بيسكوف: الناتو والولايات المتحدة مسؤولان عن حادثة الصواريخ في بولندا
موسكو – تقارير:
بالطريقة ذاتها التي يقوم بها الغرب بتحميل مسؤولية الأحداث لروسيا عادة، من خلال قوله: لو لم تقم روسيا بالحرب لما سقطت الصواريخ الأوكرانية في بولندا، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الناتو والولايات المتحدة يتحمّلان في نهاية المطاف المسؤولية عن حادثة الصواريخ في بولندا، وهما السبب الأساسي لها.
وأضاف بيسكوف: “يتحدّث الأمريكيون في سياق أنه.. لولا هذا وذاك ما كان حدث ذلك.. نرى أن سبب كل شيء هو الناتو والولايات المتحدة”.
وكانت أشارت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، في بيان خاص، إلى أنه مهما كانت الاستنتاجات النهائية لحادث سقوط الصواريخ في بولندا، فإن المسؤولية عن ذلك تقع في النهاية على عاتق “روسيا التي أطلقت صواريخ على أوكرانيا”.
أما ينس ستولتنبيرغ الأمين العام للناتو فقد أقرّ أمس بأنه وفقاً للمعلومات التي تشير إلى إطلاق صواريخ دفاع جوي أوكرانية، فإنها هي التي تسبّبت في الحادثة وعدم ضلوع روسيا، إلا أنه حمّل روسيا المسؤولية في النهاية عن سقوط الصاروخ الأوكراني في بولندا، لأنه لو لم يكن هناك صراع لما حدث هذا الحادث حسب تعبيره، قائلاً: “كلنا نتفق أيضاً على أن روسيا مسؤولة لأنها مسؤولة عن الحرب التي أدّت إلى هذا الوضع”.
وفي شأن آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين: إن الغرب يزعم وجود تعاون بين روسيا وإيران في مجال الدرونات للتمويه على فشله في تنفيذ الاتفاق النووي.
وأضاف: “كل هذا ليس أكثر من تمويه يفتعله الغرب عن عمد لإخفاء عدم قدرته على ضمان التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة والعودة إلى التزاماته بموجب الاتفاق النووي”.
ووفقاً له، تواصل موسكو لفت انتباه الأمريكيين والأوروبيين، بما في ذلك بمجلس الأمن الدولي، إلى أنهم “ملزمون بالعودة إلى المجال القانوني لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 والتوقف عن انتهاكه”.
وتابع نائب الوزير الروسي: “من جانبنا، لا نرى وجود أي بديل معقول لخطة العمل الشاملة المشتركة. أي خطط أخرى هي طريق مباشر للتصعيد مع عواقب وخيمة وربما لا رجعة فيها على الأمن الدولي وحالة الأسواق العالمية. يجب أن تتفهّم الأمم المتحدة كل ذلك”.
تزعم الدول الغربية بأن إيران تزوّد روسيا، حالياً بطائرات دون طيار لتستخدمها في العمليات العسكرية في أوكرانيا، لكن موسكو وطهران تنفيان ذلك بشكل قاطع.
وفي وقت سابق، طلبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا من الأمانة العامة للأمم المتحدة إرسال خبرائها إلى أوكرانيا للتحقيق في انتهاك إيران للقرار 2231، الذي يحظر على إيران المتاجرة بأنواع معيّنة من المنتجات دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الطائرات دون طيار. لكن روسيا عارضت ذلك وشدّدت على أن الأمانة العامة تنفّذ وظيفة فنية بحتة ولا تملك صلاحيات التحقيق، وعلى أن هذا الطلب يتعارض مع المادة رقم 100 من ميثاق المنظمة الدولية.
من جهة ثانية، وفي تعليق لها على ما زعمه كين ماكالوم رئيس جهاز الأمن البريطاني MI5، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الصحافة البريطانية لن تسأله أبداً عن عدد الجواسيس البريطانيين.
جاء ذلك في منشور لها بقناتها الرسمية على تطبيق “تليغرام”، حيث كتبت: “يقول رئيس جهاز مكافحة التجسّس البريطاني MI5: إن من بين 600 دبلوماسي طردوا من أوروبا هذا العام، كان 400 منهم جواسيس.
إلا أن الصحافة البريطانية لن تسأل ماكالوم أبداً عن عدد الجواسيس البريطانيين المنتشرين حول العالم، فهل هذا أمر لا يهم؟ أم أنهم يعرفون مصيرهم فيما بعد؟.
بالمناسبة، وذلك سؤال مثير للاهتمام: تُرى كم عدد الجواسيس البريطانيين الذين عملوا في السفارة البريطانية في روسيا حتى عام 2022، وكم عددهم الآن؟ هل تعتقد أن السفيرة البريطانية في موسكو ستكون قادرة على الحديث حول هذه القضية بشكل علني مثل أخيها الأكبر ماكالوم؟”.
وكان رئيس جهاز الأمن (MI5) قد قال في إفادته السنوية بشأن التهديدات التي تتعرّض لها بريطانيا: إن عدداً هائلاً من المسؤولين الروس طُردوا من جميع أنحاء العالم بما في ذلك أكثر من 600 من أوروبا، واعتبر 400 من هؤلاء جواسيس.
وقال ماكالوم: إن بريطانيا رفضت منذ ذلك الحين أكثر من 100 طلب تأشيرة دبلوماسية روسية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.