تحركات اليابان تقوض ثقة جيرانها
عائدة أسعد
أعلنت اليابان مؤخراً عن عضويتها الرسمية في “مركز التميز للدفاع الإلكتروني التعاوني” التابع لحلف الناتو، ورداً على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: “يجب أن تكون منطقة شرق آسيا منطقة سلام وتنمية وليست ساحة للصراع الجيوسياسي”.
لقد شاركت اليابان العام الماضي في تمرين “ألعاب الحرب الإلكترونية” الذي ينظمه مركز مركز التميز للدفاع الإلكتروني التعاوني” كل عام، وهذا قبل أن تصبح عضواً رسمياً في هذا المركز الذي تأسس في العام 2008، بعد سلسلة من الهجمات الإلكترونية في العام السابق من أجل شل قدرات إستونيا لأسابيع.
وفي واقع الأمر، لطالما كانت اليابان مشاركا في الناتو، ففي وقت مبكر من عام 2018، أنشأت بعثتها الدائمة لدى الناتو، وعينت سفيرها لدى التحالف العسكري في العام نفسه.
وفي نيسان من هذا العام، حضر وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي اجتماع وزراء خارجية الناتو، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يقوم فيها وزير خارجية ياباني بذلك.
إن الانضمام إلى “مركز التميز للدفاع الإلكتروني التعاوني” يعني خطوة إلى الأمام، لأن المركز عبارة عن مؤسسة أبحاث عسكرية معتمدة من الناتو، وبالتالي منظمة تحالف عسكري في حد ذاتها، وبذلك تكون اليابان تتجاوز الدستور السلمي الذي ينص على أنه لا يمكن للبلاد المشاركة في أي منظمة لتحالف عسكري.
تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى الانضمام إلى” مركز التميز للدفاع الإلكتروني التعاوني”، قامت اليابان بزيادة ميزانيتها العسكرية بشكل كبير، ووقعت معاهدة تعاون أمني مع أستراليا لتوسيع مساحة قوات الدفاع الذاتي، وتواصل دفع حدود دستورها السلمي من أجل تمهيد الطريق لمراجعته، بحيث باتت كل هذه الأمور تقوض ثقة جيرانها تدريجياً.
يوجد لدى دول شرق آسيا أكثر من سبب كافٍ للشك بشأن الدافع وراء تحركات اليابان، وهناك مخاوف من أن يشكل التوسع العسكري الياباني تهديداً للسلام والتنمية في المنطقة ككل. من هنا تحتاج اليابان إلى أن تأخذ في الاعتبار علاقاتها مع جيرانها والسلام والاستقرار في شرق آسيا، بدلاً من محاولة إبراز عضلاتها كي يتم قبولها في عصابة الغرب المتنمرين.