مؤتمرات حلبية مهجورة!
نبض رياضي
البعث الأسبوعية – رياضة – محمود جنيد:
الهجران كان عنواناً عريضا لمؤتمرات الأندية الحلبية، وكبيريها أهلي حلب و الحرية هنا على وجه التحديد، فالحضور كان خجولاً على مستوى العدد و الطرح، معبراً عن حالة التصحر الرياضي التي وصلنا إليها ونحن نتحدث هنا عن القاعدة الأولى للبناء أي الأندية ومؤتمراتها ( الجمعيات العمومية) فاقدة الشيء، فعندما يقتصر الحضور في مؤتمر سنوي لناد بحجم أهلي حلب على نحو ثمانين شخصاً، و الحرية نحو أربعين، فإن ذلك كفيل بالتأكيد على أن هذه المؤتمرات فقدت هويتها وما هيتها.
قد يكون للغياب أسباب أخرى مثل التوقيت الخاطئ والدعوة الفيسبوكية الفقيرة، وغياب الأصول البروتوكولية للشخصيات الاعتبارية من قدامى وخبرات وحتى الإعلام، لكن الثابت أن هناك حالة من الملل وفقدان الثقة، والإشباع لحد التخمة من ” لعبة” السوشال ميديا وحواراتها التي لا تحدها حدود أو ضوابط، في حين طغت في الغالب المداخلات و الطروحات السطحية بطابع شخصي تصيدي أو انتقامي كردة فعل على فعل إقصائي من قبل الإدارة مثلاً، أو الاستعراضي لإسهامات وبطولات خلبية يكثر آباؤها، بينما غابت النقاشات البناءة التقييمة التصويبية ، وكيف أن نجد الحلول استراتيجية لمعضلات قائمة وأزمات متفاقمة مثل الأزمة المالية و الاستثمارية، بمنعكساتها على الواقع الفني في ظل الاحتراف الذي بات بحاجة إلى تسوية تعدل انحرافه، وقد أفلس الأندية في المتاهات.
الحقيقة الراسخة في الأمر هو غياب التوازن عن معادلة واقعنا بين الأندية والاتحاد الرياضي العام، والرابط بينهما وهو التنفيذيات (محلول)، ومخرجات المؤتمرات من توصيات ومقترحات لا تجد سبيلها للتطبيق، وبالتالي فإن المؤتمرات لم يعد هناك من حاجة لجعجعتها الفارغة، واحتياجات الأندية للتطوير تصطدم بأفكار بائدة تحتاج إلى إعادة نظر، سيما على مستوى إدارة الدعم المادي والشأن الاستثماري المكبل بالإجراءات و الروتين القاتل.
أما اللافت، فهو أن المؤتمر السنوي لقطبي الرياضة الحلبية الأهلي والحرية، نظمته لجنتي تسيير أمور مؤقتتين، الأولى نبت على لسانها شعر وهي تطالب بالترميم و دون فائدة ليتبين بأن تنفيذية حلب لم تعد تتعامل بالمطالب الشفهية، بل تريد كتاباً مخطوطاً بشكل رسمي لترفعه للمكتب التنفيذي، وهذا بعد كل الوقت المهدر و المناشدات التي لم تلق التجاوب، أما المؤقتة الثانية ( نادي الحرية) التي طالب مناصروها بتثبيتها خلال المؤتمر السنوي، فقد جاءت على أنقاض إدارة ما إن و حققت أهم انجاز بالنجاح و بعد معارك طاحنة برفع قيمة أحد الاستثمارات بنسبة 150% تقريباً، و خفضت حجم ديون النادي من 584 مليون تقريباً إلى نحو 40 مليوناً، حتى جاء قرار حلها، وسبق ذلك قرارات متخبطة أخرى بين تعيين وحل و إعادة تشكيل وهو ما يعكس الواقع الذي تعيشه الرياضة الحلبية.