الفنان الروسي يوري لاينشن ضيف معرض المنتجات الحرفية في الحديقة
حلب- البعث
استضافت حديقةُ حلب معرضاً للمنتجات اليدوية الحرفية التراثية والفنية في مركز المحترف السوري، بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي.
وتنوّعت المعروضات بأصالتها بين أكثر من ثلاثين حرفة، منها النول اليدوي والسجاد وزركشاته ورسوماته، وصناعة أثاث وفنيات من القصب، وأعمال فنية مختلفة منها لوحات اتسمت بتشكيلات حروفية وخطية ومشاهد طبيعية وعمرانية وزخرفية، إضافة لحكايات ترويها الأدوات الزجاجية التي لا تنسى سورية كموطن أول لها، بل تتشبّث به على مختلف العصور والحقب عابرة برمالها ونبضات صانعيها إلى المستقبل.
وبهذه المناسبة، صرّح علي الأحمد مستشار المركز الثقافي الروسي لـ”البعث”: زيارة الفنان والخبير الروسي يوري لاينشن لسورية، وهو الفنان العالمي الذي أقام 54 معرضاً دولياً، تأتي بقصد الاطلاع على مهد صناعة الزجاج في العالم سورية، والتعرف على تكنيك هذه الصناعة، لينقلها إلى الفنانين والحرفيين الروس، ومن ثم.. كيف يمكن لنا أن نستنهض هذه الصناعة.
واسترسل: سيشاركنا بتقديم تقنياته وخبراته الفنية تطبيقياً في 21 من الشهر الجاري في عرض مباشر لورشة عمل مع الفنانين السوريين في خان أسعد باشا، بالتشارك بين كلّ من وزارة الصناعة والثقافة والسياحة. وأضاف: سعداء بهذه الزيارة التي تشمل متحف حلب الوطني، إضافة لزيارة لدمشق، وسيستمر التفاعل بين الطرفين السوري والروسي لاستعادة الصناعة التراثية وجمالياتها وفنونها بأسلوب معاصر.
بينما شكر الفنان الروسي يوري لاينشن الجهات الحكومية على تبادل الخبرات بينها والمركز الثقافي الروسي.
وأكد محمد حسام حلاق رئيس الجمعية الحرفية على حيوية هذا التفاعل بين الطرفين السوري والروسي، وتأتي زيارة هذا المعرض ليطلع الفنانون الروس على استمرارية هذه المنتجات السورية اليدوية وحرفيتها الجمالية عبْر الأجيال.
بدوره، أخبرنا مصطفى نو رئيس مركز المحترف السوري عن هذا المركز كجمعية تأهيل وتدريب غير ربحية، مؤلفة من 30 حرفياً، بأكثر من 30 مهنة فنية يدوية تراثية ومعاصرة، منها الكروشيه، أشغال وتشكيلات الإبرة، التطريز، القصبة، المكرميات، الثريات، اللوحات، الزجاج، الأرابيسك، الخط العربي، الزخرفة، صناعة السجاد، التصوير، النحت، الجلديات، الكنفا، صناعة الشموع، وجميعنا فريق واحد نعمل بيد واحدة، ونقيم المعارض، ونعمل توصية لشيوخ الكار، ونقيم دورات مجانية بشكل دوري، لكتائب البعث، وجرحى الوطن، وذوي الاحتياجات الخاصة.
وعن مشاركته، أخبرنا الفنان إيدار جودت عضو المجلس الاستشاري الشركسي، بهذا المعرض بمجسم صلصالي لوجه بطولي متفائل، قائلاً: نصر سوري يمسّ شغاف القلب، هذا ما وددتُ التعبير عنه من خلال هذه القطعة الصلصالية التي لم تجفّ بعد، لأجسّد شخصية منتصرة تتطلع بقلبها وعينيها ووجهها وملامحها وأملها إلى الأعلى وإلى المستقبل.
وبينما ما زالتْ ترسم لوحتها، قالت الفنانة الحلبية الأرمنية تالين طرقجيان: أرسم امرأة عربية تتأمل في بيتها، والحزن نافر من أعماقها إلى قلبها، وأشعر بأن هذه الفنون التراثية واليدوية تحافظ على سلسلة زمنية من تأريخ الأجداد الأرمن والسوريين.
ثم أشارت إلى عدة لوحات من أعمالها بين الزخرفة والشخصيات، وأكدت: في هذه اللوحة البانورامية أعبّر عن أمكنة جغرافية ومعالم متنوعة في أرمينيا، منها الكنائس وجبال أرارات وما بعدها من فضاء وتأريخ ومعاناة وأمل، كما رسمت في لوحة أخرى فضاء متدرجاً للأحمر الجلّناري وكتبت الأحرف الأرمنية بتشكيل متجذّر وممتد.