بوتين: جرائم النازية المثبتة بشكل قانوني لا يمكن تبريرها والعفو عنها
موسكو – تقارير:
في مواجهة المحاولات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تلميع الأفكار النازية وفرضها مجدّداً على المجتمعات الأوروبية، وذلك فقط من أجل توجيه العداء نحو موسكو وإحلالها بشكل إجباري، بعد شيطنتها، محل ألمانيا النازية، حيث تعمل كل من واشنطن ولندن بشكل حثيث على ذلك، لابدّ من قيام روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي السابق بتظهير جرائم النازية وفضحها، كي لا يتمكّن النازيون من العودة مجدّداً إلى السلطة في القارة الأوروبية من خلال نشر ظاهرة “روسوفوبيا” وإحلالها محل العداء للنازية.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جرائم النازيين التي تم تقييمها بشكل لا لُبس فيه من محكمة نيورمبرغ لا يمكن تبريرها والعفو عنها.
وجاء ذلك في برقية ترحيب بالمشاركين ومنظمي المنتدى الدولي العلمي العملي المنعقد اليوم في غاتشينا بمقاطعة لينينغراد تحت عنوان “بدون قانون تقادم.. الإبادة الجماعية للشعب السوفييتي على يد النازيين والمتواطئين معهم خلال الحرب الوطنية العظمى.. تفكير تاريخي وممارسة قضائية”.
وأضاف بوتين: “يجب علينا نحن والأجيال القادمة أن نفهم العواقب الوخيمة التي يؤدّي إليها التواطؤ مع النازية”.
وأعرب بوتين عن ثقته بأن المنتدى سيُعقد بطريقة خلاقة وبنّاءة، وأن نتائج عمله ستسهم في تنفيذ مشروع (بدون قانون تقادم)، الذي يهدف إلى الحفاظ على ذكرى الحرب الوطنية العظمى.
وفي شأن آخر، تعهّد الرئيس الروسي بمساعدة البلدان التي تعاني نقص الغذاء بسبب سياسة المغامرات التي ينتهجها الغرب، عبر فرض العقوبات ضد روسيا وتداعياتها على العالم.
ونقلت قناة آر تي الروسية عن بوتين قوله خلال اجتماع لبحث واقع القطاع الزراعي الروسي اليوم: “نحن نساعد وسنواصل مساعدة البلدان التي تواجه نقص الغذاء، بسبب الاضطرابات الناجمة عن مغامرات بعض الدول الغربية التي تمارس سياسات غير مهنية”، موضحاً “أنه حتى قبل العقوبات استخدمت بعض الدول والشركات العالمية امتيازاتها الاحتكارية والتعديل الوراثي للمزروعات لمنع المنافسين من دخول الأسواق وإزاحتها منها”.
وكان وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف صرّح في وقت سابق بأن روسيا مستعدة لتزويد البلدان المحتاجة بـ500 ألف طن من الحبوب مجاناً في الأشهر الأربعة المقبلة، كما أعلن الرئيس بوتين عن تبرّع روسيا بـ300 ألف طن مجاناً من السماد للبلدان المحتاجة.
إلى ذلك، أعلن المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا تبحث بنفسها عن أولئك الذين أعدموا أسرى الحرب الروس، مشدّداً على ضرورة العثور عليهم ومعاقبتهم.
وردّاً على سؤال صحفي بهذا الخصوص، قال بيسكوف وفقاً لوكالة نوفوستي: “روسيا ستبحث بنفسها عن مرتكبي هذه الجريمة ويجب العثور عليهم ومعاقبتهم”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الـ18 من الشهر الجاري أن قوات كييف أعدمت أكثر من 10 أسرى حرب من الجنود الروس، مشيرة إلى أن الفيديو المنشور لهذه المذبحة الجماعية بحق الأسرى الروس العزل، يؤكد طبيعة نظام كييف الوحشية ومن يدافعون عنه ويدعمونه.
وفي سياق آخر، أكد بيسكوف أن تغيير السلطة في كييف لا يعدّ هدفاً للعملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس، موضحاً أن روسيا تدعو جميع الدول إلى التأثير في أوكرانيا لوقف قصف محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.
وبيّن بيسكوف أن الكرملين لا يناقش احتمال إقامة موجة ثانية من التعبئة في الاتحاد الروسي.
وكانت روسيا دعت في أيلول الماضي إلى تعبئة جزئية للاحتياطيين نتج عنها تجنيد أكثر من 300 ألف عسكري في صفوف القوات الروسية.
وبشأن نشاطات الرئيس الروسي الدولية، صرّح بيسكوف أنه لم يتم تحديد موعد لإجراء محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن القضايا الدولية، لافتاً إلى أن بوتين يستعدّ في المقابل للمشاركة في قمة منظمة التعاون الاقتصادي في العاصمة القرغيزية بيشكيك، كما يعتزم عقد اجتماع منفصل مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في الـ23 من هذا الشهر على هامش قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن روسيا وكوبا تواجهان حزمة كبيرة من العقوبات، مشدّداً في الوقت ذاته على أن هذه العقوبات لا يمكن أن توقف تطوّرهما.
ونقلت وكالة نوفوستي عن مدفيديف قوله أثناء لقائه الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في موسكو اليوم: إن الوضع صعب للغاية، حيث يواجه بلدانا تياراً لا نهاية له من العقوبات والقيود، وبهذا المعنى لدينا شيء نتبادله في هذا الصدد، مضيفاً: تحمل الخبرة المتوافرة لدى كوبا في هذا المجال طابعاً لا يقدّر بثمن.
وأضاف مدفيديف: سنواصل اتصالاتنا الجيّدة، وسنعزّز العلاقات الاقتصادية والتعليمية وغيرها بين بلدينا، لافتاً إلى أهمية مواصلة تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين.