروني، حيث تم تجنيده للعمل لمصلحته، مضيفاً: إن الجاسوس أبدى استعداده لاتخاذ أي نوع من الإجراءات بما يتماشى مع أهداف جهاز المخابرات الصهيوني في إيران، وأرسل جميع وثائق هويته لضباط الموساد.
وأشار البيان إلى أن الموساد قام بتوجيه الجاسوس لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل واتس اب وانستغرام وتلغرام ومواقع الإنترنت لإرسال المعلومات المطلوبة منه، لافتاً إلى أنه تم تتبّع أنشطته والكشف عنها قبل إلقاء القبض عليه.
أمنياً أيضاً، ألقت الشرطة الإيرانية القبض على90 شخصاً وضبطت 116 قطعة سلاح غير مرخصة كانت بحوزتهم، وذلك في إطار تنفيذ خطة جمع الأسلحة غير القانونية في محافظة خوزستان الواقعة جنوب غرب البلاد.
وفي تصريح اليوم لوكالة فارس، أعلن قائد قوات الشرطة العميد محمد صالحي أنه تم ضبط 116 قطعة سلاح غير مرخصة تحتوي على 41 قطعة سلاح حربي إضافة إلى 75 قطعة سلاح صيد غير مرخصة و566 طلقة، والقبض على 90 شخصاً ممن يمتلكون هذه الأسلحة خلال عمليات التحرّي التي استمرّت أربعة أيام، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بهدف رفع مستوى الأمن العام.
وشدّد صالحي على أن قوات الشرطة ستتصدّى لكل من يريد الإخلال بالنظام والأمن وخاصة الذين يمتلكون أسلحة غير مرخصة.
وكان حرس الحدود الإيراني ضبط في الـ7 من الشهر الجاري شحنة أسلحة على الحدود الجنوبية الشرقية متجهة إلى محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد، بينما أعلن الحرس الثوري الإيراني أيضاً ضبط كمية من الأسلحة والذخائر في محافظة أذربيجان الغربية كان من المقرر استخدامها لارتكاب عمليات قتل خلال أعمال الشغب.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل 3 من عناصر قوات الأمن خلال التصدّي لأعمال شغب جرت في مدن مختلفة في البلاد الليلة الماضية.
وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”: إن ضابطاً من الحرس الثوري أصيب بالرصاص من أحد مثيري الشغب في مدينة بوكان التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية شمال غرب البلاد ما أدّى إلى استشهاده، بينما أعلن المدّعي العام لمحافظة فارس جنوب البلاد عن استشهاد عنصر من قوات التعبئة في مدينة شيراز نتيجة قيام المشاغبين بإلقاء زجاجة حارقة عليه.
وفي مدينة كامياران التابعة لمحافظة كردستان غرب البلاد، قتل أحد عناصر الحرس الثوري برصاص مجهولين خلال التصدّي لأعمال شغب وقعت في المدينة.
كذلك ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على إرهابيين اثنين كانا يخطّطان لارتكاب أعمال تخريبية في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران.
وأوضح مصدر أمني أنه تم ضبط كمية من الأسلحة بحوزة الإرهابيين خلال عملية توقيفهما.
من جهة أخرى، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي رفض بلاده المسوّدة الحالية لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجّه ضدّها.
وأشار إسلامي في تصريح له اليوم إلى اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية ومسوّدة القرار الذي طرحته الدول الغربية ضد إيران، وقال: إن “تبنّي سياسة الضغط الأقصى ونشر الاتهامات ضد إيران من المتعجرفين والصهاينة هو من طبيعة المدمنين على العقوبات وعلى هذه السياسة، وهم يعلمون أن ما صاغوه غير صحيح وترفضه طهران بشكل كامل”.
وأوضح إسلامي أن بلاده ردّت على جميع الادّعاءات والاتهامات الغربية، معتبراً أنه “لو كانت لدى الأطراف الغربية نيّات حسنة لواصلوا المفاوضات، وما أقدموا على صياغة مسوّدة قرار كهذه”.
ولفت إسلامي إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية تتابع استمرار المفاوضات حول رفع الحظر المفروض على البلاد، مشدّداً على أن “إيران لديها خطة مصدّق عليها ومقنّنة ومعلنة للنهوض ببرنامجها في القطاع النووي، ومستمرة في الإطار نفسه”.