هل تحلّ “بريكس بلس” محل مجموعة العشرين؟
هيفاء علي
يشير الخبراء والمحلّلون إلى أن مجموعة العشرين، التي انعقدت مؤخراً في إندونيسيا، بصفتها هيئة استشارية دولية، تعيش أيامها الأخيرة، وسوف تحلّ محلّها مجموعة “بريكس بلس”، حيث رفضت معظم الدول إلقاء اللوم على روسيا في كلّ المشكلات التي يواجهها العالم اليوم. لذلك توقع المحلّلون أن القمة لن تنتهي بقرار نهائي، بل كان البيان الختامي واسعاً، وأكثر صرامة.
قبل القمة، التي غاب عنها الرئيس الروسي بوتين، أشار العجوز بايدن إلى “الخط الأحمر” في علاقاته مع الصين، والذي تمّ رسمه منذ وقت طويل، أي مسألة تايوان. في السياق، تحتاج الصين إلى ضمان واضح من واشنطن بأن الولايات المتحدة لا تدعم اختيار تايوان للاستقلال، وهذا الأمر غير واقعيّ، لأن الديمقراطيين لن يرفضوا دعم الحزب الانفصالي التايواني الحاكم، بينما سيدعم الجمهوريون شحنات الأسلحة المرسلة إلى الجزيرة. لذلك، وبحسب المحللين، فإن الصراع بين بكين وواشنطن أمر لا مفرّ منه، ذلك أنه لدى الولايات المتحدة نفوذ ضئيل لممارسة ضغط عقوبات على الصين، لأنه سيكون لها تأثير مرتد على الولايات المتحدة، في حين لا يمكن لبكين إلا أن تسخر من العزلة الاقتصادية والدبلوماسية عن الغرب، فهي تتمتّع باقتصاد مكتفٍ ذاتياً وخيار كبير من الشركاء الذين يمكنهم توفير الوقود والغذاء لها. بمعنى ستفشل العقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى “احتواء” الصين تماماً كما فشل الغرب في إضعاف روسيا عبر الصراع في أوكرانيا، فالأزمة الأوكرانية مجرد مقدمة للأزمة الكبرى القادمة، وهذا ما عبّر عنه الأميرال تشارلز ريتشارد في مقال رأي نُشر على موقع “وول ستريت جورنال” عندما لفت إلى أنه لن يمرّ وقت طويل قبل أن يتمّ اختبار العالم بطريقة لم يتمّ اختبارها منذ فترة طويلة، مضيفاً أنه عند تقييم مستوى ردع بلاده ضد الصين، فإن السفينة تغرق ببطء، وبالتالي يبدو أن على بكين وواشنطن الاستعداد للحرب، إذ ستساهم في ذلك عوامل خارجية أخرى، مثل التعاون بين روسيا والصين والسعودية في إطار “أوبك+”، حيث يستعد شي جين بينغ لزيارة الرياض، والتي من المتوقع أن تكون غير مسبوقة، وستضغط بكين من أجل انضمام السعودية مجموعة إلى “البريكس”. كما سيتمّ تطوير بديل مجموعة العشرين كجزء من تحالف “بريكس بلس” الذي سيواصل إضافة المزيد من اللاعبين المؤثرين. وبحسب المحللين، تمتلك السعودية 19٪ من احتياطيات النفط العالمية، و12٪ من الإنتاج العالمي وأكثر من 20٪ من مبيعات النفط في السوق العالمية، فضلاً عن قدرة تكرير تزيد عن 5 ملايين برميل يومياً. كما تمتلك احتياطيات ضخمة من الذهب والعملات الأجنبية، التي بلغت 465.49 مليار دولار في أيلول الماضي. لذلك ستجذب السعودية جميع دول الخليج والعديد من الدول في آسيا إلى منظمات وتحالفات بديلة، خاصةً وأن هيمنة الغرب أثبتت للعالم أجمع أنه يمكن عزل الدول المستهجنة والخائنة وتدميرها بسرعة كبيرة، وروسيا خير مثال على ذلك، بحسب المحللين.